في عز موسم الزيتون واستخراج الزيت، ترتكب معاصر الزيتون خروقات بيئية خطيرة، متمثلة في التخلص من تلك المادة الملوثة في الأحواض المائية، وهو ما ينسف جهود السلطات العمومية في إزالة التلوث من الأحواض المائية، خاصة مع تقدم مشروع الربط بين الأحواض. وفي هذا السياق قالت فعاليات المجتمع المدني بمرنيسة وحوض ورغة العليا، إقليم تاونات، إنها تتابع باستياء كبير وقلق شديد الممارسات غير القانونية لإفراغ مادة المرجان من قبل بعض أرباب معاصر الزيتون بأنهار أحواض إقليم تاونات، دون أي اعتبار لقوة القوانين والسلطة العمومية وأصوات المجتمع المدني والنشطاء الحقوقيين، التي تدق ناقوس الخطر للحد من هذه الظاهرة الخطيرة. وأبرزت فدرالية آفاق، وهي تنظيم مدني يضم أزيد من 10 جمعيات فاعلة بالمنطقة، أن الظاهرة تتكرر مع كل موسم زيتون منذ عقود، مؤكدة أن العديد من الفعاليات المهتمة بالبيئة بإقليم تاونات، رصدت قيام بعض معاصر الزيتون بإلقاء نفايات عملية العصر، مع كل موسم زيتون في المجال البيئي المجاور لها، أو بمجاري الوديان والجداول، ما يتسبب في مشاكل بيئية لا حصر لها من تهديد الأمن المائي الإستراتيجي للمملكة المغربية، ونفوق النسيج الإحيائي بالوديان والأحواض، وخطر المياه الملوثة على جودة الأتربة والزراعة والأنشطة الفلاحية بمختلف أنواعها. ودعت الفدرالية ذاتها المصالح المختصة بالسلطات الإقليمية والعمومية بإقليم تاونات وجهة فاس مكناس، إلى فتح تحقيق بخصوص الخروقات الخطيرة لبعض معاصر الزيتون، مع تسريع تفعيل مقتضيات القوانين المنظمة لترشيد استغلال الثروة المائية، باعتبارها عنصرا من العناصر الحيوية، بل قيمة من القيم التي يسعى المشرع إلى حمايتها والحفاظ عليها لأهميتها. عصام الناصيري