ودرا: المحاماة تاج على رأسي

الرئيس السابق لجمعية هيآت المحامين بالمغرب ثابر ليحفر اسمه في مهنة النبلاء عمر ودرا الإنسان، لا يختلف كثيرا عن المحامي والنقيب ورئيس جمعية هيآت المحامين والسياسي، فالبساطة في التعامل والرقي في الحديث خطان متوازيان يطوقان تعاملاته مع الجميع. يحكي رئيس جمعية هيآت المحامين السابق، أن بينه وبين المحاماة عشق لا يوصف وليس وليد دخوله المهنة، إنما يمتد لسنوات يقول «بعد حصولي على شهادة البكلوريا أواخر سبعينات القرن الماضي، قررت التوجه إلى كلية العلوم القانونية والاقتصادية، وبدأت متابعة الدراسة الجامعية في العاصمة الرباط، بناء على اختياري، وبعدها عدت إلى البيضاء، وبعد دراستي الجامعية، طلبت الإعفاء من الخدمة المدنية والعسكرية، وقررت ولوج مهنة المحاماة، رغم معارضة بعض أفراد الأسرة، إلا أنني قررت أن أكون محاميا، وذلك ما كان». "رغم أن أول مرافعة في حياتي المهنية لم تكن تختلف عن القضايا التي تروج بشكل يومي في المحاكم، إلا أن الوقت الذي تطلبته مني لإعدادها والبحث المضني في النصوص والاجتهادات القانونية، رغم قصر المدة بين الإعداد والمرافعة، رسخا لدي قاعدة مهمة في حياتي المهنية مفادها أن جميع القضايا مهما كبر أو صغر شأنها تظل مهمة بالنسبة إلى أي محام يحب مهنته وأنا لا أحب مهنة المحاماة فقط بل أعشقها". يقول النقيب ودرا ل"الصباح" "لقد اخترت عن سبق إصرار وترصد مهنة المحاماة ولم لم أبحث عن أخرى من المهن المتاحة حينها، والحمد لله أنني لم أندم على هذا الاختيار الذي لم يكن محبذا لدى البعض، إذ كانوا يفضلون ولوجي مهنة بالوظيفة العمومية". الحياة المهنية للرئيس السابق لجمعية هيآت المحامين تنبني على قاعدة ومنهاج في العمل اللذين لم يتخل عنهما منذ البداية، "في التوجه إلى مكتبي قبل صلاة الفجر، وما أزال على ذلك إلى حدود اليوم. في هذه الفترة، حيث أصلي الفجر بمسجد مجاور للمكتب، أشرع في تهييء الملفات، وأطالع ما يمكن مطالعته، وقبل وصول المحامين إلى المكتب، أكون قد أعددت كل الملفات وخارطة العمل الخاصة باليوم، ويجد كل واحد منهم الملف الذي سيتكلف به". الحديث مع الرئيس السابق لجمعية هيآت المحامين لا يمكن ألا يتضمن نوستالجيا عن قرابة 35 سنة من المهنة، التي كانت حافلة بالنضال المهني، إذ شارك بعد ستة أشهر من التحاقه في انتخابات مكتب شباب المحاماة، وبقي تسع سنوات بالمكتب، يقول النقيب "الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، فقد كنت من مؤسسي المنظمة العربية للمحامين الشباب، التي منحت أطرا كبيرة مثل عبد الحفيظ غوغة، نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وشوقي طبيب، رئيس مؤسسة دستورية في تونس، وعبد اللطيف وهبي، وزير العدل، ثم مصطفى ياغا بالأردن"، "هذه الحيوية والحركية واللقاءات التي كنا ننظمها جعلتني سنة 1999 أقرر الترشح لعضوية هيأة المحامين بالبيضاء، وانتخبت عضوا من 2000 إلى 2002، وهي الفترة نفسها التي أسندت إلي فيها مهمة مدير ندوة التمرين والتي تميزت بتجاوب قل نظيره بين مدير ومحامين متمرنين، لتستمر عضويتي بالمجلس خلال 2003 إلى 2006، ومن 2009 إلى 2011، لتتوج بانتخابي نقيبا للهيأة ومن بعدها رئيسا لجمعية هيآت المحامين بالمغرب، في 2018. غذاء للروح المهنة بالنسبة لودرا ليست مجرد موردا للعيش، وإنما غذاء للروح، لكنه يتأسف لما يصيبها بين الفينة والأخرى من هزات، قد يكون لها انعكاس على المدى البعيد، فرسالة المحاماة تنبع من جسامة الأمانة التي تتحملها إسهاما في إقامة العدل، وصيانة الحقوق، وضمان مبدأ سيادة القانون، في إطار المبادئ الكونية للعدالة، والتي تعكس مسارا طويلا من العمل الدؤوب والمتواصل، حتى استطاعت مهنة المحاماة أن تتبوأ المكانة التي تستحقها، وهي المكانة التي يجب على كل من ولجها الحفاظ عليها، بعيدا عن أي حسابات ضيقة. كريمة مصلي

ودرا: المحاماة تاج على رأسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طريق الموت بخنيفرة

آش خاصك تدير؟ : إسقاط المفقود من الحالة المدنية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات