6 دراهم لكيلوغرام الشعير و4 للشمندر و4.5 للذرة وثمن كومة التبن تجاوز 50 درهما يترقب فلاحو الشاوية سقوط أمطار الخير لإنقاذ الموسم الفلاحي، إذ مازالت حقول الحبوب تقاوم ندرة ارتواء الأرض، وشكل تأخر التساقطات المطرية واستمرار موجة الصقيع خلال الأيام الأخيرة مصدر قلق لجل فلاحي إقليمي سطات وبرشيد، سيما على مستوى قبائل أولاد سعيد ولمذاكرة وأولاد زيان وأولاد بوزيري وأولاد حريز، وغيرها، إذ أن بداية الموسم الفلاحي عرفت تعثرا كبيرا لم تشهده المناطق سالفة الذكر منذ بداية الثمانينات، ما ينذر بانعكاسات سلبية على المحصول والكلأ وارتفاع ندرة المياه، ويجعل حالة من الغموض والتشاؤم تنتاب عددا مهما من الفلاحين، بخصوص مستوى إنتاج الحبوب، وخوفا على الماشية والبهائم خلال الأيام المقبلة، في ظل غلاء أسعار التبن وارتفاع ثمن العلف وقلة الكلأ في كثير من المناطق. وضاعف غلاء أسعار المحروقات والحبوب والأسمدة من المعاناة المادية لجل فلاحي الشاوية، اذ أثرت الارتفاعات الصاروخية للأثمنة على فلاح خصص حياته للمساهمة في توفير الأمن الغذائي، اذ ارتفعت خلال الأيام الأخيرة مع ندرة تهاطل الأمطار أثمنة الأعلاف بشكل صاروخي، وأضحى ثمن الكيلو من الشعير على الأقل 6 دراهم و4 دراهم للشمندر و4.5 دراهم للذرة وكومة التبن 50 درهما، أما كومة «الفصة والأنسيلاج» فتعدت 80 درهما، في حين «اختفى» مسؤولو وزارة الفلاحة وممثلو الغرفة الفلاحية، واعتبرهم عدد من الفلاحين الذين التقتهم «الصباح» في عداد المستقيلين من مهامهم، تاركين فلاحي الشاوية يواجهون مصيرا مجهولا أمام شح الأمطار خلال بداية الموسم الفلاحي الحالي، ويترقبون مصيرا مجهولا في القادم من الأيام والشهور المفبلة . وتنتظر حوالي 80 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة بالشاوية (حوالي 800 ألف هكتار) تساقط الأمطار لإنقاذ الموسم الفلاحي الحالي، سيما قطيعي الماشية والأبقار، بينما يبقى محصول من أهم الحبوب المزروعة القمح الطري والصلب والشعيرمن «المعجزات»، سيما أن الأرض لم ترتو بشكل كاف خلال «الليالي» التي تشكل 40 يوما الماضية. واعتبر عدد من فلاحي الشاوية، التقتهم «الصباح» بأسواق أسبوعية، أن «التساقطات المطرية القليلة جدا واستمرار موجة البرد القارس وارتفاع تكاليف العلف وندرة المياه الجوفية أثرت بشكل سلبي على الفلاح، وأثقلت كاهله وزادت من معاناته». وتخوف الفلاحون على مصير قطيع الماشية بالشاوية، سيما بمناطق تربيته، إذ تسببت قلة التساقطات المطرية في تعثر نمو الكلأ والأعشاب، فضلا عن ارتفاع أثمنة بيع المواد العلفية، مما يدق ناقوس الخطر على مدى جاهزية مسؤولي وزارة الفلاحة لايجاد حلول واقعية بعيدا عن «سياسة استيراد القطيع» وما قد تترتب عنه من أمراض معدية قد تعصف بالقطيع الذي مازال يقاوم. ووجه فلاحون بقبيلة أولاد زيان نداء الى مسؤولي وزارة الفلاحة، والتمسوا منهم القيام بزيارات ميدانية «حقيقية» للوقوف على مدى معاناة الفلاحين، واتخاذ إجراءات كفيلة برفع المعاناة عن الفلاح، بعيدا عن إثقال كاهله بواجبات الانخراط في صندوق الضمان الاجتماعي، ما جعل كثيرا من الفلاحين «يصومون» عن الاستفادة من الحصول على كميات من الشعير المدعم في بداية الموسم الفلاحي. وتعد الشاوية من بين أهم المناطق الفلاحية بالمغرب، وتعتبر سهول قبائل أولاد زيان وأولاد حريز والمداكرة وأولاد بوزيري وأولاد سي بن داوود خزانا حقيقيا للحبوب والإنتاج الحيواني، سيما بإقليمي سطات وبرشيد، ما يتطلب من مسؤولي وزارة الفلاحة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الفلاح من الاستقالة من مهامه والتفكير في الهجرة القروية، على غرار ما قام به عدد من أبناء البادية في بداية الثمانينات. سليمان الزياني (سطات)