كواليس الصدمة

الجماهير غادرت الملعب محبطة بعد الخروج المبكر من «الكان» ظلت الجماهير المغربية والإيفوارية تترقب مباراة المنتخب الوطني ونظيره الجنوب إفريقي، أول أمس (الثلاثاء) بملعب لوران بوكو في سان بيدرو، بفارغ الصبر، باعتبارها فاصلة في انتزاع بطاقة المرور إلى الربع النهائي. وبدأ التحضير لهذه المباراة منذ الفوز على زامبيا في الجولة الأخيرة من منافسات دور المجموعات، إذ توافدت على سان بيدرو جماهير قادمة من أوربا، وبعض المدن الإيفوارية، وتحديدا من أبيدجان وياموسوكرو، من أجل تشجيع المنتخب الوطني أمام منتخب "بافانا بافانا». تعبئة قبل المباراة لا تكتمل متعة كرة القدم إلا بهتافات المشجعين وحضورهم المكثف، فهم ركن أساسي في صناعة الفرجة، وإذكاء حماس اللاعبين على أرضية الميدان. وحرص المشجعون المغاربة على تنظيم صفوفهم في سان بيدرو والاتفاق على الشعارات والأهازيج، التي سيرددونها خلال مباراة جنوب إفريقيا «الصباح" التقت عددا من المشجعين المغاربة، الذين عبروا عن فرحتهم بوجودهم في سان بيدرو لمساندة الأسود، وأكدوا استعدادهم التام لتقديم كل الدعم للاعبين، على غرار ما قاموا به في نهائيات كأس العالم بقطر 2022، حين ساهمت الجماهير المغربية في بلوغ الأسود إلى المربع الذهبي، في إنجاز غير مسبوق للكرة العربية والإفريقية. أقمصة الزليج بالمجان احتشدت جماهير إيفوارية أمام مقر إقامة الوفد الإعلامي في سان بيدرو، أملا في الحصول على قميص المغرب، الذي تظهر به خريطة المغرب كاملة، ومزين بنقوش من الزليج المغربي الأصيل. واصطفت هذه الجماهير في طوابير طويلة، مرددة شعارات المنتخب الوطني، وتهتف بأسماء نجومه، وتحديدا أشرف حكيمي وحكيم زياش، علها تظفر بقميص المغرب. ورغم حضور جماهير إيفوارية حاشدة أمام باب الفندق، إذ ناهز 150 مشجعا، إلا أن عملية توزيع أقمصة منتخب المغرب والتي تكلفت بها جمعية مغربية، جرت بانتظام دون وقوع أي فوضى أو تدافع، كما لقيت هذه الخطوة استحسانا من قبل الجميع. واستغل مشجعون إيفواريون انتظار تسلم قميص المنتخب الوطني ليوجهوا رسالة عبر "الصباح" إلى أشرف حكيمي، طالبين منه التسجيل، بالنظر إلى المكانة المرموقة، التي يحظى بها في كوت ديفوار. تحية الجماهير دخل لاعبو المنتخب إلى أرضية الميدان قبل 45 دقيقة من انطلاق مباراة "بافانا بافانا"، لتحية الجماهير، والقيام بالتمارين الإحمائية، لتشتعل المدرجات بهتافات "جيبوها ياولاد» و»اللي ما تبومبا ماشي مغربي»، وغيرها من الشعارات التي صدحت بها الجماهير في مونديال قطر 2022. واستمرت هتافات المشجعين، مباشرة بعد انطلاق المباراة، خصوصا أن عددهم كان أكثر هذه المرة، مقارنة مع ما كان عليه الحال أمام زامبيا، بعدما ناهز عددهم 15.300، وساهموا في خلق الفرجة بالمدرجات، بمؤازرة بعض الجماهير الإيفوارية، التي حضرت مباراة جنوب إفريقيا لدعم الأسود، كما لو أنها تريد أن ترد الجميل إليهم، بعد الفوز على زامبيا، الذي أنقذ منتخب "الفيلة" من الإقصاء المبكر من بطولة قارية تقام على أرضه. صخب المدرجات يستمر لم تختلف احتفالات وأهازيج الجماهير بملعب لوران بوكو عن الأجواء الصاخبة، التي عاشتها ملاعب قطر بالمونديال، إذ صدحت حناجر المشجعين على إيقاع واحد "اللي ما تبومبا ما شي مغربي"، و"سير سير"، سعيا منهم إلى إذكاء حماس اللاعبين، وتحفيزهم على إحراز السبق، الذي لم يتحقق في الشوط الأول، رغم السيطرة، التي فرضها لاعبو المنتخب منذ انطلاق المباراة، بعدما سقطوا في فخ التسرع وغياب التركيز وإهدار فرص سانحة للتهديف. صدحت حناجر المشجعين المغاربة بهتافات "هي..هو..هي.. هو» و«سير تماركي»، علها تحد من ضجيج «فوفوزيلا»، وسيلة مشجعي «بافانا بافانا» المفضلة لإرباك منافسي منتخبهم. رصاصة رحمة بينما استمرت الجماهير في تشجيع اللاعبين، أملا في إحراز السبق، سيتمكن منتخب جنوب إفريقيا من مباغتة الحارس ياسين بونو بهدف ضد مجرى اللعب. وواصل لاعبو المنتخب إهدار الفرص تلو الأخرى، نتيجة التسرع وسوء التركيز، وغابت الفعالية بعد إهدار أشرف حكيمي ضربة جزاء، ليعاقبه لاعب منتخب جنوب إفريقيا تيبوهو موكوينا بهدف ثان قضى على آمال المنتخب الوطني في تدارك الهدفين، وليتبخر حلم المغاربة في رؤية منتخب بلدهم يتألق في سماء القارة الإفريقية، كما فعل في مونديال كأس العالم، حين بلغ المربع الذهبي، في إنجاز غير مسبوق. صدمة الفشل لم تنفع تغييرات وليد الركراكي في شيء، بعد إشراك اسماعيل صيباري وأمين حارث وأيوب الكعبي ويحيى عطية الله، أملا في ضخ دماء جديدة في صفوف المنتخب الوطني. أما المدرب وليد الركراكي، فبدا غاضبا على دكة البدلاء، وهو يوجه اللاعبين، دون جدوى، قبل أن تحبطه ضربة الجزاء الضائعة، التي كان يعقد عليها أملا كبيرا في العودة في النتيجة. انتظر الركراكي الندوة الصحافية ليعلن رسميا فشله في قيادة المنتخب المغربي في التتويج باللقب، كما أكد مسؤوليته في اختياراته الفنية والبشرية، كما دافع عن اللاعبين، بمن فيهم حكيمي، بعد تضييعه ضربة جزاء. غضب عارم غادرت الجماهير المغربية والإيفوارية ملعب لوران بوكو متحسرة وغاضبة بعد ضياع حلم المنافسة على لقب كأس أمم أفريقيا. كثر الحديث بعد المباراة، وجاءت التعليقات مختلفة ومتضاربة، فمن المعلقين من طلب الرأفة باللاعبين، فيما انتقد آخرون أداءهم بشدة، كما صبوا جام غضبهم على المدرب وليد الركراكي وحملوه مسؤولية إشراك لاعبين غير جاهزين، نظير نصير مزراوي، الذي لم يشارك أساسيا لمدة شهر ونصف شهر. أما فئة أخرى، فدعت إلى احترام "الكان" ومنتخباته، والتحضير له جيدا، دون تقليل أو استهانة بالمنافس، ونسيان إنجاز مونديال قطر 2022، لأنه أصبح جزءا من الماضي. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد "الصباح" إلى كوت ديفوار)

كواليس الصدمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بويا عمر "حي يرزق" بسيدي حجاج

مخاطر الدراجة النارية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات