تطرقت الأجهزة الاستخباراتية الإسبانية، في تقرير سنوي صدر حول الأمن الوطني للعام 2023، إلى مختلف التحديات الأمنية والتحولات الجيوسياسية في المنطقة المتوسطية. وأثارت أجهزة الاستخبارات علاقة إسبانيا بجارها الجنوبي المغرب، لوجود تقارب في الجغرافيا وتداخل المشاكل القائمة على الحدود. وكشف تقرير صادر عن الوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس، عمم أول أمس (الخميس)، على نطاق واسع، وتوصلت "الصباح" بنسخة منه، وجود تحديات كبرى بين البلدين، تهم مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، والهجرة غير المنظمة، وشبكات الاتجار في البشر والمخدرات. ونفى تقرير الوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس عن المغرب أن يكون مارس أعمالا عدائية داخل البلاد، والتي تعني استخدام آليات ما لممارسة أنشطة التجسس على كبار المسؤولين في الحكومة، والفاعلين الاقتصاديين، وبرأه من التدخل في الشؤون الداخلية لإسبانيا. ونفى تقرير الوكالة الإسبانية لمكافحة التجسس مزاعم تم نشرها ببعض وسائل الإعلام الإسبانية اتهمت المغرب باستعمال نظام "بيغاسوس" عالي الدقة، إسرائيلي الصنع، للتجسس على هواتف كل من بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة، ومارغريتا روبليس، وزيرة الدفاع، وفيرناندو غراندي مارلاسكا، وزير الداخلية. وحققت لجنة برلمانية أوربية في نونبر 2022، مع بعض المسؤولين الإسبان، في جلسات استماع، نفوا تعرضهم للتجسس من قبل الاستخبارات المغربية، بعدما تحرك "لوبي" مناهض للمصالح العليا للرباط، لكيل اتهامات باطلة إلى كبار المسؤولين المغاربة، إذ ثبت، مع مرور الوقت، أنها مجرد مزاعم وادعاءات بعضها نسجه صحافيون متوجسون قد يعانون مشاكل نفسية جعلتهم يطبلون لجوقة كيل الاتهامات التي نشطت، أخيرا، في البرلمان الأوربي، إذ التقت مصالحها مع مصالح دول تسعى إلى المس بالوحدة الترابية للمغرب، وزعزعة استقرار شمال إفريقيا وتنشيط الحركات الانفصالية التي لها علاقة بالتنظيمات الإرهابية. وقررت المحكمة الوطنية الإسبانية، في يوليوز 2023، إغلاق ملف "بيغاسوس" لعدم وجود أدلة دامغة تورط المغرب. وفند خبراء مزاعم منظمة العفو الدولية، التي اتهمت المغرب باستعمال برنامج التجسس المذكور. وقال دافيد الزناتي، الخبير منذ 1985 لدى محكمة النقض والمحكمة الجنائية الدولية، أثناء تقديمه لخلاصات تقرير أعده في غشت 2021، بتعاون مع ثلاثة خبراء آخرين لدى محكمة الاستئناف ومحكمة النقض بباريس، خلال لقاء دراسي وإعلامي رعاه البرلمان المغربي في وقت سابق، إن "العناصر التقنية، التي يتعذر التحقق من صحتها، كما نشرتها منظمة العفو الدولية، لا تتيح في جميع الأحوال تحديد هوية أو مكان وجود مستعمل برنامج "بيغاسوس" تقنيا". واشتغل الخبراء على الوثائق التي استند إليها تقرير منظمة العفو الدولية، بما في ذلك دليل مستخدم "بيغاسوس" و"تقرير الشفافية والمسؤولية 2020-2021"، و"مجموعة إن إس أو"، وهي الشركة التي تسوق هذا البرنامج، فتبين أنه في حال التجسس باستخدام "بيغاسوس"، فإنه من الصعب جدا العثور على المرسل، لأن البرنامج يستخدم تقنية خاصة لإخفاء أصل الخادم، كما هو الحال في الإنترنيت المظلم. من جهته، كشف عمر السغروشني، رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، الاختلالات التقنية لبرنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي للتجسس على مواطنين مغاربة وأجانب، مؤكدا أن اللائحة التي تسلمتها منظمة العفو الدولية، وأصدرت تقريرا بخصوصها، تشوبها اختلالات دفعت 200 خبير في الأمن المعلوماتي من مختلف دول العالم إلى الطعن فيها. وانتقد المتحدث ذاته اللائحة المزعومة بأنها تتوفر على 50 ألف رقم هاتف يفترض أنها مخترقة، في الوقت الذي يتم استخدام البرنامج للهجوم على رقم واحد واختراقه. أحمد الأرقام