معتقلو الإرهاب السابقون يحظون باستقبال رسمي استعدادا لإنصافهم بعد سنوات من مغادرة جزء كبير منهم السجن، قرر المعتقلون السابقون على خلفية قضايا الإرهاب والتطرف الديني، رفع صوتهم في الآونة الأخيرة، وبدؤوا في إجراء تحركات واجتماعات، بهدف إدماج هذه الفئة، التي قررت التصالح مع المجتمع والمؤسسات. وغادر عشرات المحكومين بتهم الإرهاب، والذين سجنوا في بداية الألفية الثالثة، السجن بعد قضاء عقوبتهم، أو بعد الاستفادة من العفو الملكي، سيما المستفيدين من مبادرة مصالحة، التي انخرط فيها بعضهم وتمكن من مغادرة أسوار السجن، بعد أن تبين تخلصه من أفكار التطرف. ونتيجة لتأسيس لجنة وطنية وتنسيقية، والقيام بعدد من الاجتماعات والاتصالات في الفترة الأخيرة، حظي ممثلو الإسلاميين باستقبال رسمي في المجلس الوطني لحقوق الإنسان، من أجل الاستماع لهم، والإنصات لمطالبهم. وأوضح ممثلو التنسيقية أنهم استقبلوا من قبل لجنة ثلاثية، وأن اللقاء ترك أثرا إيجابيا في نفوسهم، خاصة أن اللجنة تميزت بالحفاوة ورقي أسلوب الحوار. وقال ممثلو التنسيقية، إنه تم الاستماع لهم بشكل جيد لمدة ساعتين، دون كلل أو ملل، وتم التأكيد لهم على رفع تقرير كتابي عاجل لرئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، من أجل دراسة ملفهم، كما حصلوا على وعد بالرد عليه في أقرب وقت ممكن. ويريد الإسلاميون تكرار تجربة الإنصاف والمصالحة، التي عولجت بها قضايا انتهاكات حقوق الإنسان، في ما أطلق عليه "سنوات الرصاص"، والتي استهدفت على وجه التحديد المنتمين للتيار اليساري والماركسيين، الذين كانوا يعارضون سياسة المملكة، ومتأثرين بالحركات القومية والشيوعية الوافدة. ورغم أن الإسلاميين لم يذكروا في بياناتهم عبارة الإنصاف والمصالحة، إلا أن مطالبهم تتقاطع مع نتائج المبادرة، إذ يطالبون بجبر "الضرر المادي والمعنوي جراء ما تعرض له المعتقلون الإسلاميون من انتهاكات لحقوقهم". ويطالبون أيضا بإدماج المعتقلين الإسلاميين السابقين في سوق الشغل، وتمتيعهم بحقهم في السكن اللائق وإدماجهم، وضمان التطبيب للحالات التي ترتب عليها أزمات نفسية وعضوية جراء ذلك الاعتقال. وأشارت التنسيقية المغربية لقدماء المعتقلين الإسلاميين إلى أنه من أجل تحقيق أهدافها، ستلجأ إلى كل الوسائل السلمية المتاحة، من قبيل الشكايات والمراسلات ومقابلة مسؤولي الإدارات المحلية المعنية، وتنظيم ندوات صحافية، والتنسيق مع كافة الهيآت والجمعيات ذات الصلة إقليميا دوليا. عصام الناصيري