رغم غلاء التكاليف وارتفاع أسعارها يواصل السوق حصد الأرباح القياسية رغم الأزمة التي أثقلت كاهل كل القطاعات والمجالات، بسبب التضخم والتوترات السياسية، غير أن مجال ألعاب الفيديو مازال يحقق أرباحا قياسية، منذ فترة. ومن أجل التعرف على مدى انتعاشة هذا السوق الذي ما فتئ يكبر سنة بعد أخرى، زارت "الصباح" سوقين من أكبر الأسواق في المغرب، والتي تهتم بألعاب الفيديو، وهما درب غلف أو ما يسمى "الجوطية"، ثم سوق الحي المحمدي الكبير. يتميز سوق ألعاب الفيديو، بتكاليفه الكبيرة وغلاء سعر المواد والألعاب و"الكونسول"، خاصة أن الشركات المصنعة لها زادت من أسعارها بعد أزمة انتشار جائحة كورونا، بدعوى ارتفاع أسعار المواد الأساسية وتكاليف الشحن والتصدير. ارتفاع كبير للأسعار ظهر جليا ارتفاع الأسعار من خلال زيارة "الصباح" لمحلات شهيرة تعرف وطنيا بتسويق ألعاب الفيديو بكل موادها وسلعها، إذ سجلت ارتفاعا واضحا للأسعار، إلى درجة أن بعض التجار اعترفوا أن عائداتهم من المبيعات تضاعفت بشكل واضح، في الفترة الأخيرة. ويبرر تجار هذه الألعاب رفع الأسعار بهذا الشكل، بارتفاعها على المستوى الدولي، إذ هناك ألعاب تضاعفت قيمتها، من 400 درهم إلى 800، وأخرى باتت قليلة في السوق، بحكم تكاليف الشحن والاستيراد، وبات ثمنها أكثر من 1200 درهم عوض 500 درهم سابقا. وإذا تحدثنا عن "الكونسول"، مثل "بلايشتايشن 5"، امن صنع شركة "سوني" الشهيرة، والتي تعتبر الأكثر مبيعا في العالم، فإن ثمنها لا يقل عن 9000 درهم، في أغلب المحلات التي تروجها، فيما باتت النسخة المعدلة أو "البون أوكازيون" تباع ب7000 درهم. وحسب أرقام من الشركة المصنعة، فإن عدد مبيعاتها في ثلاث سنوات، منذ إطلاقها، تجاوز 50 مليون نسخة عبر العالم، فيما تتوقع الشركة أن تتضاعف هذه المبيعات في نهاية العام الحالي. واعتبرت الشركة أن مبيعات هذه النسخة من "بلايشتايشن" الأعلى في تاريخها، وهو ما يبرز بالملموس، الزخم الكبير الذي باتت تعرفه ألعاب الفيديو في العالم بأسره، وليس فقط في المغرب. انتشار محلات ألعاب الفيديو أبرز مظاهر هذا الزخم، انتشار محلات ألعاب الفيديو في الأحياء والمناطق السكنية، إذ أن البيضاء تعتبر أكبر نموذج لذلك، ببروز محلات في كل الأحياء تقريبا، في ظرف لا يتعدى سنة. وعاينت "الصباح" محلات في مناطق، مثل عين الشق ودرب السلطان وعين السبع والمعاريف ووسط المدينة، بل إن هناك محلات "هاي كلاس" بدأت تظهر في أحياء أخرى راقية. وشهدت أسعار الانخراط في هذه المحلات أو نوادي ألعاب الفيديو، ارتفاعا أيضا، بلغ 50 % على الأقل، بسبب ارتفاع تكاليف اقتناء الألعاب والمعدات الإلكترونية، خاصة أن بعض الألعاب الجديدة باتت تمارس بأدوات ضرورية، مثل "الكاسك سبيسيال" و"الميركو" و"مقود السيارة" وغيرها من الأدوات. وأكد أصحاب هذه المحلات أن السوق بات مربحا جدا، أكثر من أي وقت مضى، رغم ارتفاع تكاليفه لأرقام خيالية. وشدد المتحدثون أنفسهم على أن الفئة الأكثر استهلاكا لهذه الألعاب، الأطفال والمراهقون، بل إن بعض المحلات جهزت أماكن خاصة بالرجال الذين يتجاوز سنهم 40 سنة، والذين واصلوا هوسهم بهذا العالم الافتراضي، رغم تقدمهم في السن. رمضان ... شهر الذروة عاينت "الصباح"، تحضيرات غير عادية لأصحاب محلات الألعاب، بمبرر أن رمضان اقترب، وعند السؤال عن العلاقة بين هذا الشهر الكريم وهذا المجال، أكدوا لنا أن الأمر يتعلق ب"شهر الذروة". بمعنى آخر، فإن شهر رمضان يعتبر من أبرز الأشهر التي يجني منها أصحاب هذه المحلات أرباحا كبيرة، خاصة أن بعضها يعمل 24/24، بحكم أن الشباب والمراهقين يمكثون في هذه النوادي والمحلات لأكثر من 7 ساعات في اليوم، قبل الإفطار وبعده. وشدد أصحاب هذه المحلات على أن الأمر يتعلق بأكثر الشهر ربحا في السنة، إلى جانب غشت، بحكم توافد عدد كبير من الشباب على هذه المحلات، إذ تنظم جلها دوريات وبطولات في ألعاب مختلفة، مثل "فيفا" وألعاب المبارزة والعقل والحروب، والتي تلقى رواجا كبيرا. العقيد درغام