إلكترونيات آسيوية… لغز الأسعار

هواتف وأجهزة "كومبيوتر" وشاشات تلفاز تغزو الأسواق وإقبال منقطع النظير وتسويق مبتكر غزت أجهزة إلكترونية جديدة الأسواق المغربية، عبارة عن هواتف ذكية وأجهزة تلفزيون وكومبيوتر وألواح إلكترونية، وأقبل عليها المستهلكون خاصة في أسواق البيضاء، بشكل كبير، بالنظر إلى أسعارها المنخفضة جدا، مقارنة بالمزايا المتعددة التي تتوفر فيها، غير أنه لا يمكن الحكم على جودتها بسبب جدتها في الأسواق. في وقت رفعت فيه الحكومة الرسوم الجمركية على الأجهزة الإلكترونية، اعتقد البعض أن أسعارها ستصل إلى مستويات قياسية، غير أن العكس هو الذي وقع، إذ أن بعض التجار يعرضونها بأسعار رخيصة جدا في بعض الأحيان، كما هو الأمر في منطقة جوهرة بسيدي مومن بالبيضاء. أسعار خيالية ألف المغاربة أن أسعار الهواتف الجديدة وغير المستعملة، التي تصنعها الماركات التقليدية، غالبا ما تتراوح ما بين 4 آلاف درهم و15 ألفا، بغض النظر عن بعض الاستثناءات التي يمكن أن تقل أو تزيد عن هذا الهامش، لكن الغريب هو أن هذه الهواتف التي يعرضها تجار البيضاء لا تفوق 1500 درهم، وثمن بعضها 900 درهم أو ألفا، وهو ما يطرح أكثر من سؤال. رغم المخاوف والأسئلة الكثيرة، التي تؤرق المستهلكين الذين يرغبون في اقتناء هذه الأجهزة، إلا أن أسعارها المغرية تجعلهم لا يفوتون فرصة الشراء، خاصة أن الشكل والمزايا مميزة، ولا يمكن للشخص أن يجد عرضا مشابها. وعاينت "الصباح" هذا الإقبال الكبير على هذه الأجهزة، خاصة بأحد الأسواق بسيدي مومن، إذ أن البائع يرفض حتى الحديث مع الزبائن حول المنتوج، أو فتح علبة الهاتف لتجريبه، لأن لا وقت لديه، وهناك من هم مستعدون للشراء دون تجريبه، خاصة أن البائع متيقن من جودة منتوجه، ومن أنه سيبيعه، ولا داعي لإضاعة الوقت مع شخص متردد. وتعود هذه الهواتف إلى علامات تجارية من دول من جنوب شرق آسيا، وتكون أسماؤها قريبة من الشركات التقليدية الكبرى. وبالنسبة إلى المنتوج فإنه يشبه إلى حد كبير هواتف الشركات الكبرى، إذ أن بعض المنتوجات يتوفر على ثلاث كاميرات، وشاشات كبيرة، ومعالج و"رام" عالية الجودة، ناهيك عن تخزين يصل أحيانا إلى أزيد من 254 "جيغا"، أي أنها تتوفر على المزايا نفسها، التي توجد في الهواتف التي يفوق سعرها 10 آلاف درهم و12 ألفا. شكوك واتهامات بالنظر إلى أن أسعار الأجهزة الإلكترونية المعروضة مغرية ويصعب تصديقها، فإن الكثير من التجار والمهتمين أثاروا الشكوك، وكالوا الاتهامات للتجار الذين يعرضون تلك السلع، خاصة أن بعضهم يعرض أجهزة كومبيوتر لماركات معروفة بأسعار لا تتجاوز 2400 درهم، ما زاد من غموض هذه التجارة. وإذا كانت الهواتف تابعة لماركات وشركات جديدة، فإن الأمر يكون مقبولا نوعا ما، لكن الغريب هو عرض أجهزة تابعة لشركات معروفة، بهوامش فرق شاسعة في الأسعار، هو ما يزيد من الشكوك. ويتهم بعض التجار زملاءهم الذين يتاجرون في أجهزة الكومبيوتر والتلفزيون، بأسعار غير مسبوقة في المغرب، مقارنة بتلك التي تعرض بها في المحلات التجارية الكبرى، بأن تلك الأسعار غير واقعية، وأن أصحابها يستغلون مواقع التواصل الاجتماعي فقط للترويج لمحلاتهم، لكن "الصباح" تأكدت من الأسعار ، وعاينت أشخاصا يشترون بالأسعار التي أعلن عنها في مواقع التواصل الاجتماعي. وطرحت "الصباح" السؤال على بعض الأشخاص الذين اقتنوا تلك الأجهزة قبل أسابيع من الآن، وأكد بعضهم أنها جيدة وتشتغل بشكل عاد ولم يواجهوا أي مشكل، سواء تعلق الأمر بالهواتف الذكية أو أجهزة التلفزيون. تسويق مبتكر يعتمد تجار هذه الأجهزة الإلكترونية منخفضة الثمن، على أساليب تسويق مبتكرة، وهي طريقة اعتمدت في الأشهر الأخيرة، أبطالها تجار يعرضون سلعهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولوا إلى وجهة تسويقية وإشهارية، بسبب الأسعار التي لا يصدقها عقل، التي يعرضون بها سلعهم، ما يمنحهم شهرة سريعة. ونقل هؤلاء التجار إلى مواقع التواصل تقنية قديمة يعتمدها التجار التقليديون في الأسواق، والمتمثلة في "المعاطية" بين التجار لجلب المستهلكين، إذ يوفرون جوا من الفرجة والمرح، يجعل الناس يتحلقون حولهم، ما يمنحهم مصداقية. ويدخل هؤلاء التجار في معارك من تبادل الاتهامات، وكشف الأسرار، كأنها أفلام درامية، تجعل المستهلكين يتابعون أخبارهم وردودهم واتهاماتهم لبعضهم البعض وتوضيحاتهم، الأمر الذي منحهم جمهورا كبيرا من المستهلكين، لكن المثير هو أنه عندما يحل الزبائن بالمحل يجدون أشخاصا آخرين، هم من يتمون عملية البيع، لتفادي المعجبين بتلك الشخصيات الإشهارية، والتأثير على السير العام لعملية البيع. عصام الناصيري

إلكترونيات آسيوية… لغز الأسعار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مكاتيب" على "الأولى"

مختل يذبح فلاحا بتاونات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات