مصرع شخص بالقصر الكبير ومعدلات التساقطات تجاوزت 75 ملمترا استيقظ سكان القصر الكبير، أول أمس (السبت)، على خبر حزين بفقدانهم لعامل نظافة قضى نحبه تحت أنقاض سور قديم، انهار عليه أثناء مزاولة عمله وسط أحياء المدينة العتيقة، ما خلف استنفارا لدى السلطات المحلية وعناصر الشرطة ورجال الوقاية المدنية، الذين عملوا على إخراجه من تحت ركام الأحجار ونقله إلى قسم المستعجلات في محاولة لإنقاذ حياته، إلا أن خطورة إصابته لم تمهله، فتم وضع جثته بمستودع الأموات في انتظار الانتهاء من الإجراءات القانونية لتسليمه إلى أهله من أجل الدفن. وحسب مصادر متطابقة، فإن الضحية، وهو من مواليد 1966، كان يزاول عمله بشكل عاد بحي الطابية وسط المدينة العتيقة، وبعد أن اشتدت حدة الأمطار لجأ إلى تحت سقف فرن تقليدي قديم للاحتماء تحته، إلا أن السقف لم يتحمل ضغط الأمطار الغزيرة والرياح القوية، فسقط جزء منه مباشرة على رأس الضحية، الذي لم يكن يتوقع أن تكون نهايته وهو يقدم خدمة لسكان الحي. وبموازاة مع نقل جثمان المفارق للحياة إلى مستودع الأموات، أمر وكيل الملك لدى ابتدائية المدينة بفتح تحقيق قضائي قصد تحديد ملابسات وحيثيات الواقعة، لاسيما أن الفرن سبق أن أصدرت السلطات المحلية قرارا بإغلاقه بسبب قدمه وعدم تجديده. وشهدت المدن الشمالية عموما، نهاية الأسبوع الماضي، هطول أمطار قوية مصحوبة برياح فاقت سرعتها مائة كيلومتر في الساعة، مع انخفاض في درجات الحرارة وارتفاع أمواج البحر بالواجهتين الأطلسية والمتوسطية، متسببة في فيضانات وسيول أثرت على الحياة العامة للسكان، وخلفت خسائر في الأرواح وممتلكات المواطنين، خاصة بالمناطق القروية. وسجلت عاصمة البوغاز، منذ الجمعة الماضي، تهاطل أمطار غزيرة بلغت معدلاتها حوالي 75 ملمترا، 20 ملمترا منها هطلت في ظرف ساعتين، حولت عددا من الأحياء والشوارع إلى شلالات وبرك مائية، وهمت بالخصوص أحياء الدرادب والعوامة والمغوغة وغيرها من الأحياء المنحدرة، ما أدى إلى انتشار الهلع والرعب في نفوس عدد من المواطنين، الذين سارعوا إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية خوفا من تكرار أحداث السنوات الماضية، التي خلفت عددا من القتلى والمفقودين، بالإضافة إلى خسائر مادية قدرت بملايين الدراهم. أما بخصوص الملاحة البحرية، فقد أدى ارتفاع سرعة الرياح وعلو الموج بمنطقة جبل طارق، إلى توقف حركة النقل البحري بين ميناءي طنجة المدينة وطنجة المتوسط وموانئ جنوب إسبانيا، في حين ظلت حركة الملاحة الجوية بمطار طنجة ابن بطوطة عادية رغم هبوب رياح قوية في محيط المطار، فاقت سرعتها 90 كيلومترا حسب معطيات محطة الأرصاد الجوية بالمطار. وسارعت السلطات المحلية بعد توصلها بإخبارية من الأرصاد الجوية، التي أفادت باحتمال سقوط أمطار غزيرة وهبوب رياح قوية على منطقة البوغاز، باتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية الضرورية، وقامت بتعبئة كل إمكانياتها المتوفرة للتدخل في وقت الحاجة لحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم. المختار الرمشي (طنجة)