المغرب قاعدة خلفية للجريمة المنظمة: طنجة…عاصمة الأسلحة والرصاص

إذا كانت طنجة تعتبر بوابة إستراتيجية للمغرب على العالم، ومركزا لرجال المال والأعمال، فهي كذلك بوابة للخطر والشر بالنسبة للمغرب، ومستقرا آمنا لعدد كبير من الشبكات الإجرامية المحلية والدولية، إذ أصبح من السهل جدا أن تلج، عبر حدودها المفتوحة، كل أنواع الممنوعات، بما فيها الأسلحة النارية والذخيرة الحية، التي يتم تسريبها من قبل المافيا الدولية لتنفيذ عملياتها المافيوزية، المتعلقة إما بمجال التهريب الدولي للمخدرات، أو بعمليات السطو على مؤسسات مالية، أو من أجل تصفية حسابات شخصية...أحداث وجرائم بالجملة استخدم فيها الرصاص الحي داخل المدينة، سقط إثرها ضحايا ولم تتمكن الأجهزة الأمنية من تحديد هويات مرتكبيها أو الواقفين وراءها، ما جعل الشكوك تسيطر على جل المواطنين بالمنطقة عامة، الذين تولد لديهم إحساس بفقدان الأمن، إذ أصبح الوضع يشير إلى حالة تدفع للقلق وتنبئ عن غد لن يكون سهلا بالنسبة للسلطات الأمنية المختصة، التي ستجد نفسها، دون شك، في مواجهة شبكات خطيرة قد يتطلب القضاء عليها وإحباط عملياتها سنوات طويلة من العمل الجاد والمتواصل.فالعمليات التي استعمل فيها الرصاص تعددت واختلفت في الأهداف وطريقة التنفيذ، وأخذت أبعادا خطيرة دفعت المواطنين إلى طرح مجموعة من التساؤلات يبقى أبرزها هو لماذا لم يتم فك لغز هذه الجرائم، رغم استعانة الأمن المحلي بفرق متخصصة في مثل هذه الأحداث المافيوزية؟.ومن أهم الأحدث التي عاشتها المدينة في السنوات الأخيرة، عملية السطو المسلح على سيارة لنقل الأموال بطنجة، التي نفذها ثلاثة أشخاص ملثمين، بعد أن ترصدوا للسيارة وهي متوجهة الى وكالة بنكية تابعة لمجموعة "التجاري وفابنك" وسط المدينة، وتعقبوها من الخلف إلى أن وصلت إلى باب الوكالة المذكورة، حيث قاموا بمهاجمة الحارسين حين كانا يسلمان أكياس النقود للمستخدم البنكي، وأطلقوا النار على أحدهما ليتمكنوا من السيطرة على كيسين يحملان مبالغ مالية كبيرة قدرت وقتها بـ 500 مليون سنتيم، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى وجهة مجهولة، دون أن تتمكن المصالح الأمنية، لحد اليوم، من الوصول إلى مرتكبي هذه العملية الخطيرة.وعرفت المدينة أيضا، خلال السنة الماضية، مجموعة من الاعتداءات التي تعرض لها مواطنون بواسطة أسلحة نارية، لقي في إحداها شخص مصرعه، حين رماه مجهولون برصاصتين داخل سيارته بمنطقة "فال فلوري" وسط المدينة، الأولى صوبت مباشرة نحو قفصه الصدري وعبرت إلى القلب، والثانية أصابته في مستوى الحوض، ومازال البحث جاريا للوصول إلى خيوط هذه الجرائم، التي يعتقد أن لها علاقة بمافيا دولية متخصصة في التهريب والاتجار في المخدرات. كما أن عمليات السرقة بالتهديد واستعمال الأسلحة البيضاء لم تعد هي الطاغية بالمدينة، بل أصبحت تنفذ باستخدام الأسلحة النارية، من مسدسات بمختلف أشكالها وبنادق الصيد وغيرها... إذ أضحى إشهار السلاح الناري والتهديد به أمرا معتادا بمدينة البوغاز، خاصة بين شبكات الاتجار في المخدرات القوية.فجرائم الرصاص بهذه المدينة لها قصص وحكايات مرعبة، جعلت كل المهتمين يتساءلون عن الكيفية التي تتسرب بها هذه الأسلحة إلى المدينة، وعن الجهة التي تتحمل مسؤولية المراقبة عند الحدود، بالرغم من الأخبار والقصاصات التي تتحدث في كل مرة عن حجز أسلحة نارية مختلفة العيارات يتم ضبطها غالبا بحوزة مهاجرين مغاربة بالميناء المتوسطي. عدد من المهتمين بالوضع الأمني بالمدينة، أكدوا تخوفهم وقلقهم من تزايد نسبة الجريمة المنظمة بالمدينة، خاصة التي استعمل فيها الرصاص الحي وسقط فيها ضحايا وجرحى من المواطنين المغاربة، دون أن يتمكن الأمن من الوصول إلى مرتكبيها، واصفين ما يحصل بـ "انفلات أمني خطير".وأجمع عدد من الفاعلين الحقوقيين بالمدينة، أن ما يحدث يكشف عن خلل كبير على مستوى المنظومة الأمنية، نظرا لغياب المعلومة وانعدام التنسيق بين الأجهزة الأمنية في المدينة، بالإضافة إلى غياب كلي في عملية التواصل بين إدارة الأمن والمواطنين، الذين بدونهم لا يمكن تحقيق الأمن المنشود، سيما أن مسؤوليات رجال الأمن ازدادت في السنوات الأخيرة، بالنظر إلى الجبهات المتعددة التي يواجهونها سواء مع الأفارقة أو السوريين أو تجار وعصابة المخدرات.المختار الرمشي (طنجة)

المغرب قاعدة خلفية للجريمة المنظمة: طنجة…عاصمة الأسلحة والرصاص

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المهرجان يكرم جنود الخفاء

المغرب سوق استقبال ومحطة عبور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات