تتبع مسار سيارة يقود إلى قاتل فتاة الحوزية

الجاني أحرق جثتها لطمس معالم جريمته والدرك الملكي قام بـ"خدمة نقية" اهتزت الحوزية منتصف شهر دجنبر 2023 على وقع العثور على جثة متفحمة لامرأة، وظهر منذ الوهلة الأولى أن البحث سيكون شاقا وعصيا على المحققين، سيما وأن الجاني تعمد طمس كل الأدلة الجنائية التي يمكن أن تكشفه، وزادت المصاعب أكثر أن كل الشهادات التي تواترت من سكان دوار النواصرة، حيث عثر على الجثة المتفحمة، أفادت بأنها لامرأة لا علاقة لها بهم، وتشعب البحث في منعطفات أخرى، سيما بعد أن كشفت الصدفة في اليوم ذاته جريمة قتل مهاجرة وجدت جثة هامدة بشقة بحي السلام بالجديدة، وساد الاعتقاد كما أقاويل متتبعين أن الجريمتين متصلتان، وقد تكونان بلمسة فاعل واحد، وهو الأمر الذي أدخل درك الجديدة في دوامة تساؤلات عديدة، تفرض بالضرورة مساءلة كل الاحتمالات الممكنة للوصول إلى الفاعل في أقصر حيز زمني ممكن. استيقظ سكان دوار النواصرة 1 بتراب جماعة الحوزية على وقع العثور على جثة متفحمة تعود لامرأة، وتم ربط الاتصال بشيخ الدوار الذي أخطر بدوره الدرك الملكي، الذي حضر أفراده لتوهم مسرعين لبشاعة المشهد الذي كانت عليه الجثة ، وبعد التقاط صور للجثة من زوايا مختلفة وتمشيط المكان بواسطة كلاب مدربة واستعانة بطائرة درون، ظهر أن الجاني اتخذ كل الاحتياطات اللازمة للتخلص منها بكيفية احترافية، حتى أنه تفادى أن تكشفه بعض كاميرات منزلية هناك. وشاءت الصدفة أن تتقدم عائلة منتصف ذلك اليوم لدى المركز القضائي للدرك الملكي بالجديدة، وكانت تقدمت في وقت سابق لدى أمن الجديدة، ببلاغ لفائدة العائلة بخصوص اختفاء ابنتهم التي كانت تقضي بعضا من إجازتها، لما عادت من اشتغالها بالديار الإسبانية، وكانت العائلة متوجسة أن تكون الجثة المتفحمة تخصها، وقدمت العائلة هاتف صديق لها يشتغل مسيرا لأحد المطاعم الفاخرة تواترت شهادات أنها كانت معه، وانه يقطن بشقته بحي السلام بالمدينة ذاتها ، ومدت المحققين برقم ندائه الذي ظل دون رد، وباتصال بالوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، أعطى تعليماته بضرورة الانتقال إلى حيث الشقة المذكورة، ومداهمتها إذا اقتضى الأمر ذلك وهو ما وقع فعلا، حيث عثر الدركيون على المهاجرة مقتولة بصالون الشقة، وهنا ظهرت تأويلات بأن الجريمتين متصلتان والقاتل واحد. "خدمة نقية" أضحى المحققون الآن أمام لغزين محيرين ويستعجلون الزمن للإجابة أولا عن سؤال العريض هل الجاني شخص واحد ؟ هنا بدأت تظهر حنكة الفصيلة القضائية الجهوية لدرك الجديدة بقيادة الكولونيل ماجور سمير العرابي، المؤازرة بخلية بحث من الفرقة الوطنية قدمت من الرباط، سيما وأن المحققين لا يمتلكون بصمات ولا أدلة جنائية أخرى، غير تسخير ما راكموه من تجارب سابقة والتعامل مع كل جديد بالجدية المطلوبة. وخلال اليومين المواليين للعثور على الجثة المتفحمة، طاف المحققون بكل المنازل والفيلات بشارع جبران خليل جبران وطريق مراكش وطريق البيضاء، واستنطقوا ذاكرة كل الكاميرات بها، وقادهم ذكاؤهم إلى الشك في سيارة ذات لون أزرق داكن يميل إلى السواد، ذات إضاءة أمامية معطلة جهة اليمين، رصدتها كاميرات وهي تدخل فجر يوم العثور على الجثة المتفحمة، طريق مراكش عند مدارة " ولد الحصايري» قادمة من مكان ما بتراب جماعة مولاي عبد الله، تأكد فيما بعد أنه دوار الغضبان، وأنها عرجت عند مدارة معمل الحليب إلى شارع جبران خليل جبران ثم انحرفت نحو طريق البيضاء، وتسللت يمينا إلى دوار النواصرة عند منار سيدي مصباح. وتم التأكد فعلا أنها لم تأت من وجهة حي السلام حيث عثر على جثة المهاجرة بالشقة السالفة الذكر، ما جعل المحققين يجزمون قطعا بأن الجريمتين منفصلتان. واستثمارا لما تم الوصول إليه بذاكرة الكاميرات المستنطقة، كونوا فكرة أن البحث يتعين أن ينصب أساسا على تلك السيارة التي رصدت فجر ذلك اليوم، وعلى خلفية ذلك عممت مذكرة بحث بأوصافها، وتعززت الأمور بالتقاط أرقام نداء تم رصدها ذلك الفجر بمحيط العثور على الجثة، وجرى استنطاق أصحابها. اعتراف بالجرم بعد أربعة أيام من البحث المضني كانت سيارة متوقفة بدوار الغضبان بالأوصاف ذاتها، أثارت شكوك دركيين فسألوا صاحبها وهو مشعوذ يقطن بالدوار ذاته، عن بعض الأمور بدا معها متلعثما ودون أن يقدم إجابات مقنعة عن سبب تحوزه ببطاقة تعريف وطنية لامرأة، تأكد فيما بعد أنها الهالكة، وسرعان ما انهار معترفا بجرمه المشهود، وأعاد تمثيله في ثلاثة مشاهد بين فيها ضربه لها حد إزهاق روحها ثم لفها في لحاف ووضعها في السيارة وتوجه بها إلى دوار النواصرة 1 تحت جنح الظلام سالكا طريقا غير معبدة عبر دوار المنادلة لتفادي السدود الإدارية للدرك والأمن الوطني، قبل سكب خمسة لترات من البنزين وإحراق جثتها لطمس معالم جريمته، التي صرح أن دافعها الانتقام منها لإحساسه بالخيانة في علاقة غير شرعية كانت تربطه بها . عبد الله غيتومي (الجديدة)

تتبع مسار سيارة يقود إلى قاتل فتاة الحوزية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"بيرميات" الثقة بسلا تعود للواجهة

تحت الدف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات