الحصـبــة… خطـر العـدوى

أكثر الأمراض انتشارا في صفوف الأطفال ناتج عن فيروس حاد إن الحصبة، أو ما تعرف باسم الحميراء، هي مرض فيروسي حاد ومعد يصيب الأطفال. ويعتبر الحصبة من أكثر الأمراض انتشارا في سن الطفولة بصفة خاصة، ولكن قد يصيب البالغين أيضا. أما فترة الحضانة للمرض فتمتد من عشرة إلى خمسة عشر يوما. وباتت الحصبة تشكل خطرا بالنسبة لمن لم يخضعوا إلى تلقيح، كما أن حالاتها ارتفعت في المغرب خلال الآونة الأخيرة. في الورقة التالية يقدم الدكتور الطيب حمضي، متخصص في السياسات الصحية أسباب وأعراض الإصابة بالحصبة ومضاعفاتها وكيفية الوقاية منها، إلى جانب مجموعة من النصائح للتخفيف منها. في ما يلي التفاصيل: عودة الانتشار وزارة الصحة دعت إلى التطعيم للوقاية من المضاعفات تعتبر الحصبة أو ما يعرف باسم "بوحمرون"، من الأمراض، التي نجح المغرب، نسبيا في القضاء عليها، والحد من انتشارها، إلا أن هذا المرض عاد إلى الواجهة وصار حديث الكثيرين. وخرجت وزارة الصحة، قبل أيام، لتعلن أنه في إطار سياستها التواصلية، تخبر عموم المواطنات والمواطنين عن ارتفاع حالات الحصبة في المغرب في سياق عالمي يتميز بزيادات كبيرة في عدد الحالات وتفشيها على مستوى العالم، بما في ذلك دول أوربية وإفريقية والولايات المتحدة الأمريكية ومناطق أخرى من العالم. وقالت الوزارة، إنه في المغرب، رصد ارتفاع ملحوظ لعدد حالات الحصبة منذ منتصف شتنبر الماضي بجهة سوس-ماسة بالخصوص، مؤكدة أنها فور ذلك، قامت عبر مصالحها الجهوية والإقليمية بمجموعة من التدابير الميدانية من خلال تعزيز أنشطة الرصد الوبائي وحملات للتلقيح، ما مكن من احتواء سرعة انتشارها، وهذا ما جعل الحالات المسجلة في الأسابيع الأخيرة متمركزة بإقليمي تارودانت وشتوكة آيت باها. وكشفت الوزارة أن التحريات الوبائية الميدانية خلصت إلى انخفاض الإقبال على التلقيح بمجموعة من التجمعات السكانية، ما ساهم في انتشار الفيروس وظهور بؤر الحالات المرضية، مشددة على أهمية التطعيم، باعتباره الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من العديد من الأمراض المعدية بما في ذلك الحصبة. ودعت الوزارة لتجنب بعض المشاكل الصحية، إلى الالتزام بجدول التلقيح المعتمد في إطار البرنامج الوطني للتمنيع، والذي يشمل جرعتين ضد الحصبة في الشهر التاسع والثامن عشر، مع ضرورة التوجه إلى أقرب مؤسسة صحية في حالات ظهور أعراض المرض، منها طفح جلدي مع حمى، لتلقي العلاج المناسب وتفادي المضاعفات. وأكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أنها توفر عبر شبكة المؤسسات الصحية الأولية بمختلف أقاليم وعمالات المملكة، خدمة اللقاحات مجانا، إذ يعد البرنامج الوطني للتمنيع من البرامج ذات الأولوية لدى الوزارة. وفي سياق متصل، تعتبر الحصبة من أكثر الأمراض المعدية في العالم، وتنتشر عن طريق ملامسة إفرازات الأنف أو الحلق أو استنشاق الهواء الصادر عن شخص مصاب بالحصبة. ويظل الفيروس نشطا ومعديا في الهواء أو على الأسطح الملوثة به لمدة تصل إلى ساعتين. ويمكن أن تؤدي الحصبة إلى مضاعفات وخيمة والوفاة، سيما بين الأطفال الصغار الذين يعانون سوء التغذية. وفي البلدان التي تقترب من القضاء على الحصبة، علما أنه لا يوجد علاج محدد لها، يجب أن يركز تقديم الرعاية على تخفيف الأعراض وجعل الشخص مرتاحا والوقاية من المضاعفات. إيمان رضيف لمعلوماتك < حساسية عادة ما تسبب الحصبة طفحا جلديا أحمر على الجسم قد يكون مزعجا، ولكنه لا يسبب الحكة مثل الحساسية. ويؤكد الأطباء أن الحساسية لا تسبب الحمى، بينما من أعراض الحصبة ارتفاع درجة حرارة الجسم. < تكرار أكدت عدة دراسات أن الحصبة لا تتكرر مرة أخرى، ولكن الحساسية والطفح الجلدي يمكن أن يتكررا. < حمل يمكن أن تتسبب الحصبة في عدوى للحامل في حال عدم الوقاية منها. وإذا أصيبت الحامل بالحصبة، فيمكن أن يزداد خطر الإصابة بعدة مضاعفات، منها الإجهاض والولادة المبكرة. من المؤكد أن تفشي حالات الحصبة، أخيرا، مرتبط بانخفاض التلقيح في المناطق المعنية، ونحن بحاجة إلى معرفة أسباب هذا الانخفاض في التلقيح ومستوياته، وتدارك الأمر بهذه المناطق وتحديد وتشخيص مستوى التلقيح في باقي المناطق، التي قد تكون في الوضع نفسه، للتعامل معها. هل يعتبر هذا المرض خطيرا؟ > عالميا يموت طفل كل 4 دقائق من الحصبة، وفي 2021 توفي 128 ألف شخص بسبب الحصبة في العالم، إذ أن الحصبة مرض شديد العدوى، وينتقل عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، أو بشكل غير مباشر من خلال الأسطح الملوثة بالفيروس، كما أن الحصبة مرض شديد العدوى ويمكن لطفل مريض واحد أن يصيب 16 إلى 20 آخرين. ويمكن للطفل المصاب أو البالغ المصاب أن يصيب تسعة من كل عشرة مخالطين مقربين غير ملقحين. ما هي أعراض المرض؟ > يصيب الفيروس الجهاز التنفسي ثم ينتشر في باقي أنحاء الجسم. ومن أعراضه الحمى وسيلان الأنف واحمرار العينين والسعال والوهن، ثم طفح جلدي أحمر في جميع أنحاء الجسم. ويمكن أن تكون له مضاعفات خطيرة مثل الموت، أو الإعاقات مدى الحياة، ومشاكل التنفس الشديدة، والتهاب الدماغ والعمى، والجفاف وغيرها من المضاعفات. هل التلقيح يحمي من الإصابة؟ > يتم تلقيح الأشخاص بجرعة واحدة في عمر 9 أشهر وجرعة ثانية بعد بضعة أشهر. ويعتبر التطعيم آمن وفعال وهو أفضل طريقة لتجنب عدوى الحصبة والمرض والأوبئة، وينقذ اللقاح أرواح 5 أشخاص كل دقيقة حول العالم، وبين 2000 و2021 تم إنقاذ حياة 56 مليون شخص، من خلال التطعيم ضد الحصبة. لماذا تظهر بعض البؤر بين الفينة والأخرى؟ > تنتشر الحصبة عندما يصاب الأشخاص، الذين لم يتم تلقيحهم ضدها، وينتقل إلى الأشخاص غير الملقحين تماما، أو غير الملقحين بشكل كاف في مجموعات بشرية تكون معدلات تغطية التطعيم ضد الحصبة غير كافية، أي أقل من 95 في المائة. وتحدث الأوبئة عندما يتوقف التلقيح في البلدان أو المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية أو النزاعات، التي تؤثر على الخدمات الصحية الأساسية، وتعرقل عمليات التلقيح، كما أن الاكتظاظ بسبب هذه الأحداث ونقص النظافة يعرض لازدياد وتكاثر حالات. ما هي الفئات التي يمكن أن تصاب بالمرض؟ > أي شخص، سواء كان طفلا أو بالغا، أو غير ملقح تماما أو بشكل غير كامل (لم يتلق أي جرعة واحدة من اللقاح أو جرعة واحدة بدون جرعة معززة). ويعتبر الأطفال دون سن 5 سنوات، والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما، والنساء الحوامل، والأطفال الذين يعانون سوء التغذية، والأشخاص الذين يعانون أمراض تضعف جهاز المناعة، أكثر الفئات المعرضة للإصابة. في سطور - طبيب في الطب العام بالعرائش - باحث في قضايا السياسات والنظم الصحية - كاتب وناشط إعلامي في قضايا التربية والإعلام الصحي - صدر له كتاب عن التوعية الصحية وكتب مشتركة - مؤسس ورئيس سابق لعدد من الجمعيات الطبية أجرى الحوار: عصام الناصيري

الحصـبــة… خطـر العـدوى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أنشيلوتي مهدد بالحبس بسبب الضرائب

الحرب على مروجي "القرقوبي" بطنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات