يومير: الودادية لا تلبي طلباتنا

المدرب الوطني قال لـ «الصباح» إن الهدف من تأسيس نقابة المدربين حماية حقوق المهنة وصون كرامتها قال عبد القادر يومير، الناطق الرسمي للجامعة الوطنية لمدربي كرة القدم، إن تطور كرة القدم وتبوئها مكانة لائقة في مونديال قطر 2022، يفرض تأسيس إطار نقابي للمدربين المغاربة، من أجل الدفاع عن حقوقهم وصيانة كرامتهم، في ظل المشاكل التي يعانونها منذ فترة طويلة. وأضاف يومير في حوار مع «الصباح» أن الجمعية لا يمكنها أن تكون بديلا للنقابة سواء من الناحيتين القانونية أو الدستورية، مشيرا إلى أن الودادية لم تعد تقوى على الدفاع عن حوالي 700 مدرب يطالبون بالشغل وتحمل مصاريف العلاج. وأوضح يومير أن المدرب الوطني أصبح الحلقة الأضعف في البطولة حاليا، بدل أن يكون الأقوى. في مايلي نص الحوار: كيف جاء تأسيس أول نقابة لمدربي كرة القدم؟ أظن أن تأسيس نقابة لمدربي كرة القدم جاء في توقيت مناسب، بعدما تغيرت أمور كثيرة في الكرة المغربية، وهو ما دفعنا إلى التفكير في نقابة أكثر من الجمعية، لأن الجمعية لا يمكنها أن تلبي جميع طلبات المدربين، سواء من الناحية القانونية أو الدستورية. فالعمل النقابي غالبا ما يجد الحلول بطرق أخوية، لهذا كان لا بد من التغيير، بعد ما أصبح المدرب محترفا يمارس في بطولة محترفة. وأعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. لماذا انتظرتم كل هذه المدة قبل تأسيس النقابة؟ لما غادرت ودادية المدربين، التي عملت بها نائبا للرئيس، من أجل الانضمام إلى الرابطة، كنت أطمح في تكوين جمعية، قبل أن يتضح لي أن العمل الجمعوي يختلف كثيرا عن النقابي، الذي يخضع لشروط ويملك أطرا تدافع عنه في قبة البرلمان، ونحن محظوظون بالانضمام إلى العمل النقابي، ففي الوقت الذي بلغ فيه المنتخب الوطني المربع الذهبي في نهائيات كأس العالم في قطر 2022، كان لا بد من الاقتداء بعدد من البلدان الأوربية، التي أضحت تعتمد على العمل النقابي، لهذا أخذنا البادرة عبر ربط قنوات التواصل مع مسؤولي نقابة الاتحاد المغربي للشغل، فكانت البداية من مكناس، حيث تربطني علاقة جيدة ببعض فعالياتها الرياضية والنقابية، مثل الأخ عبد الله مشكور، الذي لعب دور الوساطة بيننا وبين الاتحاد المغربي للشغل، والحمد الله نجحنا في الرهان، وعقد لقاء أول بحضور الميلودي المخاريق، الأمين العام للنقابة وعدد من الأعضاء، وجرى تكريمنا فيه برفقة الزميل حمادي حميدوش بوسام الاتحاد المغربي للشغل. وماذا عن مشاركتكم في الاستعراض العمالي في فاتح ماي؟ عندما تكون منتميا لنقابة معينة تصبح جزءا منها وتشارك في جميع أنشطتها، ومن ضمنها الاستعراض العمالي خلال فاتح ماي، وهو أمر طبيعي جدا، خصوصا أننا نعتبر أنفسنا شغيلة وأساتذة وموظفين، لهذا يشرفنا أن نكون أول تشكيلة تمثيلية للمدربين تشارك في هذا الاستعراض، ورسالتنا واضحة، فوضع المدربين تغير حاليا، وعددهم في تزايد، كما أن عدد الدبلومات المحصل عليها يفوق أزيد من ألفي رخصة. وطبعا لن تقتصر تمثيليتنا على المدرب الأول فحسب، بل هناك أيضا المساعدون، أو الذين يدربون في الفئات الصغرى والمدارس الرياضية، بما أن مهنة التدريب أصبحت وظيفة، ومورد رزق لعدد من الأسر، وبالتالي كان من الضروري تأسيس إطار قانوني ونقابي، لتنظيم عمل المدربين والدفاع عن مصالحهم. نريد أن نقتدي بالدول المتقدمة عبر الانخراط في عمل قانوني مهيكل ويحترم المؤسسات، بغرض مساعدة كرة القدم الوطنية، التي هي في حاجة إلى نقابة فعالة وحاضرة، لأنها الضامن الأول للجودة، وهي الرسالة التي نريد أن نوجهها إلى جميع المدربين، ورؤساء الأندية، وكل من له علاقة بكرة القدم الوطنية. هل تأسيس الجامعة الوطنية للمدربين رد فعل لخلافات مع الودادية؟ يعتقد الكثيرون أن الذهاب إلى التنظيم النقابي هو رد فعل على الخلافات مع الودادية ورئيسها عبد الحق ماندوزا الذي قدم الشيء الكثير لكرة القدم، وأكن له كل الاحترام والتقدير، لكن ما حدث أن الوضع عرف تغييرا. كانت لأغلب المدربين وظائف أخرى، سواء في التعليم أو وزارة الشبيبة والرياضة أوالدرك الملكي وغيرها، وهو ما مكنهم من الاستفادة من امتيازات كثيرة منها التقاعد والتغطية الصحية، ليستفيدوا من دخل إضافي من الودادية، وبالتالي لم تكن للمدرب مطالب اجتماعية، لكن الوضع تغير اليوم، وصارت للمدرب مطالب اجتماعية، سيما بالنسبة إلى الذين لا مهنة لهم باستثناء التدريب، وهنا أتحدث عن المدربين المحترفين دون تغطية صحية ولا تقاعد، علما أن الودادية لم تعد تقوى على الدفاع عن حوالي 700 مدرب يطالبون بالشغل وتحمل مصاريف العلاج، كما أن الرئيس، كان يضطر إلى التدخل لمساعدة بعض المدربين من ماله الخاص، في بعض الأحيان. بعدما نجح المغرب في الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، نطمح أيضا أن يصل المدرب المغربي إلى العالم، ويستفيد من نظام يطابق الوضعية الحالية للمدرب الذي أصبح محترما، علما أن المدرب يحظى في نقابات في فرنسا مثلا أو بلجيكا، بمكانة مهمة ويحضر بقوة، وله حقوق وواجبات، والأكثر من ذلك يعتبر طرفا مهما في المعادلة الكروية، وأن النقاش مع المسؤولين يصب في صالح الكرة الوطنية والاحترافية وتكوين اللاعبين. تلعب النقابات التي تمثل المدربين دورا كبيرا في العديد من الدول، منه معاقبة المدرب وتكريمه وإعطائه فرص العمل في دول أخرى، ومهام أخرى. العمل الجمعوي بالنسبة إلي أصبح متجاوزا، وتحول من الودادية إلى الرابطة ونحاول تطوير الوضع، لكن اتضح أنه من الضروري الخروج إلى العمل النقابي. ما حدود تعارضكم مع الودادية؟ نحن في مرحلة التطور ولا نتحدث عن الودادية، التي أنشئت في الستينات من القرن الماضي، وتولى تسييرها العديد من الرؤساء، من أبرزهم سعد أقصبي وحمادي حميدوش وعبد الخالق اللوزاني وغيرهم. أما حاليا فالوداية لم تعد تلبي طلبات المدرب. كنا نأمل في تغيير مرسوم من القانون على مستوى مهنة التدريب، حتى تعتمد داخل قبة البرلمان، وأيضا تغيير القانون الأساسي للمدرب، إضافة إلى مجموعات من الإكراهات التي نعيشها حاليا، دون أن تتمكن الودادية من إيجاد حل لها، كونها جمعية، التي تعمل في ميدان ودي وتحاول التدخل مع رئيس الجامعة أو رئيس العصبة ورؤساء الأندية، أو مع الإدارة التقنية لطرح بعض الأسئلة التي تخض التكوين. أما حاليا، فتغير الوضع، إذ نتحدث عن العمل المهني والوضعية الاجتماعية للمدرب، الذي يحتاج إلى عرض محترم وحل لنزاعاته المتكررة ومحام يدافع عنه وتغطية صحية، والاستفادة من التقاعد والعطالة، وهو أمر معمول به معتمد في عدد من الدول الأوربية. إن هدفنا هو أن يكون المدرب مرتاحا في عمله وله وضع اجتماعي مريح. كيف ترى واقع التدريب في المغرب؟ أظن أن المدرب المغربي أصبح حاليا الحلقة الأضعف في منظومة كرة القدم المغربية، بدل أن يكون الأقوى، لأنه هو من يكون اللاعبين ويكتشفهم وأيضا يعمل على صقل موهبتهم ويمنح الفرجة، كما يساهم في حصد الألقاب، ويعطي صورة إيجابية عن مستوى الأندية، لكن هناك للأسف مشاكل كثيرة تنبغي تسويتها، على غرار ما قمنا به في فترة سابقة. عموما فالعمل التكتيكي يعد ضعفنا الكبير في البطولة، إذ لدينا نقص واضح في هذا الجانب، وعليه تتعين مراجعة برامج تكوين المدربين عبر الاستفادة من مؤطرين وخبراء عالميين، الذين يملكون الكفاءة في تنظيم الخطط وقراءة المباريات «الكوتشينغ»، بخلاف السابق. لماذا فرص العمل تنعدم بالنسبة إلى المدرب المغربي خارج البطولة؟ لم يكن الأمر كذلك في الثمانينات أو التسعينات، فشخصيا دربت عددا من الأندية الخليجية برفقة عدد من زملائي، بالنظر إلى مكانة المدرب الوطني وقتذاك، إذ سبق لي أن دربت السد والأهلي القطريين والنصر الكويتي وأبها السعودي، كما حصلنا على العديد من الألقاب، التي كانت وراء جلب مدربين مغاربة آخرين، لتوفرهم على الكفاءة المهنية، وامتد هذا الإقبال إلى بداية الألفية الحالية، قبل أن يتراجع حضوره في السنوات الأخيرة، ويرجع سبب ذلك إلى ولوج الأندية الخليجية عالم الاحتراف، والتي أصبحت تضطر لجلب مدربين عالميين، مقابل مبالغ مالية كبيرة، وبالتالي قلت فرص المدرب المغربي، الذي يلزمه الاشتغال أكثر، ويبدو ذلك واضحا حتى في بطولتنا حاليا، من حيث جلبها عددا من المدربين من شمال إفريقيا، مقابل انعدام حضور المدرب المغربي في الجزائر وتونس ومصر. ما هي أهداف الجامعة الوطنية لمدربي كرة القدم؟ أهدافنا واضحة طبعا، وتتمثل في تحسين وضعية المدرب، من الناحية المادية والاجتماعية والاعتبارية، وتطوير كرة القدم المغربية، حتى نكون شركاء فاعلين في تنميتها، فعندما يكون أي مدرب مرتاح في عمله ويتقاضى مستحقاته بانتظام، لأن هناك إطارا نقابيا يدافع عنه، سينجح في تحسين مستواه ويجتهد أكثر في تكوين لاعبين جيدين، وكذلك في خططه التكتيكية، عبر متابعة دوريات كبرى والمشاركة في دورات تكوينية خارج المغرب. هل لديكم تصور واضح لتجاوز مشاكل المدربين؟ هناك مشاكل كثيرة، وتتجلى في العقود المبرمة مع المدربين ورواتبهم، التي لا يتسلمونها في وقتها المحدد، وإيجاد حل لمشكل النزاعات، إلى جانب إكراهات أخرى، ونحن طبعا لدينا تصور واضح لتسوية كل هذه الأمور، حتى يؤدي المدرب المغربي وظيفته في ظروف مناسبة، تراعي كرامته ومكانته الاعتبارية. أجرى الحوار: عيسى الكامحي في سطور الاسم الكامل: عبد القادر يومير تاريخ ومكان الميلاد: 25/04/ 1957 في البيضاء حاصل على دبلومات من بلجيكا والاتحاد الأوربي ألف حاصل على دبلوم «كاف ألف» الفرق التي دربها النادي المكناسي والمغرب الفاسي والنادي القنيطري وشباب المحمدية وأولمبيك خريبكة واتحاد طنجة والكوكب المراكشي والمغرب التطواني والفتح الرياضي الفرق التي دربها خارج المغرب الأهلي والسد القطريان والنصر الكويتي وأبها السعودي إنجازاته لقب البطولة مع النادي المكناسي لقب كأس «كاف» مع الكوكب المراكشي لقب الدوري مع السد القطري لقب الكأس مع النصر الكويتي

يومير: الودادية لا تلبي طلباتنا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البكاري يشيد بجمهور بني ملال

أبي الجعد يعمق جراح النسمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات