التعليم الأولي التقليدي وإنتاج الـ “داعشيين”

«التعليم الأولي يُمكن التلميذ من اكتساب مهارات قبل ولوجه المدرسة الابتدائية، والنجاح فيها»، «التعليم التقليدي يمكن أن يكون فضاء خصبا لترويج أفكار تطرفية»، «مشاكل كثيرة تعيق تطور التعليم الأولي»...، هذه بعض النقط التي أجمع عليها، المشاركون في الملتقى الدولي حول التعليم، المنظم تحت شعار «التعليم الأولي: أساس النجاح». ومن خلال التصريحات التي استقتها «الصباح» من خبراء شاركوا في الملتقى، يتضح جليا أن إنقاذ التعليم الأولي من الأزمات التي يتخبط فيها، يحتاج إلى توحيد الجهود، وانخراط كل الفاعلين في القطاع. طرح المشاركون في الملتقى الدولي حول التعليم، المنظم تحت شعار «التعليم الأولي: أساس النجاح»، المشاكل التي يعانيها التعليم الأولي بالمغرب، مشددين على ضرورة تأهيله وتطويره. وكشف جمال بلحرش رئيس مؤسسة «زاكورة» للتربية، أن الملتقى الدولي حول التربية، يهدف إلى الخروج بتوصيات من أجل تطوير وتأهيل التعليم الأولي، مؤكدا أنه بعد سنوات من وضع الميثاق الوطني للتربية والتكوين من أجل تعميم التعليم الأولي وتجديد الفضاء الرئيسي لنظام التعليم الوطني، «لم نلمس أي تطور، علما أن التعليم الأولي له دور كبير وفعال، يتجلى أساسا في تنمية شخصية الطفل وقدراته الإدراكية، وتلقين القيم المدنية الأساسية والحد من الفشل الدراسي، كما يعد أداة لانتشار التعليم الأساسي مع التساوي في الفرص». تطوير شخصية الطفل أوضح لحرش أنه بعد 10 سنوات من الانتظار لم «نسجل أن الوزارة تعتمد إستراتيجية وطنية لتأهيل التعليم الأولي»، مشيرا إلى أن مسؤولية المشاكل التي يتخبط فيها التعليم الأولي، لا يمكن أن نضعها، فقط على عاتق وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، بل كل المتدخلين في القطاع لهم دور كبير في الأمر». وتابع لحرش حديثه أن الأطفال المغاربة الذين يدخلون السنة الأولى من التعليم الابتدائي، ينطلقون في مسيرتهم الدراسية انطلاقة متفاوتة، إذ أن أولئك الذين سبق لهم أن استفادوا من تربية ما قبل مدرسية ذات جودة، يتوفرون على فرص كبيرة للنجاح في المدرسة وفي الحياة الاجتماعية، «دون أن ننسى أن التعليم الأولي الذي يلج إليه العديد من التلاميذ، يمكن أن يشكل خطرا، باعتبار أنه من الصعب مراقبة ما يحدث داخل «المسيد»، ولا طبيعة الأفكار التي تروج فيه، وبالتالي يمكن القول إن التعليم الأولي التقليدي قد ينتج «داعشيين» متطرفين».مجهودات الوزارة ضعيفةمن جانبه، اعتبر يوسف بلقاسمي، الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، أن الأخيرة تتحمل المسؤولية البيداغوجية والتقنية في ما يتعلق بالتعليم الأولي، في الوقت الذي نجد أن العديد من المتدخلين في هذا المجال، لهم دور فعال للنهوض بالقطاع، بعد أن فتح الميثاق الوطني للتربية والتكوين، المجال أمامهم. وأكد بلقاسمي أنه رغم المجهودات المبذولة من قبل وزارة التربية الوطنية والمتدخلين في القطاع، فالنتائج المتعلقة بتأهيل القطاع غير مرضية، ودون المستوى المطلوب، إذ أن نسبة المتمدرسين في التعليم الأولي، تبقى ضعيفة جدا، إذ لا تتجاوز 34 في المائة، بالإضافة إلى تسجيل تجاوزات مهمة بين الوسط الحضري والقروي، وأيضا بين الذكور والإناث. وفي سياق متصل، وفي إطار دور وزارة التربية الوطنية التقني في ما يتعلق بالتعليم الأولي، على حد المسؤول، فإنها تعير اهتماما كبيرا للموضوع، ومن أجل ذلك، «أطلقت عملية التشخيص بمساهمة اليونيسيف، وهي اليوم بصدد وضع إستراتيجية وطنية من أجل الارتقاء بمنظومة التعليم الأولي». وفي ما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، من أجل النهوض بالتعليم الأولي، نجد أن البرنامج الاستعجالي، خصص مشروعا كاملا لهذا الصنف من التعليم، كما تم إدماج حوالي 3600 قسم في المؤسسات التعليمية لاستقبال الأطفال أقل من السن القانوني للتمدرس. كما أن الوزارة، حسب تأكيد بلقاسمي، بصدد الاشتغال على إطار موحد متعلق بالمناهج الموجهة للتعليم الأولي، «دون أن ننسى أن الوزارة سهرت على تكوين المربيات في إطار الارتقاء بأدائهن»، مؤكدا أن التعليم الأولي يواجه العديد من الصعوبات تحول دون استفادة أكبر عدد من الأطفال منه، سيما أطفال العالم القروي، موضحا أن «تشتت السكان في مختلف الدواوير، وبعد المسافة بين كل دوار، من بين تلك المشاكل، كما أن توفير الأطر التربوية التي ستتكلف بمهمة الإشراف على الأطفال، من أسباب عدم تطوير هذا الصنف من التعليم». ولم يخف المتحدث ذاته أن الملتقى الدولي حول التربية، والمنظم تحت شعار «التعليم الأولي: أساس النجاح»، له ضرورة كبيرة باعتبار أنه فتح المجال لمناقشة الموضوع من كل جوانبه، وأيضا لتبادل التجارب في ما يتعلق بالتعليم الأولي، والذي له خصوصية متميزة.صعوبات تعيق التأهيل وفي هذا الصدد، اعتبرت رحمة بورقية: مديرة الهيأة الوطنية للتقييم بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن التعليم الأولي له أهمية كبيرة، و»من خلال الملتقى يمكن إيجاد حلول للخروج من الأزمة التي يتخبط فيها التعليم الأولي». وأوضحت بورقية أن هناك بعض الصعوبات تعيق تطور التعليم الأولي، فمن خلال تقييم حصيلة هذا النوع من التعليم، نجد أنه تحت أيدي الكثير من المتدخلين، أي من قبل وزارة التربية الوطنية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وجمعيات المجتمع المدني...، الأمر الذي يجعله قطاعا غير مهيكل، إن صح التعبير». وأضافت المتحدثة ذاتها أن التعليم الأولي بالمغرب لا يقدم نموذجا إيجابيا سواء من حيث التنظيم أو الجانب البيداغوجي، أو من حيث الشروط، التي يجب أن تتوفر في المربي أو المربية، مسترسلة «لابد من العمل على إيجاد طرق وحلول». وأشارت بورقيبة إلى أن التعليم الأولي، في تطور، و»لابد أن لا ننكر الأمر، إلا إن هذا التطور بطيء جدا، ودون انتظاراتنا وتصوراتنا. كما أن هذا التطور لم يمس الجودة التي يقدمها، مع بعض الاستثناءات التي تهم جمعيات تعد على أطراف الأصابع». إنجاز: إيمان رضيف

التعليم الأولي التقليدي وإنتاج الـ “داعشيين”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البشرة السمراء أقل عرضة للتجاعيد

مدير البنك الدولي يدعو إلى استفادة الفقراء من النمو

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات