الركراكي… ماذا بعد تجديد الثقة؟

تدارك الأخطاء وكسب معركة دياز والتحضير الجيد للمونديال والفوز بـ "كان 2025" أبرز الانتظارات وضعت الجامعة وليد الركراكي، الناخب الوطني أمام انتظارات حاسمة، عندما جددت الثقة فيه لموسمين إضافيين على الأقل، عقب الخروج المبكر للأسود من بطولة كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، التي تختتم غدا (الأحد)، بإجراء المباراة النهائية بين الفيلة ونيجيريا في أبيدجان. وأصبح الركراكي مطالبا أكثر من أي وقت مضى بتحقيق الأهداف المسطرة مع الجامعة، بعد تجديد الثقة، من أبرزها تدارك الأخطاء التي ارتكبها في نسخة كوت ديفوار 2023، وتعزيز صفوف المنتخب بأسماء قادرة على تقديم الإضافة النوعية والتحضير الجيد، إضافة إلى الفوز بلقب كأس إفريقيا 2025، الذي يبقى أولوية بالنسبة إلى فوزي لقجع، رئيس الجامعة، بما أن النسخة المقبلة ستقام بالمغرب. تصحيح الأخطاء أقر وليد الركراكي بارتكابه عددا من الأخطاء أثناء مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، سواء على مستوى اختياراته البشرية، أو في نظام اللعب خصوصا في مباراة جنوب إفريقيا في ثمن النهائي. ولن تستقر أمور المنتخب الوطني إلا بإعادة النظر في بعض اختياراته الفنية والبشرية، في ظل تراكم الأخطاء الفردية وعدم تقديم بعض اللاعبين المنتظر منهم في هذه البطولة الإفريقية، ناهيك عن معاناة بعضــــهم بسبب الإصابات المتكررة. وإضافة إلى أخطائه الفنية، يتعين على المدرب الركراكي تجنب تصريحاته المستفزة ومهاجمة الصحافيين خلال الندوات الصحافة، الشيء الذي قاده إلى خرجات إعلامية غير محسوبة العواقب، على غرار ما حدث قبل مباراة جنوب إفريقيا، حينما خانه تعبيره بالقول إن المنتخب الوطني لا يدافع عن العرب في هذه البطولة الإفريقية. التأهل للمونديال سيكون الناخب الوطني وليد الركراكي أمام تحد صعب خلال التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026. ومن بين الشروط الأساسية الموضوعة على عاتق الركراكي وطاقمه الفني، عدم ارتكاب أي خطأ في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، حتى يضمن المنتخب الوطني تأهله للمرة السابعة في تاريخ الكرة المغربية، بعد نسخ 1970 بالمكسيك و1986 بالمكسيك و1994 بأمريكا و1998 بفرنسا و2018 بروسيا و2022 في قطر. وأصبح الركراكي مطالبا كذلك بالحفاظ على العديد من المكتسبات التي تحققت قبل نسخة كوت ديفوار لكأس أمم إفريقيا، وتحديدا في مونديال قطر، عندما بلغ الأسود المربع الذهبي في إنجاز غير مسبوق للكرة الإفريقية والعربية. كسب معركة دياز يشكل ملف إبراهيم دياز، نجم ريال مدريد، أولوية بالنسبة إلى المدرب وليد الركراكي والجامعة، إذ يلزم الحسم فيه قبل انطلاق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026. ويأمل الركراكي في استقطاب اللاعب دياز في أسرع وقت ممكن، بالنظر إلى قدرته على إيجاد حل نهائي لمشكل التهديف، الذي عاناه المنتخب الوطني في نسخة كوت ديفوار لكأس أمم أفريقيا، وبالتالي قطع الطريق على منتخب إسبانيا، الذي بدأ يضغط على اللاعب المغربي من أجل منعه من الانضمام إلى الأسود. وينتظر الركراكي موافقة اللاعب دياز باللعب للمنتخب الوطني، من أجل الإسراع في تسوية وضعيته القانونية، حتى يكون متاحا في التصفيات الإفريقية، المؤهلة إلى كأس العالم 2026 في مارس المقبل. مراجعة الاختيارات يفرض الخروج المبكر للمنتخب الوطني لكرة القدم من نهائيات كأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار، إجراء المدرب وليد الركراكي عددا من التغييرات في صفوف اللاعبين. وكشفت نهائيات كأس إفريقيا ضرورة إعادة الركراكي النظر في مواصلة بعض اللاعبين رفقة المنتخب الوطني، إما لسنهم أو لعدم جاهزيتهم للمنافسة على الصعيد القاري، والتي تتطلب معايير مختلفة عن المشاركة في منافسات أخرى، مثل نهائيات كأس العالم. ويتعين على الركراكي البحث عن لاعبين بإمكانهم سد الفراغ الذي تعانيه بعض المراكز، كما هو الشأن بالنسبة إلى الجهة اليسرى، التي يلعب فيها مزراوي، لعدم اقتناعه بأداء يحيى عطية الله، الذي أكد أكثر من مرة أحقيته بحمل قميص المنتخب. حل معضلة الجهة اليسرى تشكل الجهة اليسرى عقدة للركراكي، خاصة بعد أن أصيب سفيان بوفال، وعدم قدرته على إيجاد ثلاثي بإمكانه أن يؤدي العمل نفسه الذي تؤديه الجهة اليمنى بين أشرف حكيمي وحكيم زياش وعز الدين أوناحي، في الوقت الذي يشكل قلب الهجوم، مشكلة كبيرة للركراكي، في ظل الأداء المتذبذب ليوسف النصيري وباقي المهاجمين. وبات الركراكي ملزما بالبحث عن لاعب يخلف حكيم زياش، بالنظر إلى الإصابات المتكررة التي يتعرض لها، وأن طلب ود إبراهيم دياز في هذه اللحظة، أصبح أمرا ملحا، سيما أنه يتميز بصغر سنه وسرعته الفائقة، وقوته في الاختراق وإرباك الدفاع، في الوقت الذي ينتظر منه الاعتماد على لاعبي المنتخب الأولمبي في المباريات الرسمية لمنحهم التجربة والثقة الكاملة، قبل انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقبلة. "كان 2025"... آخر الفرص لم يعد أمام وليد الركراكي خيار آخر سوى التتويج بلقب بطولة كأس أمم أفريقيا، التي يحتضنها المغرب صيف السنة المقبلة، خصوصا بعد الخروج الصاغر من نسخة كوت ديفوار الحالية. وتستهدف الجامعة ومعها الناخب الوطني الفوز باللقب الإفريقي، باعتبار أن الأجواء التي ستجرى فيها النسخة المقبلة مغايرة للتي كان يعيشها المنتخب الوطني أثناء مشاركته في الأدغال الإفريقية، ناهيك أن هذا اللقب غاب عن خزينة الكرة المغربية منذ نسخة أديس أبابا 1976. وعلمت "الصباح" أن فوزي لقجع، رئيس الجامعة، اشترط على الناخب الوطني وليد الركراكي التتويج ب"كان 2025" أولوية قصوى، وأن أي إخفاق في ذلك سيعتبر نكسة للكرة المغربية، وربما قد تعيدها إلى الوراء. وينتظر أن يغير الركراكي من إستراتيجية وطريقة تعامله وأيضا في اختياراته الفنية حتى يكون المنتخب الوطني في مستوى تطلعات الجماهير المغربية في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025، سيما أن الجامعة تسابق الزمن لتهييء كل الظروف الملائمة للتتويج باللقب، بما في ذلك إقامة النسخة المقبلة صيفا. أوشلا: نقاط قليلة يجب إصلاحها الإطار الوطني قال إن الركراكي مطالب بالبحث عن التوازن أكد الإطار الوطني الحسين أوشلا أنه لا يمكن لأي مغربي أن ينكر الفرحة التي أدخلها الأسود على منزله، منذ نهائيات كأس العالم الأخيرة بقطر. وأضاف أوشلا "في السابق كان المنتخب الوطني يخرج من المنافسات مذلولا، لكنه اليوم على الأقل يخرج مرفوع الرأس". وصرح أوشلا أن الاستمرارية هي التي تمنح الاستقرار للمنتخب الوطني، مشيرا إلى أن طريقة لعب هذا المنتخب تمنح المتتبع الاطمئنان على القدرة على التسجيل في أي لحظة. وكشف أوشلا أن هناك بعض النقاط القليلة يجب تصحيحها، ويعتبرها من انتظارات المرحلة المقبلة، من الناحية التقنية، في مقدمتها انتداب لاعبين في بعض الأماكن لتقديم الدعم للاعبين الجيدين، كأن يبحث عن لاعب وسط الدفاع يكمل العمل الذي يقوم به نايف أكرد وأشرف حكيمي. وأضاف أوشلا أن اللاعب البديل يجب أن يكون بالقيمة نفسها للاعب الرسمي، وأن يحدث المنافسة بينهما، وأي تخاذل من اللاعب الرسمي، يشرك اللاعب البديل، مشيرا إلى أنه لا خوف على وسط الميدان، لكن بالمقابل يجب البحث عن لاعب بقيمة أوناحي في الجهــة اليمـــنى، سيـــــما أن قـــوة المنتخب في هذا الجانب. ودعا أوشلا الركراكي إلى وضع توازن بالمنتخب الوطني، وإيجاد ثلاثي بالجهة اليسرى، يلعب بالطريقة ذاتها التي يلعب بها زياش وأوناحي وحكيمي، رغم أن هذا الأمر يتطلب وقتا كبيرا، وليس سهلا إيجاده في وقت وجيز، خاتما حديثه بأن المنتخب الوطني سيتوج باللقب القاري قريبا، بالنظر إلى الإمكانيات التي يتوفر عليها حاليا. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن

الركراكي… ماذا بعد تجديد الثقة؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جيوب المواطنين في مهب المضاربات

الرجاء يواصل انتصاراته

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات