سرقة المكالمات…جريمة عابرة للحدود

عصابات تستفيد من مداخيل تحويل مكالمات باستعمال تقنيات متطورة القرصنة لا حدود لها، وفي كل مرة يفاجئنا القراصنة بأسلوب جديد، فبعد قرصنة الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي وتمكنهم من كتابة رسائل موجهة إلى الأصدقاء مطالبين من خلالها بمبالغ مالية أو تعبئة هواتف محمولة بداعي أنهم في ورطة، اخترع القراصنة فكرة جديدة وخطيرة تتمثل في قرصنة الأرقام السرية للبطائق البنكية واقتناء مجموعة من الأغراض عبر الأنترنت، قبل أن تظهر فئة جديدة من القراصنة التي تعمل على قرصنة المكالمات الدولية.الحالات هنا عديدة، أبرزها حالة كريم "زاز" ومن معه التي لم تقل العدالة بعد رأيها فيها، الملف الذي انطلق منذ حوالي سنتين بناء على تعليمات من الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، استنادا إلى شكاية وضعتها شركة "وانا" ضد شركات تتهمها من خلالها بالتلاعب، بتهريب المكالمات الهاتفية الدولية عبر شبكات الهاتف المحمول.وجاءت هذه الشكاية، حسب ما أكده أصحابها، عقب اكتشاف عمليات التهريب، استنادا إلى بحث ومراقبة للشبكة التابعة لشركة "وانا"، أشرف عليها خبراء وتقنيون تابعون للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، استجابة لطلب تقدمت به شركة "وانا"، بعدما رصدت عمليات قرصنة طالت مكالمات هاتفية تابعة لها، عبر معدات وآليات لتهريب المكالمات الهاتفية في اتجاه الخارج، تم تحديد مكانها بحي مولاي رشيد بالدار البيضاء، وهي الآليات التي تم حجزها في عمليات تدخل لعناصر الشرطة القضائية.وكشف التقرير الذي أعده فريق الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات أن هذه الآليات والمعدات استعملت قاعدة بيانات لشركة "وانا" من قبَل شركة "سيارت" المسجلة في اسم إطارين سابقين في شركة "وانا" والتي لها صلة مباشرة بشبكات التواصل عبر الأنترنت ذي الصبيب العالمي المرتفع. وأظهر البحث في القضية من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وجود تحويلات مالية كبرى توصل بها زاز عبر حسابه البنكي من طرف مالكي شركة "سيارت"، وبرر الأخير هذا التحويل بأنه عبارة عن سلف منحه الاثنان لفائدته من أجل بناء فيلا. ملف "زاز" ليس وحده الخاص بقرصنة المكالمات الدولية فهناك ملفات أخرى يعمد من خلالها القراصنة إلى ربط الاتصال بالضحية، وينتظرون إلى حين قطع الخط ثم يحولون المكالمة إلى الوجهة التي يرغبون فيها، ليحتسب المبلغ الواجب أداؤه على الزبون، كما أنهم يتلاعبون بربط الاتصال بالضحية وعندما يرد المجيب الآلي يحولون المكالمة. ملف آخر معروض على محاكم البيضاء يتعلق بشبكة لقرصنة المكالمات الهاتفية الواردة على المغرب من الخارج، تتزعمها امرأة ولها شركاء موجودون خارج أرض الوطن. الوصول إلى الشبكة جاء بعد التوصل بمعلومات من شركة اتصالات المغرب، تفيد استغلال أشخاص مكالمات دولية وتحويلها إلى الموجهة إليهم، لتستفيد هي من العمولات المفروضة على شركات الاتصالات المحلية، جراء كراء القمر الصناعي الذي تستغله الشركات المغربية في شبكتها التواصلية. الخطوة الأساسية كانت تتمثل في رصد مكان تحويل العمليات، وهو ما قامت به شركة الاتصالات المعنية بالاستعانة بخبراء أمنيين، لتنتقل إلى المكان وتعمد إلى اقتحام محل، لتعثر على مجموعة من الآليات المستعملة في القرصنة بحوزة امرأة كانت تنسق مع شخصين يوجدان خارج أرض الوطن.وأقرت المرأة بأنها تستفيد بهذه الطريقة غير المشروعة من المبالغ المالية التي كان من المفترض أن تتوصل بها شركة اتصالات المغرب، منذ حوالي ثلاثة أشهر، فيما أكد الممثل القانوني للشركة أن الاستغلال يعود إلى ما يقارب السنة، مضيفا أن الشركة قامت بمجموعة من الدراسات والأبحاث التقنية على المستوى المركزي وحدد تاريخ بدء الاستغلال.الصديق بوكزول

سرقة المكالمات…جريمة عابرة للحدود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الهاكرز" يبدعون فيديوهات لاستمالة ضحاياهم

القرصنة الإلكترونية... الحرب الجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات