نزاع الصحراء ساحة حرب مؤجلة

الحرب الدبلوماسية بين الرباط والجزائر، لم تتوقف على مدار التاريخ. فهي إن كلفت المغرب أموالا من أجل الدفاع عن مغربية الصحراء، وإعادة إعمارها، فإنها كلفت أيضا الجزائر موارد مالية كبيرة في قضية تعاكس فيها المغرب، وتستعملها ورقة للضغط من أجل حيازة الريادة في المنطقة. بالمقابل، سعت الجزائر إلى تطويق النفوذ المغربي في إفريقيا، بواسطة استقطاب الدول الأنغلوفونية داخل القارة، وشكلت حلفا قويا يضم بلدانا، منها أنغولا ونيجيريا وجنوب إفريقيا، وهو محور يعادي الحقوق المغربية على الصحراء. بالمقابل فتح الملك، بلدان غرب إفريقيا، واستطاع أن يحصل على دعم وتأييد حلف إفريقي أكثر مصداقية لأن أنظمة هذه البلدان تقوم على الديمقراطية الانتخابات الحرة، وليس نتيجة انقلابات كما هي عادة التداول على السلطة في إفريقيا.خارج السياق الإفريقي، سعت الجزائر إلى استعمال نفوذها السياسي السابق، باعتبارها بلدا ينتمي إلى المعسكر الشرقي، من أجل استمالة مواقف بلدان في أمريكا اللاتينية، وقد نجحت في ذلك ، في الدول التي تشبه نظامها العسكري، مثل فينزويلا وكوريا الشمالية وكوبا، وهي كلها بلدان تعرف نظام حكم استبدادي، أسس له قادة وعسكريون عن طريق الانقلابات أو من خلال انتخابات مطعون في شرعيتها.في الجانب العربي، وبعد انهيار نظام القذافي، وقع تحول دبلوماسي كبير لصالح المغرب، في نزاعه مع الجزائر، فمعظم البلدان التي وقعت بها ثورات تعترف للمغرب بتأييده ودعمه لثوراتها، باستثناء مصر التي تصدر عنها مواقف مترددة ومتناقضة بشأن قضية الصحراء، بسبب التقارب مع الجزائر التي لم تعترف بشرعية ما يجري في مصر إلا بعد توضح الرؤية.مواقف المعسكر الغربي بدوره بين مد وجزر. فالولايات المتحدة تعلن علانية دعمها لمقترح الحكم الذاتي، في صراع الرباط مع الجزائر، لكنها تسعى بالمقابل إلى الاحتفاظ بعلاقات توازن مع الطرفين، بسبب قوة الغاز الجزائري الذي توظفه الجارة الشرقية في شراء مواقف بلدان لصالح بوليساريو أو تحييدها عن دعم الرباط. بالمقابل، أبانت إسبانيا، بصفتها القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء المغربية، عن نضج سياسي كبير في التعاطي مع مقترح توسيع صلاحيات بعثة المينورسو في الصحراء، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، مدريد كانت من الدول الأولى التي أعلنت رفضها للقرار، باعتباره لا يندرج ضمن مهام البعثة الأممية. من جهتها تسعى فرنسا، إلى إقامة علاقات متوازنة في صراع الرباط والجزائر، غير أن الإفراط في البحث عن تحقيق ذلك، أفقد العلاقات المغربية الفرنسية توازنها، وتسبب في أزمات دبلوماسية مرت بها باريس والرباط، تغذيها الجزائر، التي ما فتئت تبحث عن استعادة فرنسا من المغرب، بعد التقارب الكبير في المواقف السياسية والدبلوماسية إبان فترة ساركوزي.إ . ح

نزاع الصحراء ساحة حرب مؤجلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب يخصص 40 مليار درهم للجيش ولتسلح متنوع

وثائق سرية ترصد 40 سنة من الحرب الدبلوماسية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات