يعود تاريخها إلى قبل الميلاد ومحطة للتلقيح الاصطناعي تعتبر الثانية في إفريقيا يعتبر المغرب من الدولالتي عرفت عبر التاريخ باهتمام سكانه، بل ولعهم بالخيول، إذ تؤكد المصادر التاريخية أن بلادنا عرفت الخيول قبل الميلاد، بل اعتبر رمزا له ولسكانه. ويعتبر الحصان البربري، المعروف بقوته وجماله الأكثر شهرة بالمغرب، رغم قلة عدده بالنظر إلى الظروف التي مر منها المغرب، رغم أنه مقاوم للعوامل الفسيولوجية مثل البؤس والحرمان من المياه مما يعتبر الأفضل في الصحراء. والحصان البربري من أقوى الأحصنة، فهو حصان قوي وشجاع ومتوازن، وعلاوة على ذلك فهو سريع وقادر على التحمل وهو موضع إعجاب وتقدير معجبي الفروسية وركوب الخيل، وصفاته تجعله مميزا لجميع الألعاب الرياضية، مثل الفروسية وقدرة التحمل والبولو وركوب الخيل. كما أن هناك الحصان العربي الأصيل الذي لقي عناية بالمغرب، وتأسست للحفاظ عليه جمعية تضم مربي الحصان العربي الأصيل، أعطت إشعاعا آخر لهذا النوع من الأحصنة كما أعطت سمعة مدوية للمغرب في مجال الحفاظ على تقاليده في ما يخص الخيول. ويتوفر المغرب على محطة لإنتاج الخيول عبر التلقيح الاصطناعي في ضيعة ببوزنيقة، تتوفر على أحدث التقنيات في هذا المجال يسهر عليها بياطرة مغاربة جرى إعدادهم وتدريبهم في أوربا، اذ تعد هذه المحطة الثانية في افريقيا بعد محطة جنوب افريقيا. ويعتبر ولع المغاربة بالخيول شيئا لا يقارن، إذ هناك الكثير من الضيعات المتخصصة في تربية واستيراد وبيع الخيول هدفها المحافظة عليها والمشاركة في التظاهرات الدولية والوطنية. ويكتسي الاهتمام بالخيول بالمغرب أهمية بالغة لدى الملك محمد السادس المعروف بحبه للخيول، المتتبع الجيد لكل التظاهرات الخاصة بها، كما يولي اهتماما بالغا بالشركة الملكية لتشجيع الفرس التي تهدف إلى جعل قطاع الخيول رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة. وحسب الصقلي مدير عام هذه الشركة فإن استراتيجيته تقوم على ثلاثة عناصر أساسية ومتكاملة وهي تحسيس المربين بضرورة مواكبة التطورات الحديثة في مجال تربية الخيول، والحفاظ على سلالة الفرس البربري الذي يشكل القوة الغالبة في قطيع الخيول الوطني، وضمان التمويل الكافي والمستدام لهذا القطاع. وقال الصقلي إن “الشركة الملكية لتشجيع الفرس أطلقت برنامجا لتأهيل وتحديث المرابط القائمة وإنشاء أخرى جديدة بغرض تطوير ورفع مستوى تربية سلالات الخيول بمساهمة النسيج الجمعوي”، مشيرا إلى أن الشركة بادرت أيضا إلى اتخاذ عدة إجراءات متعلقة بتحسين جينات الثروة الحيوانية، ودعم المربين من خلال إحداث منحة لدعم الشعير وأيضا إطلاق خطة شاملة لتكوين وتدريب مربي الخيول بالمرابط. وتعتبر الشركة الملكية لتشجيع الفرس، وهي مؤسسة عمومية تهتم بتربية الخيول وسباقات وألعاب الفروسية، شريكا رسميا لمعرض الفرس بالجديدة والدوري المغربي الملكي للقفز على الحواجز وكأس الحسن الثاني للتبوريدة، كما على تنظيم ما يفوق 1800 سباق خاص بالخيول العربية والإنجليزية الأصيلة بست حلبات بالمغرب. اهتمـام ملكـي ورث جلالة الملك محمد السادس، حب وعشق الخيول من والده الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان مولوعا بتربية الخيول ومعروفا باهتمامه الكبير بها وبدرايته بأدق التفاصيل الخاصة بالخيول الموجودة في الحريسة الملكية. وعشق جلالة الملك محمد السادس الفرس "إمبريال مشهار"، الذي ورثه عن والده، وحسب معلومات صحافية فإن هذا الفرس معروف بين مربي الخيول العربية والمهتمين بها. وولد إمبريال مشهار عام 1992 من فرس أمريكي أمريكي معروف باسم "إمبيريال مبين"، وفرسة تدعى "إمبيريال جناحة". واكتسب شهرة عالمية بعدما فاز بلقب «أجمل مهر في الكون» عام 1993، ليصبح بعدها رمزا للخيل العربي الأصيل، ونسله مطلوبا لدى جميع مربي الخيول في العالم.. كما ارتفع سعره إلى ملايين الدولارات. وتولي العائلة الملكية في المغرب اهتماما كبيرا بتربية الخيل العربي الأصيل، كذلك لا يتردد المغاربة في الاعتراف بعشقهم لها. ويبدأ سعر الفرس في المغرب من 40 ألف درهم ويمكن أن يتجاوز مليوني درهم. أما الخيول التي تجد طريقها نحو القصر الملكي وضياع كبار الأثرياء، فثمنها أكثر بكثير. أحمد نعيم العربـي... انضبـاط وتتويـج يعتبر الحصان العربي من "السلالات الخفيفة" في العالم، وهي واحدة من أقدم سلالات الخيول التي تعود تربيتها إلى 4 آلاف و500 سنة، نشأت في الصحراء على يد البدو العرب الرحل وغالبا ما كانت تعيش في الخيام ولها ارتباط وثيق بالإنسان. يتميز هذا النوع من الخيول، برأسه المميز وذيله المرتفع، وله مواصفات متنوعة، تتوزع بين آذان صغيرة ورقيقة الأطراف ومتقاربة، وعيون واسعة وبراقة، وجبهة عريضة محدبة تنحدر إلى طرف دقيق للأنف، وأنف واسع محاط بجلد رقيق، ورقبته مقوسة وشعره ناعم وبراق وقصير، وجلده صاف أسود اللون تحت الأماكن التي تتوفر على شعر، وأحيانا له لون زهري، ويتراوح ارتفاعه بين 140 و160 سنتيمترا. ومن أشهر الخيول العربية انتشارا في العالم، "غودولفين" و"دارلي أرابيان" و"بيرلي تورك". كما تتميز هذه الفصيلة من الخيول، بأنها منضبطة وهو ما أهلها لأن تكون واحدة من أقوى السلالات العالمية، وأكثرها شعبية في مجموعة من الدول، منها أوربا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وبعض دول أمريكا الجنوبية في مقدمتها الأرجنتين والبرازيل، في الوقت الذي توجت بالعديد من الجوائز العالمية في مختلف المحافل التي تشارك فيها. الإنجليـزي... ملك السباقات يعد الحصان الإنجليزي واحدا من أسرع سلالات الخيول، إذ يربى لأن يكون مؤهلا لهذه الغاية، وهو ملك السباقات، إذ غالبا ما يتوج في مسابقات الجري. لا ينافسه أحد في السرعة، خاصة القصيرة منها، إذ يعاب عليه أنه لا يحتمل المسافات الطويلة، وقد تصل سرعته القصوى إلى 80 كيلومترا في الساعة. من مواصفات هذا النوع من الخيول، أنه ضخم وله لون بني إلى غامق، ويتراوح ارتفاعه بين 160 و170 سنتيمترا، وهو ما يميزه عن باقي الخيول الأخرى، له رأس طويل وعنق مستقيم وصهوة طويلة وصلبة، كما أن رقبته عريضة ومنحية على الصدر وله قوائم نحيفة وطويلة وسريعة الإرهاق، ومن عيوبه، أنه يملك عظاما زائدة ونافرة. يمكن تربية هذا الصنف من الخيول في مختلف أنحاء العالم منها فرنسا وإيطاليا وألمانيا وأستراليا، غير أنه منتشر بقوة في بلده الأصلي انجلترا. بالمغرب تقبل حلبات سباق الخيول على اقتناء هذه الفئة، إذ غالبا ما يراهن عليه في المنافسات الرياضية التي تحتضنها المملكة، كما أن لها إقبالا متزايدا من قبل عشاق اقتناء الخيول الخاصة، وهي أيضا موجودة لدى عدد من "سربات" الفروسية التقليدية بالمملكة. البري... عدو الإنسان والذئب من أشهر أنواع الخيول، الحصان البري، وهو حيوان عاشب ونادر يعيش في الأراضي التي تتميز بعشب أو بالقرب من السهول، كما أن وجوده يكثر بجانب المرتفعات. تتميز هذه الفصيلة بقلتها في المغرب، نظرا لعدم تكيف ظروف عيشها مع الطقس المغربي، باستثناء بعض المناطق الجبلية، رغم أنه قادر على العيش مدة طويلة دون ماء شريطة اقتيات الأعشاب، وجرى تهجينه مع الحصان المستأنس في بعض المناطق من العالم. من أبرز أعداء الحصان البري المنتشر بقوة في منغوليا، الإنسان والذئب، ويعيش في متوسط عمره 30 سنة، ويتميز جلده باللونين الأحمر والبني، وهو شاحب على الكتفين ويصبح أكثر شحوبا في الأجزاء السفلى. الأندلسـي... الجمـال والأصالـة الفرس الأندلسي يتحدر من الأصول العربية المختلطة الممزوجة بين الخيل البربري والإنجليزي، وهو من أفضل الخيول الإسبانية، وساهم تهجينه في أن يكون واحدا من الأنواع الجيدة في القفز وهو متوازن ونشيط، كما أنه نتج عنه نوع يسمى "الإسباني الانجلو عربي"، كما أن هذا النوع يتميز بجماله وهدوئه وشعره الكثيف وهيأته الصلبة، وهو سهل الترويض، في الوقت الذي تحكي بعض الأساطير على أن بعض الأمراء كانوا يصارعون الثيران ممتطين الخيول. تتميز بنيته الجسمانية بالضخامة، إذ يزن 570 كيلوغراما، وتتوزع ألوانه بين الرمادي والأشقر والأسود، أذناه صغيرتان، وعيناه كبيرتان، وعنقه متوازن، وظهره مستقيم وقصير، وذيله منخفض وكثيف، وصدره عريض وعميق، وبطنه دائري، ومفاصله عريضة. بدأ تناسل هذا الصنف من الخيول سنة 1571، عندما قام الملك الإسباني فليب الثاني بتأسيس الإسطبلات الملكية في قرطبة، إذ نال هذا الحصان "إعجابا كبيرا".وكانت الخيول العربية دخلت الأراضي الإسبانية مع دخول العرب بقيادة طارق بن زياد، وكانت البعثة الرسمية الإسبانية الأولى إلى البلدان العربية لاستقدام الخيول العربية تلك التي أرسلتها الملكة إيزابيلا الثانية، قبل أن يشهد اقتناء الحصان تطورا بالمنطقة. ي.ر