مبادرة بيئية رائدة أطلقها شباب بزايو لغرس أشجار حراجية لأجل العيش في بيئة أفضل أطلقت فعاليات وشباب بزايو مبادرة بيئية رائدة يفتخر ويقتدى بها. ودشنوا حملة تشجير واسعة بشوارع هذه المدينة الصغيرة الواقعة بالساحل الشرقي في منطقة كبدانة. وبفضلها لن تبقى زايو أو "ثايوث" بالأمازيغية، "مدينة يتيمة" كما يطلق عليها، لتدخل خانة المدن الخضراء المنتعشة بهواء أشجار حراجية جار غرسها منذ أيام. "لنجعلها خضراء بزايو لأجل البقاء" و"معا من أجل العيش في بيئة أفضل".. شعاران اختارتهما مجموعة الخير لحملتها البيئية الواسعة وغير المسبوقة لزراعة الأشجار الحراجية في الأرصفة والطرق والشوارع العامة بمختلف الأحياء وفي مختلف المؤسسات والإدارات لإعادة تشكيل المظهر الحضري الجميل للمدينة والمساهمة في تنقية الهواء. هذه المبادرة تتواصل منذ نحو 5 أشهر ويشارك فيها الكبير والصغير ومن الجنسين وعيا منهم بأهمية التشجير البيئية والجمالية. وحطت الرحال السبت الماضي بمدرسة الخنساء محطة جديدة انضافت لسابقاتها بعدما شملت الحملة مدارس سيدي عثمان والحسن اليوسي وعبد الكريم الخطابي وثانوية حسان بن ثابت وغيرها. 40 شجرة أخرى غرست داخل أسوار الثانوية التأهيلية حسان بن ثابت، أعطيت لتلاميذها إيضاحات وشروحات حول كيفية العناية بالشجرة، في مبادرة أولى للانفتاح على المؤسسات التعليمية أعقبها غرس 600 شتلة في 3 مؤسسات ابتدائية أخرى، لزرع ثقافة بيئية سليمة بين الصغار وتشجيعهم على الاهتمام بالبيئة والتشجير. تلاميذ تلك المؤسسات استفادوا من شروحات حول طريقة غرس الأشجار وكيفية الاهتمام بها، وأعلموا حول دورها وأهميتها في استمرار الحياة فوق الأرض باعتبارها مصدرا للأوكسجين وآلية لامتصاص ثاني أوكسيد الكربون المنتشر في الهواء والمسبب للتلوث، موازاة مع خلق منظر بيئي طبيعي مميز داخل المؤسسة وبمحيطها. ولا تقتصر هذه العملية على تشجير هذه المؤسسات التعليمية بأنواع من الأشجار، بل تشرك تلاميذها في الغرس ولا تتوانى المجموعة في تنظيم خرجات خاصة لأشجار معمرة كما زيارة تلاميذ الفرصة الثانية بمدرسة عبد الكريم الخطابي لشجرة "البطمة" التي يتجاوز عمرها 7 قرون، تحسيسا بأهمية الحفاظ على مثل هذه الأشجار وصيانتها. شجرة "البطمة" المعمرة الشهيرة الواقعة بسفح جبل سيدي عثمان شمال المدينة، انطلقت منها الحملة بداية السنة الجارية، بترميم وتهيئة محيطها وتسييجها وإعادة سقيها، بمشاركة شباب وأطفال أملا في زرع ثقافة الاعتناء بالشجر بينهم والتعريف بهذه الشجرة على نطاق واسع على الواقع وافتراضيا في مواقع التواصل الاجتماعي. 600 شجرة غرست بسفح وجنبات وادي سيدي عثمان، وعشرات أخرى بمصلى زايو شمال المدينة في أيام بيئية بامتياز نظمت لمناسبة الحملة وبتعاون مع المجلس الجماعي الذي وفر آليات ووضع رهن إشارة مجموعة الخير عمال إنعاش شاركوا متطوعيها عملية التشجير، لإضفاء رونق خاص والوقاية من حرارة الشمس خلال أداء صلاة العيد. عدة أسابيع مرت على انطلاقة مبادرة المجتمع المدني الرامية لتدارك النقص في حجم المساحات والفضاءات الخضراء بالمدينة. وتم خلالها مراكمة حصيلة مهمة لتشجير سفح جبل سيدي عثمان وشعاب الأودية، وزرع 200 شجرة من نوع "فكيس" الملائم لطبيعة ومناخ المنطقة والذي يضمن الاخضرار ويوفر الظل طيلة أشهر السنة. ولا تروم مجموعة الخير من وراء إطلاق هذه الحملة، التشجير فقط، بل تهدف لرفع مستوى الوعي بقضايا البيئة وتثقيف أفراد المجتمع بضرورة العناية بالشجرة والتشجير، وتعزيز التنوع البيولوجي وتحسين جودة الهواء وزيادة المساحات الخضراء وفضاءاتها بهذه المدينة الجميلة الواقعة على بعد 40 كيلومترا من الناظور. مبادرة مجموعة الخير بزايو، مفروض أن يقتدى بها وطنيا وفي مختلف المدن لأهميتها في زرع قيم حب الطبيعة والمبادرة للمساهمة في التشجير والتشجيع عليه والحفاظ على البيئة، وترسيخ ثقافة المجال الأخضر واقعا وفي عقول الناشئة، ولأهمية الشجرة خاصة المورقة، في منح الظل وامتصاص غازات عوادم السيارات. حميد الأبيض (فاس)