بصمة تسقط سارق صيدليات بالجديدة

الفاعل استولى على أموال وأدوية غالية الثمن في أربع سرقات نفذها في 48 ساعة شهدت أربع صيدليات بأحياء مختلفة بالجديدة سرقات بالكسر، استهدف من خلالها الجناة الاستحواذ على مبالغ مالية وأدوية باهظة الثمن، وما زاد الجهات الأمنية قلقا أنها عمليات نفذت في حيز زمني ضيق لم يتعد 48 ساعة، ما أظهر فعلا أن السارقين يمتلكون جرأة زائدة. وعلى خلفية هذه السرقات عبر العديد من الصيادلة عن تنديدهم باستهداف محلاتهم ليلا، وبالطريقة ذاتها ووفق السيناريو نفسه بكسر الأقفال، وطالبوا بدوريات أمنية لمنع تزايد هذه السرقات التي أضحت تحيل على سرقات مخطط لها وليست أفعالا معزولة، وهو ما كان موضوعا دسما بوسائل الإعلام وجدران التواصل الاجتماعي، ما جعل أمن المدينة يجند عناصره على مستوى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، لاقتفاء أثر جناة ظهر منذ أول وهلة أنهم على قدر كبير من التمويه والحيطة اللازمين لعدم السقوط في شباك المحققين. تعرضت أربع صيدليات بالجديدة لعمليات سطو مقرونة بسرقات استهدفت أموالا وأدوية باهظة الثمن، وظهر منذ البداية أن الفاعلين حاولوا استغلال العامل الزمني لفائدتهم، عندما نفذوا عملياتهم في ظرف زمني لا يتجاوز 48 ساعة، لكنهم نوعوا سرقاتهم في أحياء مختلفة من المدينة، ففي الليلة الأولى تمت سرقة صيدلية بشارع محمد الخامس أحد أكبر الشوارع التي لا تنقطع فيها الحركة ليلا ونهارا، ثم صيدلية بشارع يتفرع عنه ويتعلق الأمر بشارع بئر أنزران، وفي الليلة الثانية نقل الجناة نشاطهم بعيدا إلى حي المويلحة ثم استهدفوا صيدلية رابعة وسط المدينة، وكأنهم من خلال نقل نشاطهم من حي إلى آخر، كانوا بصدد إعطاء إشارات قوية أن كل الصيدليات بالمدينة تحت رحمتهم، وهو ما ولد لدى أوساط الصيادلة احتجاجات قوية، أنهم لا يأمنون على صيدلياتهم وما بها من أدوية، وطالبوا الأجهزة الأمنية بالسهر على توفير الأمن اللازم لحماية ممتلكاتهم من عمليات سطو ظهر من لمساتها الأولى أنه مخطط لها بدقة، وزادت مخاوف الصيادلة لأن عصابة قبل ذلك استهدفت فيلات العديد من الأطباء، وقامت بسرقتها. استنفار أمني لوقف النزيف استنفرت سرقات الصيدليات الأربع بأحياء مختلفة بالمدينة، تلوينات متعددة من الجهاز الأمني بالمدينة بقيادة المراقب العام، المصطفى رمحان، سيما أن ضمن الأدوية المسروقة أنواعا موجهة لعلاج أمراض عقلية ونفسية، واتضح للمحققين أنه لا بد من الاستعانة بكاميرات مراقبة بمحيط الصيدليات المسروقة، علها تقرب المسافة إلى الفاعلين، لكن ذلك لم يجد نفعا، وبالتالي كان لا بد من العودة إلى أرشيف خاص بأسماء جانحين ضلعوا في أوقات سابقة في ارتكاب عمليات سرقات بالسطو، وظهر أن أغلبهم لازال يقضي عقوبات سالبة للحرية بالسجن المحلي بالجديدة، وانتقل البحث إلى دائرة الحراس الليليين لعل إفاداتهم تمكن من فك اللغز المحير لهذه السرقات التي هزت الجديدة، غير أن هذا المسار انتهى هو الآخر إلى نفق مسدود، حيث جاءت إفادات هؤلاء الحراس متطابقة، بأنهم لم ينتبهوا إلى تحركات غير عادية بمحيط الصيدليات المسروقة. استنطاق أدلة جنائية لم يستسلم المحققون ولم يرغبوا إطلاقا في ركن مساطر البحث في رفوف الأمن الإقليمي في خانة «جرائم مسجلة ضد مجهول"، بل واصلوا مسار التحقيق المضني والشاق وكلما طالت مدته اتسعت دائرة الاحتجاج على عدم وضع اليد على الفاعلين. وأمام هذا المأزق لاحت في الأفق بادرة أمل عندما توصلت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية من معهد الأدلة الجنائية بنتيجة خبرة على بصمة رفعها الأمن من إحدى الصيدليات، وجاءت الخبرة لتؤكد أنها لا تعود لعاملين بتلك الصيدلية، وبالتالي فهي لشخص في عداد الغرباء، وجاءت مع نتيجة الخبرة معلومات تخصه ويتعلق الأمر بشاب يبلغ عمره 25 سنة. ليلة القبض على المتهم وظف المحققون المعطيات التي توصلوا بها من معهد الأدلة الجنائية، وسارعوا الزمن للوصول إلى الجاني، الذي ظهر بعد تنقيطه على الناظم الآلي أنه لا يتحدر أبدا من الجديدة، وأن الأمر يتعلق بنمط "الجريمة الوافدة على المدينة»، سيما بعد أن دلت المعطيات الخاصة به أنه يتحدر من ضواحي أكادير، وعلى الفور تشكل فريق أمني واتجه إلى منزل يقطنه صاحب البصمة المشخصة رفقة عائلته، فأفادت والدته بأنه غير موجود وأنه خرج لقضاء بعض الأغراض وبعد ساعات قليلة وبمجرد ما أخذ شاب في نقر باب المنزل سالف الذكر، تلقفه الأمنيون وصفدوا يديه، وأركبوه في سيارة مصلحة كانت مركونة في زاوية غير بعيدة، وكانت وجهتهم مقر الأمن الإقليمي بالجديدة لشوط إضافي من التحقيق المعمق. وتم الاستماع إليه في محضر رسمي، لم يستطع فيه أن يبرر وجود بصمته بخزنة صيدلية مسروقة، وانهار معترفا بأنه من أتى رفقة شريك آخر كل السرقات التي استهدفت صيدليات الجديدة. وفي تمثيل جرائمه التي رافقها صخب أمني كبير، أرسلت من خلاله إشارات قوية إلى أن قلق الصيادلة انتهى بوضع اليد على الفاعل. عبد الله غيتومي (الجديدة)

بصمة تسقط سارق صيدليات بالجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خمسيني يعتدي على إمام مسجد

غريب وكامارا آخر انتدابات الزمامرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات