حاملون لـ”السيدا” يهددون بحقن دم ملوثة

تتجه إدارة مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء إلى حسم ما تسميه بالفوضى التي تحدثها مجموعة من أربعة، أو خمسة أفراد حاملين لفيروس السيدا وسط مرافق وأجنحة وأقسام المستشفى، كان أخطرها، حسبها، إشهار بعضهم لحقن تحمل دماء ملوثة وتهديد ممرضين وأطباء وإداريين بها. وقال عبد الرزاق العروشي، مدير قسم الموارد البشرية بالمستشفى، في تصريح لـ«الصباح»، إن شكاية وضعت لدى الوكيل العام للملك باستئنافية الدار البيضاء لفتح تحقيق في الموضوع وحماية الموظفين والممرضين، مما أسماه سلوكات عنف غير مبررة تصدر عن مجموعة محدودة من المصابين (حوالي 5 من حوالي 1800 مصاب يستفيدون من خدمات المستشفى)، وصلت حسبه، حد تخريب ممتلكات (باب مكتب قرب قسم الولادة) واعتراض سبيل سيارة رسمية لأعضاء بعثة أممية كانوا في زيارة إلى قسم الأمراض التعفنية.وأكد المدير أن عناصر من الأمن تدخلت، أول أمس (الخميس)، لإيقاف اثنين منهم، بناء على شكايات توصلت بها ولاية الأمن تستعرض عددا من التجاوزات التي تقوم بها هذه المجموعة المحدودة التي لا تغادر مصالح المستشفى، تلح وترفع مطالب اجتماعية لا علاقة لها بالمؤسسة الصحية وتلح بشتى الوسائل من أجل تحقيقها، قبل أن يطلق سراحهما.وأرجع العروشي تاريخ بداية المشاكل مع بعض حاملي فيروس السيدا منذ رحيل البروفيسور حكيمة حميش، الرئيسة السابقة لقسم الأمراض التعفنية (القسم 23) ورئيسة الجمعية المغربية لمحاربة السيدا، مؤكدا أن هناك خلطا بين الخدمات التي يقدمها المستشفى، وهي علاجية وطبية بامتياز بالنسبة إلى المرضى الذين يتابع القسم حالتهم، وبين التكفل الطبي والاجتماعي الذي تتكلف به جمعيات مدنية.وقال العروشي إن طلبات غريبة بدأت تصدر عن هذه المجموعة، مثل الاستفادة من شقق للسكن، ووضع عدد من الأكشاك تحت تصرفهم باعتبارهم أشخاصا عاطلين، كما يقومون بأدوار أخرى، مثل دعم المرضى الذين يحملون شكايات ضد المستشفى، بل منهم من يضع وثائقه الطبية رهن إشارة زوار المستشفى للاستفادة من خدمات طبية مجانا، خصوصا الفحص بالأشعة.وحسب مصدر من المركز الاستشفائي ابن رشد، فإن مسؤولين إداريين خيروا السلطات الأمنية والقضائية بين وضع حد لهذه الاختراقات اليومية ومظاهر الفوضى والتسيب التي تحدثها هذه المجموعة، وبين تقديم استقالتهم من مهامهم. هذه الاتهامات ينفيها مصدر من المرضى جملة وتفصيلا، ويعتبرها مجرد ادعاءات مجانية ومبررات واهية لحرمانهم من حقهم من العلاج والتكفل الطبي والاجتماعي. وقالت (أمينة.ع)، إحدى المصابات بالفيروس، إن المرضى يحتجون بشكل حضاري، منذ سنوات، لانتزاع حقوق مشروعة مخولة لهم قانونيا واجتماعيا، باعتبارهم مكفولين طبيا واجتماعيا من قبل الدولة، مؤكدة أن أعضاء المجموعة لا يحتجون ضد إدارة المستشفى، بل ضد جمعية محاربة السيدا التي تتوفر على مكتب وسط قسم الأمراض التعفنية.وأكدت (أمينة.ع) أن المشكل الجوهري هو الطريقة التي تتعامل بها الجمعية التي تحرم المصابين من حقهم في الحصول على الأدوية وأغلقت باب الصيدلية في وجوههم، علما أن الأمر يتعلق بدعم بملايين الدراهم تساهم فيه صناديق وطنية ودولية وحملات للتكفل الطبي والاجتماعي الشامل بهذه الفئة من المواطنين. نفت (أمينة.ع) قيام المرضى بأي سلوكات مخلة بالقانون، من قبيل إشهار حقنهم الملوثة بالدماء، مؤكدة أن الأعضاء يحتجون بوجوه مغطاة، فـ"كيف يمكنهم أن يصدر عنهم هذا السلوك"، تتساءل، قبل أن تستدرك قائلة: "ربما يتعلق الأمر بمرضى مصابين بالسيدا ويعانون في الوقت نفسه من أمراض عقلية ونفسية حادة ويفعلون ذلك دون إدراك، بعد أن قطعوا عنهم الأدوية المهدئة".وقالت "هادوك هما لي سطاوهم، من بعد ما استغلوهم في حملات وبرامج لم يستفيدوا منها في النهاية ومعرفناش فلوسها فين مشات، وفي النهاية حبسو علينا حتى الدوا لي كنا كنستافدو منو..علاش كتعاملو معنا بهذا الشكل..علاش؟".وبالنسبة إلى الجمعية المغربية لمحاربة السيدا، فالأمر واضح "هناك صيدلية خارج المستشفى تتعاقد معها الجمعية لتزويد المصابين بالأدوية مجانا وتتكلف الجمعية بدفع ثمنها"، وتقول إن قرار إغلاق الصيدلية لا علاقة لها به بل صادر عن وزارة الصحة، كما أنها تقدم خدمات متنوعة للمصابين في حدود إمكانياتها، لكن لا يمكن أن توفر لهم سكنا، أو مناصب شغل.يوسف الساكت

حاملون لـ”السيدا” يهددون بحقن دم ملوثة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اختلالات في تدبير "بدر" تشل التصدير

درك شفشاون يحجز أسلحة تجار المخدرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات