الملك يطالب بمنظومة تربوية تشجع على الابتكار

اعتبر جلالة الملك في الرسالة الموجهة إلى المشاركين في القمة الخامسة لريادة الأعمال التي تنعقد بمراكش أن المبادرة والابتكار قيمتان متلازمتان تشكلان محطة للعبور نحو الحرية والترقي الاجتماعي والازدهار، كلما توفر المناخ الملائم للأعمال والشروط الضرورية لذلك. وأشار في الرسالة الملكية التي تلاها عبد الإله بنكيران، خلال الافتتاح الرسمي للقمة، الذي حضره نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن ورئيسا غينيا والغابون، إلى أن الإنسان لا يولد مقاولا، بل يصبح كذلك عبر الانخراط في مسار النجاح، من خلال علاقة تفاعلية بين المجهود والتعلم والتحكم في الصعوبات، مضيفا أن صاحب المبادرة في عالم الأعمال، هو الذي لا يسلك المسارات المألوفة، ويتحدى الوضع القائم، بل إنه يبادر، دون تردد، إلى الإجابة من موقعه على حاجيات لم يتم تحديدها بعد أو لم تتم الاستجابة لها. وركزت الرسالة الملكية على دور التربية والتعليم في تكوين روح المبادرة، إذ أن التربية تعتبر عنصرا أساسيا لابد منه في المسار الذي ينقل الإنسان إلى مرحلة تنمية روح النقد، وإرادة التطور الذاتي، ليتمكن في الوقت المناسب من إدراك واغتنام الفرص الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية المتاحة. وطالبت الرسالة الملكية بضرورة تمكين الأجيال المقبلة من منظومة تربوية، تتجاوز عملية التراكم ونقل المعارف، من أجل الانتقال إلى تشجيع روح الإبداع والابتكار والتفاعل. وأشارت الرسالة الملكية إلى أنه في وقت قد تستغل فيه وسائل الاتصال الحديثة لخدمة قضايا مقيتة مثل التطرف الديني أو الترويج لإيديولوجيات منحرفة، أصبح من اللازم توجيه وتطوير هذه الوسائل لتعزيز التنافس الإيجابي، والمبادرة المواطنة، من خلال تعاون أوثق مع المجتمع المدني. وأوضحت الرسالة أن أي أمة أو ثقافة أو مجموعة بشرية، بإمكانها أن تستمد من مقوماتها الذاتية ما يحفزها على استشراف المستقبل بالثقة اللازمة للقيام بأي مبادرة. وأكدت الرسالة أن الإسلام، بما يحمله من تصور متفائل تجاه قضايا الوجود، يجسد هذه القيم الكونية في أسمى معانيها، فالدين الإسلامي، تؤكد الرسالة، لا ينبذ الربح، بل إنه يشجع روح المبادرة، ويحفز على التنمية الذاتية، وعلى الارتقاء القائم على الاستحقاق. وأكدت الرسالة على أن الثروة الجماعية تستمد جوهرها من تبادل الخبرات والممارسات الجيدة، وتقاسم آليات ووسائل التمويل وإعداد المشاريع، فالمعرفة هي الثروة الوحيدة التي ترتفع قيمتها عندما يتم تقاسمها مع الغير.من جهته، ركز جوزيف بايدن في كلمته على أهمية التربية والتكوين في التغيير النوعي للمجتمعات، لكن قبل ذلك، أشار إلى عمق العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب. وأكد في هذا الصدد أن «ما لا يفهمه الكثير من الناس أن المغرب له مكانة خاصة في قلوب الأمريكيين»، موضحا أن المغرب كان أول بلد يعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، وعبر عن امتنان الأمريكيين بهذا الاعتبار.في سياق آخر، قال نائب الرئيس الأمريكي، إن البلدان التي لم تطور أنظمة التربية والتكوين لا يمكنها أن تنجح في مسارها التنموي، مضيفا أن الثروات ليست تلك التي توجد على الأرض، بل هي الكامنة في عقولنا، التي يتعين استكشافها واستغلالها على الوجه الأمثل. وأكد أن هناك العديد من المواهب في البلدان الناشئة أو التي تطمح إلى ذلك، لكن هذه الطاقات تجد صعوبات لتحقيق أحلامها ومشاريعها. واعتبر أن الريادة لا تتحقق، فقط، برسم السياسات الاقتصادية والمشاريع، بل يتعين على أصحاب القرار توفير المناخ الملائم للأعمال. واستعرض بايدن العديد من المشاريع الأمريكية في العالم، التي تروم تشجيع المبادرة الخاصة وتشجيع المقاولات النسائية والشبابية.عبد الواحد كنفاوي(موفد الصباح إلى مراكش)

الملك يطالب بمنظومة تربوية تشجع على الابتكار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المعارضة تقود بوانو إلى المحاكم

رفض وضع العدادات بشوارع البيضاء قبل إيجاد حلول للحراس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات