الراقي: الشرط الجزائي يمنع عودتي

انتقد تهميش الزاكي للاعبي الخليج وقال إنه لم يتلق أي عرض من الوداد وتأسف لوضعية الجيش قال عصام الراقي، لاعب وسط ميدان نادي الإمارات الإماراتي، إن الشرط الجزائي يحول في الوقت الحالي، دون عودته إلى الرجاء الرياضي، في فترة الانتقالات الشتوية الجارية. واعتبر الراقي، في حوار أجراه معه «الصباح الرياضي»، تجربته بالدوري الإماراتي، ناجحة، رغم الإكراهات التي رافقتها، مبرزا أنه اشتاق إلى أجواء مدرجات «المكانة»، وأهازيج الجماهير الرجاوية، التي تشكل دافعا إضافيا للاعبين لتقديم أفضل المستويات حسب رأيه. ولم يستبعد الراقي عودة الرجاء إلى قمة مستواه، والمنافسة على الألقاب، بعد حصول الانسجام بين عناصره، لأنه حسب رأيه، يتوفر على أفضل اللاعبين في البطولة الوطنية. وانتقد الراقي بشدة اختيارات الزاكي البشرية، واستبعاده لاعبي الدوريات الخليجية، الذين يعتبرهم لاعب الإمارات أكثر جاهزية من لاعبي البطولة الوطنية، وبعض محترفي الدوريات الأوربية. وفي ما يلي نص الحوار: ما هي حقيقة مفاوضتك لمسؤولي الرجاء الرياضي في أفق العودة إلى الفريق في فترة الانتقالات الشتوية الجارية؟ ليست هناك مفاوضات بالمعنى الحقيقي للكلمة، كل ما هناك أنه كان لي حديث في الموضوع مع محمد بودريقة، رئيس الفريق، أكدت له أنني على استعداد للعودة إلى الرجاء، لكن بشروط. وهل لنا أن نعرف طبيعة هذه الشروط؟ أن تأتي المبادرة من المكتب المسير للرجاء، الذي تربطه علاقة طيبة بمسؤولي الإمارات، لأنني لاعب محترف، ويربطني عقد بالفريق، ينتهي بنهاية الموسم الجاري، وفي حال أردت الانفصال عنه، يتحتم علي أداء الشرط الجزائي. هذا يعني أنك تطالب الرجاء بأداء الشرط الجزائي بصيغة أخرى... ليس هذا بالضبط ما أقصده، ولكن أريدهم أن يبحثوا عن صيغة أخرى حتى لا يتضرر أي من الأطراف. وما هي برأيك هذه الصيغة؟ العودة مثلا إلى الرجاء على سبيل الإعارة، على أن يتكفل مسؤولوه بدفع مستحقاتي، وبذلك سيكون الفريق الإماراتي معفى من أداء ما بقي بذمته إلى غاية نهاية الموسم الجاري. ويبقى هذا مجرد اقتراح في حال رغب الرجاء في عودتي. هل هذا يعني أن تجربتك بالدوري الإماراتي باءت بالفشل؟ إطلاقا، إنها تجربة مفيدة على جل المستويات، خصوصا الشق المالي منها، بالمقابل الجانب الرياضي، أعترف أنني اشتقت كثيرا إلى أجواء البطولة الوطنية، خصوصا مباريات الرجاء بملعب محمد الخامس، فحينما أشاهد تلك الجماهير بمدرجات «المكانة» يقشعر بدني، وأجد نفسي داخل مقارنة غير متوازنة بين الدوري الإماراتي الذي تطور كثيرا في السنوات الأخيرة، والبطولة الوطنية بكل مشاكلها البنيوية والتقنية، لكنها تبقى الأفضل. ما هي أسباب تردي نتائج الإمارات الإماراتي هذا الموسم؟ أعتقد أن كل ظروف التألق متوفرة، لكن بعض اللاعبين المحترفين لا يقدمون الإضافة المنتظرة، وربما لجأ الفريق إلى تغييرهم في فترة الانتقالات الشتوية، وأتمنى أن أكون من ضمنهم حتى أتجنب أداء الشرط الجزائي، وأعود إلى الرجاء الرياضي. هل تعتبر الأمر حلا مناسبا للتخلض من العقد الذي يربطك بالفريق؟ بطبيعة الحال، فإذا رغب الفريق في تغيير محترفيه، سأستفيد من هذا الوضع، وبالتالي لن أكون مضطرا لدفع الشرط الجزائي، رغم أن المسؤولين أبدوا رغبتهم في الاحتفاظ بي في أكثر من مناسبة، لأني حسب رأيهم أؤدي واجبي، داخل رقعة الميدان، في غياب أي مساندة من باقي المحترفين. تبدو نادما على تجربتك رفقة الإمارات... أبدا، فأنا أتحمل مسؤولية اختياري، لكن حينما تتعود على لعب الأدوار الطلائعية، أمام جماهير غفيرة، يصعب عليك التأقلم مع أجواء كالتي أعيشها داخل الإمارات. أين لمست الفرق بين البطولة الوطنية والدوري الإماراتي؟ مستوى كرة القدم بالإمارات تطورت كثيرا في السنوات الأخيرة، دون الحديث عن مستوى التجهيزات، لكن للأسف ينقصه الحماس، والرغبة في تحقيق الألقاب، وهذا موجود داخل البطولة الوطنية، رغم قلة الإمكانيات، وضعف البنية التحتية.أعتقد أن الإمكانيات التي تتوفر عليها الأندية الإماراتية تفوق بكثير إمكانيات أعتد الأندية الوطنية، لكن هذه الإمكانيات لوحدها لا تكفي لتقديم مستويات متطورة، في غياب لافت للجماهير عن المدرجات، باستثناء بعض المباريات طبعا. هل كنت تتابع مباريات الرجاء منذ بداية الموسم؟ بطبيعة الحال، لم أضيع أي مباراة منذ انطلاقة الموسم الجاري، وشهدت كيف تطور أداء الفريق مع مرور الدورات، رغم أن البداية كانت صعبة، لعدة أسباب في مقدمتها تغيير الإدارة التقنية، الذي انعكس بالسلب على أداء اللاعبين، رغم إمكانياتهم الممتازة.الرجاء هذا الموسم يتوفر على أفضل تركيبة بشرية في البطولة، والأكيد أنه مع حصول الانسجام ستكون له كلمته في المستقبل، كما هو معتاد على ذلك. ما هي الأندية التي تراها قادرة على المنافسة على اللقب؟ الرجاء بطبيعة الحال، إلى جانب الوداد الذي ظهر بمستوى جيد هذا الموسم، تحت إشراف مدرب بقيمة عالمية، ألا وهو توشاك، وخصوصا عودة جماهيره إلى المدرجات، كما أن المغرب التطواني سيقول كلمته، رغم البداية الصعبة، وأخيرا الكوكب المراكشي، مفاجأة بداية الموسم، الذي يتوفر على مجموعة متوازنة، يديرها مدرب شاب، أثبت للجميع أحقيته في قيادة فريق كبير منذ الموسم الماضي. على ذكر الوداد، هل عرض عليك مسؤولوه العودة إلى البطولة عبر بوابة الفريق الأحمر؟ أبدا هذا لم يحدث، فالاتصال الوحيد الذي تلقيته من المغرب، كان عبر رئيس الرجاء، وشرحت لهم الصعوبات التي أواجهها في سبيل العودة إلى حضن الفريق الأخضر. وماذا عن الجيش الملكي؟ للأسف الفريق الذي أكن له كل الاحترام، وعشت بداخله أسعد اللحظات، يجتاز مرحلة فراغ، أعتقد أنها طالت كثيرا، وأتمنى من أعماق قلبي أن يجد مسؤولو الفريق العسكري، مكمن الداء، ليستعيد الفريق الذي أنجب التيمومي ودحان وغيرهما من الأسماء الكبيرة توازنه، ويعيد للأنصار بسمتهم في المدرجات. جماهير الجيش الملكي لا تقل إبداعا عن جماهير الرجاء والوداد، لكن للأسف اصطدمت في السنوات الأخيرة بسوء الطالع، وبدل الإبداع في المدرجات، صارت محط شبهات واتهامات من كل المتتبعين للشأن الرياضي بالمغرب، رغم أنها جماهير عاشقة، تشجع فريقها وتحترم ضيوفها، وكم أعطت من صور جميلة وحضارية تناقلتها مختلف القنوات العالمية، فرأفة بهذا الجمهور العريق. منذ عودتك إلى الخليج، ابتعدت عن المنتخب، برأيك ما هو السبب؟ السبب عبر عنه صراحة الناخب الوطني، الذي يعتبر الدوريات الخليجية ضعيفة، ولا يمكنها أن تفرز لاعبا بمقومات دولية، مع أن التجربة أثبتت العكس، فهناك لاعبون يستحقون مكانتهم في صفوف الأسود، من بينهم محسن متولي، الذي يقدم مستويات راقية في الدوري القطري، في ظروف مناخية قاسية، يصعب حتى على لاعبي الدوريات الأوربية التألق فيها لارتفاع درجة الحرارة والرطوبة. المجهود الذي يبذله اللاعب في مباراة واحدة بالدوريات الخليجية، يوازي أضعاف ما يبذله لاعبو البطولة الوطنية، أو حتى لاعبو بعض الدوريات الأوربية المتوسطة، لكن مع ذلك تبقى الكلمة الأولى والأخيرة لبادو الزاكي، المسؤول عن المنتخب الوطني. هل تراهن بعودتك إلى البطولة الوطنية إذا ما تمكنت من ارتداء القميص الوطني من جديد؟ بطبيعة الحال، على الأقل قميص المنتخب المحلي، إذا ما قدرت له المشاركة في نهائيات رواندا، أمام بالنسبة إلى المنتخب الأول، أعتقد أن الأمر سيكون صعبا شيئا ما بحكم العقوبات الصادرة في حقه. تابعت مونديال الأندية المنتهي أخيرا بالمغرب، ما هو تقييمك للمشاركة الوطنية، وكيف ترى مستوى الأندية التي شاركت فيه؟ صراحة مستوى لا بأس به، خصوصا في المباريات التي كان الريال طرفا فيها، لكن الأكيد أنه لم يرق إلى مستوى النسخة السابقة، ولو شارك الرجاء الرياضي، في هذه النسخة لأعاد سيناريو السنة الماضية، وبلغ على الأقل المباراة النهائية.بالنسبة إلى المغرب التطواني، أكيد أن لاعبيه خانتهم التجربة، ولو أعادوا مباراة أوكلاند سيتي لفازوا فيها كل مرة، لكن للأسف قدر الله ما شاء، وعلى اللاعبين التفكير في البطولة الوطنية، وعصبة الأبطال الإفريقية، سبيلهم الوحيد للعودة إلى العالمية.أجرى الحوار: نور الدين الكرف بورتريعصام الراقي، واحد من اللاعبين الذي تألقوا في وسط الميدان الدفاعي، ورسموا لأنفسهم صورة ستظل عالقة بأذهان المتتبعين، بتدخلاته الصارمة، وانطلاقاته القوية في بناء الهجمات المرتدة...الراقي، أو الجدار الواقي، كما أطلق عليه أحد المعلقين في مونديال الأندية، رفقة الرجاء الرياضي، محراث حقيقي داخل رقعة الميدان، لا يكل ولا يمل. سخي في عطائه، وشرس في ثنائياته. لا يحب الهزيمة. صارم عند اللزوم، ورؤوف وحنون في أحيان كثيرة.مخلص للقميص الذي يدافع عن ألوانه. من طينة اللاعبين الذين يرسخون في أذهان المدربين، لتفانيه في العطاء والتزامه بالتعليمات...قليل الانتقادات، وكتوم في الحياة كما داخل رقعة الميدان. لا يحب التباهي والظهور، ومؤمن بأن العطاء هو أقصر سبيل للوصول إلى قلوب المحبين.يعتبر الراقي مشاركته في مونديال الأندية بقميص الرجاء، وبلوغه المباراة النهائية، أمام العملاق البافاري، أبرز محطاته الكروية، كما يتذكر بشوق وحنين، مبارياته بقميص الجيش، ويـأسف لجور الأيام، والأوضاع الحالية للفريق العسكري...الراقي ذو 33 ربيعا، من طينة اللاعبين الكبار، يزدادون عطاء ونجومية، كلما تقدموا في السن، تقنياته العالية، وقوته البدنية، والتزامه في الحياة، يخولان له الاستمرارية في الميادين لسنوات وسنوات، لا يفكر في الاعتزال، مادام قادرا على العطاء. يتجنب الحديث عن السن، لأنه لا يعتبر مقياسا للاستمرار...أمضى الراقي موسما رفقة الرجاء، تربع على قلوب المحبين والأنصار، بعطائه وأخلاقه وتفانيه في الدفاع عن ألوان الفريق.فتى تواركة المدلل، رمز للوفاء أينما حل وارتحل... في سطور: الاسم الكامل: عصام الراقي تاريخ الميلاد: فاتح ماي 1981 مكان اللعب: وسط ميدان دفاعي الفريق الحالي: الإمارات الإماراتي الفرق التي لعب لها: اتحاد تواركة والجيش الملكي والاتفاق والوحدة السعوديان والرجاء الرياضي

الراقي: الشرط الجزائي يمنع عودتي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

استقالة برلماني ورئيس جماعة بمراكش من الأحرار

أكاديمية لخلج بعصبة الجنوب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات