لم يكن منع فيلم "الخروج.. آلهة وملوك" في مصر لأسباب دينية محضة، خاصة أن وزارة الثقافة المصرية أكدت عدم تدخل الأزهر في هذا الأمر، مشيرة إلى أنه لم يعرض على أي من رجال الدين، وأن أسباب رفضه ليست لها علاقة بالأديان. بل اعتبرت أن الفيلم تضمن مغالطات تاريخية فادحة متعمدة تسيء لمصر وحضارتها الفرعونية وتاريخها العريق، في محاولة ليست هي الأولى لتهويد الحضارة المصرية، مما يؤكد بصمات الصهيونية العالمية على الفيلم، الذي بنيت فكرته على تزييف عدد كبير من الحقائق التاريخية. وأشارت الوزارة إلى الأخطاء التاريخية للفيلم، وأولها وقوع أحداث الفيلم عام 1300 قبل الميلاد في مدينة ممفيس حيث قضى العبرانيون 400 سنة في العبودية في بناء الأهرامات والتماثيل الفرعونية، ثم قام موسى بتكوين جماعات مسلحة لمقاومة الظلم. ومن بين الأسباب الأخرى أيضا مخالفة الفيلم للتوراة والكتب السماوية الثلاثة، بالإضافة إلى ظهور طفل صغير عدة مرات على أنه الوحي الإلهي، كما قدم الفيلم «يهود موسى» على أنهم الطبقة القادرة في مصر وليست المستضعفة فيقومون بتفجير السفن التجارية ويحرقون بيوت المصريين ويجبرون الفرعون على الخروج. وأكدت الوزارة في بيانها أن الفيلم أظهر المصريين على أنهم متوحشون، يقتلون يهود موسى ويشنقونهم، وينكلون بهم ويمثلون بجثثهم في الشوارع، بصورة بشعة، وهذا يتنافى مع الحقائق التاريخية ، إذ إن المصريين القدماء لم يعرفوا عملية الشنق وهذه الأحداث ليس لها أي سند تاريخي ، فهذه المشاهد لم تحدث نهائيا ولم يثبت تاريخيا إنها حدثت. ويشير الفيلم إلى أن اللعنات على مصر كانت بسبب ظلمهم ليهود موسى، وفى نهاية الفيلم يعود موسى لزوجته ومعه أتباعه، لتسأله: (هل عدت وحدك ؟) فيرد قائلا : "لقد نجوت بالصفوة"، أي شعب الله المختار، في إشارة عنصرية واضحة. ع.م