طالـب: لا للمصحـات “الفيـلات”

الرئيس المدير العام لمجموعة "أكديتال" قال إن منظومة الصحة الخاصة تواجه إكراهات التمويل والضرائب والموارد البشرية أزال رشدي طالب، الرئيس المدير العام لمجموعة «أكديتال»، الرائدة في مجال الصحة بـ4535 منصب عمل مباشر، غشاوة سوء الفهم الكبير الذي يحوم حول مشروعه الصحي الضخم الذي سينتقل في غضون أشهر من 23 مصحة ومستشفى خاص إلى 41 في أغلب جهات المغرب. وقال طالب، الذي حل الأسبوع الماضي ضيفا على نادي «ليكونوميست»، إن عددا من الأسماء والإشاعات والأخبار التي يتم تداولها حول المجموعة، ومصادر التمويل والجهات «الداعمة»، مجرد مغالطات وتحريف للحقيقة لأغراض معينة. وعاد طالب إلى رسم المسار التاريخي لـ»أكديتال» التي بدأت قبل 2008 بمجرد فكرة وطموح وحق في الحلم من شاب مغربي حاصل على دكتوراه في الطب واشتغل في فرنسا، وعاد إلى بلده من أجل الاستثمار والمشاركة في المجهود الوطني لإصلاح القطاع الصحي الخاص، الذي كان ومازال جزء كبير منه، يتسم بعلامة «المصحات/الفيلات». في هذه السنة، استحوذت فكرة إعادة إطلاق مصحة جرادة بالوازيس، إذ كان طالب لا يملك في جيبه غير 400 مليون سنتيم غير كافية لمشروع طموح بهذا الحجم، فلجأ إلى عائلته، وتحديدا إلى صهره (أبو زوجته الطبيبة أيضا)، الذي وضع فوق الطاولة 45 مليون درهم، بشروط، ضمنها أن يحصل على 10 في المائة من أسهم الشركة، بينما الأسهم الأخرى في ملكية الأصهار. وبعد 10 سنوات من العمل والاجتهاد وتحقيق أرباح وإعادة تقسيم الأسهم، افتتحت المجموعة أول مصحة لها في 2018 بعين برجة، ثم في السنة الموالية بافتتاح ثلاث مؤسسات أخرى، وبعد الخطاب الملكي (2020) لتعميم التغطية الصحية، واكبت أكديتال هذا المشروع الوطني، بافتتاح 23 مصحة ومستشفى في عدد من المدن، في انتظار استكمال هذه الباقة، للوصول، بعد أشهر إلى 41 مؤسسة. وسرد طالب، في معرض ربط الماضي بالحاضر، عددا من الصعوبات، إذ لم تكن الطريق مفروشة بالورود، كما يمكن أن يتخيل البعض، بل «واجهنا تحديات كبرى وسهرنا الليالي، وانتابتنا لحظات من اليأس، وطرقنا عدة أبواب دون كلل من أجل الوصول إلى هذه المرحلة». وقال المدير العام للمجموعة إن هذا المسار الطويل لم يكن سوى مساهمة من مساهمات أخرى، تضطلع بها مجموعات أخرى، من أجل النهوض الفعلي بالمنظومة الصحة، في إطار التكامل بين القطاعين الخاص والعام، «ورغم كل هذه الإنجازات والمؤسسات والمستشفيات الخاصة التي نرى، فإن الخصاص مازال كبيرا». “إننا ندعم حضور مجموعات مشابهة لمجموعتنا في السوق، حتى وإن تجاوزت عروضنا، فالمغرب بحاجة إلى مجموعات صحية مهيكلة ومصحات عالية المستوى، ولم يعد بالفعل بحاجة إلى مصحات- فيلات، حيث استنفدت مهمتها، حتى وإن قدمت خدمات خلال الفترة الماضية»، موردا أن الخصاص يقدر اليوم بأقل من سريرين بالنسبة إلى ألف نسمة. وأشار طالب، في معرض حديثه، إلى وجود أسرة مهيكلة مرتبطة بمنصة تقنية متخصصة، وأخرى عبارة عن أسرة استشفاء لا ترتبط بأي منصة، مبرزا أن هناك حوالي 400 مصحة في المغرب إلا أن عدد الوحدات التي تقدم علاجات لمختلف أنواع الأمراض قليل جدا، مشددا على أن مصحات مجموعة «أكديتال» توفر أطباء في مستعجلاتها على مدار 24 ساعة، بخلاف ما عليه الأمر بالنسبة إلى مصحات أخرى بالقطاع. من جهة أخرى، أوضح طالب أن تطوير المنظومة الصحية الخاصة، يتطلب تجاوز عدد من المعيقات والصعوبات، المرتبطة بالدرجة الأولى باحتساب التعريفة المرجعية في بعض العلاجات، خصوصا طب الإنعاش. وقال إن المجموعة تلتزم بالتعريفة المرجعية، رغم النقاش الذي يمكن أن يحيط بهذا الموضوع، متسائلا، «كيف يمكن أن تُسعر الليلة الواحدة في الإنعاش والعناية المركزة بـ1500 درهم، بينما في بلد مجاور مثل فرنسا، يصل الثمن إلى 2000 أورو لليلة؟». وأكد طالب أن السعر الأدنى لليلة واحدة في الإنعاش، وفق شروط تحقق التوازن المالي للمؤسسة، لا ينبغي أن ينخفض عن 4500 درهم، موضحا أن هذه الإشكاليات يمكن معالجتها بمراجعة التعريفة المحددة، وبالتسريع من وتيرة تعميم التغطية الصحية، ورقمنة الولوج إلى المعطيات الخاصة بالمؤمنين، حتى يمكن الوصول إليهم في قاعدة البيانات المشتركة، وتفادي الحصول على تسبيقات مالية، أو «شيكات تحت الحساب» لضمان حقوق المؤسسة الصحية. "تي.في.أ" المقدسة من بين الصعوبات التي تواجه الاستثمار في القطاع الصحي الخاص، استمرار شبح الضرائب، وتحديدا فرض ضريبة على القيمة المضافة بـ20 في المائة على جميع مشتريات المعدات والأجهزة الطبية. وقال طالب إن قيمة ما يضعه مستثمر في «تي.في.أ» يوازي بناء مستشفى، أو مصحة خاصة، من بين 20 مؤسسة جديدة، موضحا أن هذه الأموال يمكن أن تضخ في تشييد مزيد من الوحدات. ولشراء «روبو جراحي» بـ35 مليون درهم، على صاحب المستشفى أن يدفع 7 ملايين درهم ضريبة على القيمة المضافة، أو شراء «مسرع للقلب» بـ40 مليون درهم، مقابل 8 ملايين درهم للضريبة. واعترف طالب أن الأمر منهك جدا، مقترحا أن يبدأ الإعفاء، مثلا، من جزء من هذه الضريبة على المعدات والأجهزة الطبية، ابتداء من افتتاح المستشفى، أو المصحة الرابعة. سنة تاريخية توقع الرئيس المدير العام لـ»أكديتال» أن تكون 2024 سنة تاريخية، إذ تشهد افتتاح 15 مستشفى ومصحة تابعة للمجموعة بـ1430 سريرا في 11 مدينة، ليصل العدد مع نهاية السنة إلى 36 مؤسسة بـ3622 سريرا طبيا، أي ما يمثل 20 في المائة من العرض الوطني. وقال طالب إن استثمارا يصل إلى 100 مليار سنتيم تمت تعبئته لمواكبة هذا التطور في البنيات التحتية الصحية في عدد من الجهات، مؤكدا أن الطلب يأتي، في بعض الأحيان، من مسؤولين ومنتخبين في هذه الجهات. يوسف الساكت

طالـب: لا للمصحـات “الفيـلات”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختلاس وتزوير وغسل أموال

رحيمي وحميدو يغيبان عن قمة بركان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات