تآكل الطبقة المتوسطة بالوسط القروي

المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية أكد أن السياسات المعتمدة لم تمكن من تحسين دخل السكان كشفت خلاصات دراسة أنجزها المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية تآكل الطبقة المتوسطة بالوسط القروي، التي أصبحت نسبتها تقل عن 3 في المائة من السكان القرويين. وأوضح منجزو الدراسة أن تحديد الفئات المتوسطة تم بناء على مقاربة تعتمد عددا من المميزات الاجتماعية، مثل نوعية السكن وتعليم الأطفال والنقل والتطبيب والثقافة والترفيه وعدد من المعايير الأخرى، وتبين، استنادا إلى النفقات المخصصة لذلك، أن متوسط الدخل المتوفر للطبقات المتوسطة يتعين ألا يقل عن 10400 درهم في الشهر بالنسبة إلى أسرة من أربعة أفراد. وأكدت الدراسة أن الطبقة المتوسطة، بالوسطين الحضري والقروي، عرفت تآكلا، منذ 2007، ولا تمثل حاليا إلا نسبة قليلة من سكان البوادي، مقابل تكاثر الفئات الموجودة بين الفئات الفقيرة والهشة والطبقة المتوسطة، بفعل خروج عدد من الأسر من خانة الفئات متوسطة الدخل. وتمثل الطبقات الاجتماعية العائمة بين الفئتين، 46 في المائة من سكان البوادي. وأشارت الدراسة إلى أن السياسات المعتمدة لفائدة العالم القروي مكنت من تحسن الوضع، مقارنة بما كان عليه في السابق، كما أن المخطط الأخضر الذي اعتمد، خلال 2008، مكن من تطوير الفلاحة وتحسين الإنتاجية، لكن ذلك لم ينعكس بشكل ملموس على دخل سكان البوادي. ولم يتمكن المخطط الأخضر، على غرار السياسات السابقة له، عند انتهاء المدة المخصصة له، من إيجاد بدائل للإشكاليات المرتبطة بالتكوين والتنظيم المهني وتثمين منتوجات الفلاحة العائلية بوجه خاص، رغم أن من بين أهدافه المعلنة أن يجعل من عملية تجميع الاسغلالية الصغيرة رافعة لتنمية وتحسين وتثمين إنتاجيتها. واعتبر معدو الدراسة أن حصيلة الركيزة الثانية للمخطط الأخضر، المتعلقة بتأهيل الفلاحين، الذين يعانون الهشاشة في المناطق غير المؤهلة، مثل الجبال والواحات والمناطق شبه الجافة، لم تكن في مستوى الانتظارات، إذ بعد انتهاء مدة تنفيذ المخطط، فإن ثلاثة أرباع المشاريع المخصصة لهذه الركيزة ما تزال في طور الإنجاز، وأن عددا من المشاريع المنجزة بحاجة إلى تثمين ومواكبة ودعم، ما يعكس ضعف الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية لهذه المشاريع على تجويد مستوى عيش سكان هذه المناطق. وطالب المساهمون في إنجاز هذه الدراسة بضرورة اعتماد برنامج عمل، بشكل استعجالي، من أجل مواكبة مرحلة ما بعد المخطط الأخضر، في ما يتعلق بمشاريع ركيزته الثانية، وفي غياب ذلك فإن النتائج لن تختلف عن تلك المسجلة، بالنسبة إلى المشاريع والبرامج السابقة. ويسعى مخطط الجيل الأخضر، بناء على الأهداف المعلنة والتوجيهات الملكية، إلى اعتماد إستراتيجية شاملة لتنمية القطاع وتشجيع بروز طبقة متوسطة فلاحية وإنصاف الفلاحين الصغار، خاصة في ما يتعلق بتسويق منتوجاتهم. عبد الواحد كنفاوي

تآكل الطبقة المتوسطة بالوسط القروي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خطوات لتنمية الشخصية

الكذب أداة للسلطة على الآباء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات