ظهرا يتسولان المال من سائح إسباني على متن دراجة نارية تداول رواد المواقع الاجتماعية وهواة القنص الإلكتروني، على نطاق واسع، صباح أمس (الأحد)، مقاطع فيديو يظهر فيها شرطيان مغربيان بزي رسمي ووجهين مكشوفين يتسولان سائحا إسبانيا على متن دراجة نارية، ويطلبان منه مدهما بهدية، أو إكرامية.وخلف الفيديو، الذي لم تتأكد «الصباح» من صحته ولم تصدر مديرية الأمن أي بلاغ بشأنه إلى حدود زوال أمس (الأحد)، موجة استياء في أوساط متصفحي موقعي «فيسبوك» و»يوتوب»، بسبب السلوك الغريب الذي ظهر به رجلا الأمن، اللذان يشتغلان بطانطان، والذي يذكر بأساليب التسول التي ينهجها رجال أمن بمطارات بعض الدول العربية والإفريقية الفقيرة، حين يعمدون إلى مد أياديهم للصدقة من المسافرين والسياح، دون مبالاة للكاميرات المبثوثة في كل مكان. وينقل الفيديو في حوالي ثلاث دقائق، منتقاة من فيديو طويل، مشاهد عنصري أمن بالسد الأمني الجنوبي لطانطان على الطريق الوطنية رقم واحد في اتجاه العيون، قاما بتوقيف سائح يمتطي دراجة نارية، وطلبا منه أوراق هويته من أجل التنقيط الإلكتروني، حسب جواب لأحدهما بلغة إنجليزية ركيكة، حين سألهما السائح عن سبب توقيفه.بعد هذه العملية الشكلية، بدأ أحد العنصرين يحوم حول الدراجة النارية، ويتصفح أرقامها وماركتها، ما انتبه إليه السائح الذي كان يرصد جميع حركات الشرطيين عبر كاميرا صغيرة يبدو أنها كانت مثبتة في خوذته، وتنقل بالصورة والصوت وقائع الابتزاز بجميع «لغات» العالم.ظل السائح جامدا في مكانه يتبادل أطراف الحديث مع الشرطيين، متحدثا باللغة الإسبانية، بينما كان الشرطيان يتفاهمان معه تارة ضحكا وتارة بلغة الإشارات، وأخرى بلغة إسبانية وإنجليزية ركيكة، منها استعمال كلمة «ريغالو» التي تعني الهدية، بل إن أحد العنصرين قال له بما معناه «دور معانا أشريف عادا دوز».تظاهر السائح بالغباء حتى يسجل أكبر قدر من الوقائع، ومنها طلب شرطي مده بقنينة خمر أو أي شيء آخر في حوزته، بينما قال لهما الإسباني إنه لا يملك غير دراجته وبعض حاجياته الخاصة التي يستعين بها في السفر بين سيدي إفني والعيون.جرب الشرطي الواقف جميع الأساليب لقضم أي شيء من السائح، قبل رحيله، قبل أن يطلب منه مده بأوراق من المال. وفي هذه اللحظة، استل السائح ورقة نقدية من فئة 100 درهم، وقبل أن يعطيها إلى الشرطي، قال له إنه مال كثير، فرد عليه رجل الأمن بوضع يده في جيبه، حيث سحب ورقة من فئة 50 درهما أعطاها للسائح، مقابل 100 درهم، لتكون «غنيمة» الشرطيين 50 درهما.ولم تتأكد «الصباح» إذا ما كانت مديرية الأمن قررت توقيف الشرطيين المنتميين إلى الهيأة الحضرية بطانطان وإحالتهما على التحقيق، كما تداولت أوساط إعلامية، وذلك في غياب بلاغ رسمي.يوسف الساكت