60 في المائة من المغاربة المقاتلين بسوريا استقطبوا عبر “الأنترنت”

أفاد أقارب وأصدقاء مقاتلين بأراضي العراق والشام، أن حوالي 60 في المائة من الملتحقين بسوريا، تم استقطابهم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، في حين أن 40 في المائة الآخرين تم استقطابهم بشكل تقليدي. وكشفت دراسة ميدانية أنجزها مرصد الشمال لحقوق الإنسان حول الشباب المقاتلين في سوريا والعراق المتحدرين من شمال المغرب، أن 90 في المائة من هؤلاء فروا عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء نحو تركيا، في حين انتقل 3 في المائة فقط عبر دول ومسارات أخرى نظرا لتوفرهم على بطاقة الإقامة باسبانيا، وذلك مباشرة بعد اندلاع الثورة السورية وإطلاق نداء النفير العام لأرض الشام. وأكدت الدراسة نفسها، أن 74 في المائة من العينة التي اعتمدت عليها هي من فئة اجتماعية متدنية تقطن أحياء هامشية (البراريك، كنديسة، حيضرة … في الفنيدق، حي أحريق والأغراس … بمرتيل، وجامع مزواق والمدينة القديمة بتطوان)، في حين أن 23 % من المستهدفين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة. وأبان هذا البحث الميداني، الذي يعتبر الأول الذي يرصد المواصفات السوسيوديمغرافية للشباب المقاتل بسوريا والعراق، أن أزيد من 57 في المائة من العينة المبحوثة مستواها التعليمي لا يتعدى الابتدائي، وهو ما يجعل هذه الفئة سهلة للاستقطاب وغسل الدماغ والانضمام إلى الجماعات المتطرفة، في حين بلغت نسبة العينة ذات المستوى التعليمي إعدادي 27 في المائة مقابل 6 في المائــة ثانـــــوي و 10 في المائة جامعي. ويشير البحث إلى أن العينة المستهدفة لم يسبق لها الانخراط في أي حزب سياسي أو جمعية مدنية، فيما 10في المائة فقط هم الذين سبقوا الانخراط في الحركات الاجتماعية، وهي حركة 20 فبراير، ثم بعد ذلك انخرطوا في الوقفات الاحتجاجية للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين السياسيين، التي كانت تنظم كل أسبوع بمدن تطوان، المضيق، الفنيدق ومرتيل، وهي تمثل الجيل الأول للمهاجر بعد اندلاع الحرب. أما بخصوص الجيل الثاني (2013 و 2014)، فأكد البحث أن هذه المرحلة تميزت بالتواصل والتفاعل المباشرة بين خلايا الاستقطاب الذي يقودها مغاربة بسوريا والعراق عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وتتميز هذه الطريقة بالانفلات من المراقبة الأمنية، وسرعة التواصل والتفاعل، وسهولة التغرير، ولا تبدأ مرحلة الشحن الإيديولوجي إلا بعد التحاقهم بمعسكرات متخصصة لذلك بسوريا والعراق قبل دمجهم بجبهات القتال. وجميع هؤلاء، بمن فيهم الجيل الأول والثاني، ذكر البحث أنهم قبل أن يهاجروا نحو سوريا والعراق، ظهرت عليهم تغيرات في سلوكاتهم، وتتمثل أساسا في الالتزام باللباس الإسلامي والمحافظة على الصلوات الخمس مع المطالعة لكتب دينية بسيطة تحث على القتال والجهاد. يذكر، أن السلطات المغربية تعاملت في بداية الأمر بنوع من المرونة مع هؤلاء المقاتلين، ثم ما لبثت أن أصبحت متشددة بعد بروز حركة «داعش» على أرض الميدان واستيلائها على أراض شاسعة من سوريا والعراق، ما دفع إلى تأسيس حلف دولي لمواجهتها مكون من أزيد من 34 دولة من بينها المغرب. لكن ذلك لم يمنع الشباب من الالتحاق بسوريا إلى حد الآن.يوسف الجوهري (تطوان)

60 في المائة من المغاربة المقاتلين بسوريا استقطبوا عبر “الأنترنت”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إدانة جزائريين بتهمة التزوير

الحبس لمتورطين في سرقة مجوهرات أمريكي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات