كهربائيو البيضاء: الحكومة تنهج أسلوب الغدر

أغلق أكثر من 3 آلاف مستخدم وعامل وإطار تابعين للمكتب الوطني للكهرباء والماء، صباح أمس (الخميس)، زنقة عثمان بن عفان، المتفرعة عن شارع الحسن الثاني بالبيضاء، تنفيذا لثاني إضراب جهوي إنذاري في أقل من شهر، احتجاجا على ما اعتبروه «مخططا جهنميا للإجهاز على مؤسسة عمومية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية، وإهدائها إلى الرأسمال الأجنبي». وتجمع عشرات الكهربائيين، مدعمين بأكثر من 400 جمعية تمثل المجلس الجهوي للمجتمع المدني بالبيضاء، منذ الساعات الأولى من الصباح، حاملين لافتات وملصقات تندد بقرارات الإدارة العامة والحكومة، وتعلن رفض المستخدمين القاطع تنفيذ أي اتفاق لم يشاركوا فيه.ومثل الكهربائيون المحتجون جميع مستخدمي المديرية المركزية ومديرية التوزيع والنقل والوكالات التجارية السبع بكل من دار بوعزة وليساسفة وبوسكورة وتيط مليل ومديونة والنواصر وسيدي معروف، إضافة إلى تمثيليات جاءت من مختلف المدن والقرى المجاورة، فيما تخوض شغيلة المحمدية (المحطة الحرارية) وابن سليمان وقفات احتجاجية بمقرات العمل.واعتبر لحسن طبيب، عضو المكتب الجامعي للجامعة الوطنية لعمال الطاقة (الاتحاد المغربي للشغل)، والكاتب العام للمكتب النقابي بمديرية التوزيع والنقل، أن «الإضراب الإنذاري الذي يخوضه مستخدمو المكتب بالبيضاء بكل مسؤولية، يعتبر صرخة جديدة في وجه المسؤولين عن القطاع مركزيا ومحليا، ورسالة لا غبار عليها بأننا صامدون في خندق حماية مكتسبات وحقوق العمال وعدم المساس بكرامتهم والإجهاز عليها بجرة قلم، كما نناضل لحماية القدرة الشرائية للمواطنين الذين سيكتوون بالأسعار الحارقة بمجرد تفويت القطاع إلى الخواص، وأعني «ليدك» على وجه التدقيق».وأكد طبيب أن التعريفة الاجتماعية المقررة من قبل «ليدك» ستثقل كاهل المواطنين في مناطق الضاحية للبيضاء بزيادة قدرها 8 في المائة في الشطر الأول. وقال طبيب إن الاتفاقية الإطار التي بدأت السلطات الإدارية تعد لإنزالها على أرض الواقع من شأنها أن تجهز على مؤسسة عمومية استثمرت ملايير الدراهم على مدى 35 سنة لدعم قدرات المكتب الوطني وتحسين مردوديته، ما اعتبره عبثا وهدرا للمال العام.واستمر الكهربائيون في التوافد على الساحة المقابلة لمقر الإدارة العامة منذ الثامنة إلى ما بعد العاشرة صباحا، إذ نظموا مسيرات بالزقاق الصغير ما بين زنقة عثمان بن عفان وشارع الحسن الثاني، مدعمين بفاعلين جمعويين يمثلون حوالي 400 جمعية تنتمي إلى المجلس الجهوي للمجتمع المدني بالبيضاء. عبر المجلس الجهوي عن رفضه المطلق لما وصفه بالتوسع الاستعماري لـ"ليدك"، مطالبا بالتراجع الفوري عن الاتفاقية الإطار الخاصة بتوحيد معايير التوزيع، والتراجع عن الزيادات الجديدة في الأسعار، مع فتح تحقيق في خروقات وتجاوزات الشركة الفرنسية.وفي حدود العاشرة صباحا، التحق بالوقفة أعضاء من الأمانة العامة للاتحاد المغربي للشغل يمثلون الميلودي المخارق، الأمين العام للنقابة، كما التحق الكاتب العام للجامعة الوطنية لعمال الطاقة الذي ذكر في كلمة مرتجلة بمخططات حكومة عبد الإله بنكيران التي انطلقت منذ سنوات للإجهاز على مؤسسة عمومية تؤدي خدمة اجتماعية بامتياز.وانطلق محمد زروال، في كلمته من دروس وعبر الإضراب الإنذاري الأول بتاريخ 23 أكتوبر الماضي، ورسائل الإضراب الثاني "التي وصلت بالتأكيد إلى كل من يعنيه الأمر".وقال زروال إن آلاف العمال والمتقاعدين لن يفرطوا في حق من حقوقهم ومكتسباتهم وتضحياتهم على مدى سنوات، مؤكدا أن الحكومة لم تأت إلا بالشعارات الفارغة، في مقابل "مشاريع إصلاح هي إفساد في الواقع".وذكر زروال بمسلسل التنازلات منذ قانون إدماج المكتبين، مرورا بمراسيم خوصصة القطاع وتفكيكه، ثم عقد البرنامج، وأخيرا الاتفاقية الإطار لتوحيد معايير التوزيع التي جاءت بشكل مباغت وغادر".يوسف الساكت

كهربائيو البيضاء: الحكومة تنهج أسلوب الغدر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سيارتان تدهسان طلبة بجامعة فاس

نيران "بيجيدي" على الاتحاد تطول اليوسفي

مقالات ذات صلة