معمل «أكسام» كان اللبنة الأولى التي أظهرت عوامل النجاح المتوفرة شمال الجديدة نجح محمد سمير الخمليشي في إقناع جهة البيضاء سطات بإحداث منطقة صناعية بالجماعة الترابية "الغديرة"، المتاخمة للبير الجديد، على مساحة 257 هكتارا، أخذا بعين الاعتبار عددا من المؤهلات الموضوعية المتوفرة. وظلت المؤهلات الصناعية لجماعة "الغديرة" غير مستغلة، حتى 2017، تاريخ انطلاق العمل في معمل "أكسام" للأعلاف المركبة، عندما آمن مهندسون شباب بتلك المؤهلات وقادوا تجربة ناجحة، كانت المرتكز الأساسي للفت الانتباه إلى ضرورة توسيع هذه التجربة في إطار منطقة صناعية جذابة. وعبأت جهة البيضاء سطات غلافا ماليا قدره 600 مليون درهم، لتنزيل مخططها، لأجل تنمية مناطق صناعية بتراب الجهة ضمن برنامج التنمية الجهوي 2022/ 2027، بشراكة مع وزارتي التجارة والصناعة، والاقتصاد والمالية، وولاية الجهة، وعلى خلفية ذلك وقعت بالبيضاء في 6 يناير الماضي، اتفاقية إطار بين الشركاء سالفي الذكر، تروم تحسين العرض الترابي للجهة بقصد جذب استثمارات ذات قيمة مضافة. ولم يأت اختيار المنطقة الصناعية "الغديرة" كي تكون بداية تنزيل الشق الصناعي لبرنامج التنمية الجهوي للبيضاء سطات، إلا لأن إقليم الجديدة أنيطت به جهويا أن يكون القاطرة الصناعية الجهوية، لسمعته العريقة التي يستمدها من حضوره الوازن في النسيج الصناعي الوطني من منصة الجرف الأصفر. وتأتي في مقدمة هذه المناطق إحداث منطقة صناعية بالغديرة، التي تتوفر على مجموعة من عوامل النجاح، منها توفر الوعاء العقاري اللازم والشاسع، الذي تم اقتناؤه من أملاك الدولة، فضلا عن الموقع الإستراتيجي لـ "الغديرة"، وقربها من القطب المالي للبيضاء، ما يجعلها مجالا حيويا مناسبا لتوسع صناعي جنوب العاصمة الاقتصادية، ومن الطريق السيار وعلى بعد نصف ساعة من مطار محمد الخامس، وفي قلب منطقة واعدة اقتصاديا تتوفر على ميناء الجرف الأصفر أكبر الموانئ، وستستفيد من مجاورتها أيضا لأكبر محطة لتحلية مياه البحر المقرر إنشاؤها بجماعة "المهارزة الساحل"، التي توجد على مرمى حجر من "الغديرة". كما أن المنطقة الصناعية بـ "الغديرة" قطعت أشواطا متقدمة في التهيئة الطبوغرافية، ومن شأن كل ذلك أن يعجل بالدراسات المعمارية اللازمة، كي ترى هذه المنطقة النور في أقرب الأوقات، لأن ذلك يعد رهانا أساسيا لإقليم الجديدة الطامح لهذه المنطقة، التي تشكل من دون شك توازنا صناعيا في مجاله الترابي، خاصة تحقيق مطلبه الملح في "أكروبول" من شأنه ضخ نفس في الصناعات الغذائية التحويلية، وتثمين المنتوجات الفلاحية في الإقليم، الذي يعد رقما أساسيا في معادلة الإنتاج الفلاحي بتراب الجهة. كما تشكل ذلك البعد الإستراتيجي في تقوية المنظومة الصناعية بتراب الجهة، من خلال تنزيل الاتفاقية الإطار السالفة الذكر، والتي قال عبد اللطيف معزوز، رئيس الجهة، إنها تندرج ضمن الرؤية الملكية التي تهدف إلى تنمية صناعية بقيمة مضافة ومستدامة، ومن شأنها توسيع حوض التشغيل بالجهة. ولم يخف معزوز أن المناطق الصناعية، بـ "الغديرة" على مساحة 257 هكتارا، والسوالم على مساحة 78 هكتارا و"فياسيت" بالمزامزة بإقليم سطات، على مساحة 52 هكتارا، ستقوي البنية التحتية الصناعية الوطنية قاعدة للإنتاج والتصدير وتعزيز السيادة الاقتصادية للبلاد، اعتمادا على التقليل من الواردات، وفتح آفاق أمام المنتوجات المحلية. عبد الله غيتومي (الجديدة)