“الكونكبيناج”…الوجه الآخر لاستغلال الفتيات جنسيا

ليس زواجا عرفيا، ولا هو أيضا علاقة عاطفية يحلم طرفاها بتتويجها بزواج وتكوين أسرة، بل يتعلق الأمر باتفاق بين عشيقين لاقتسام السكن والمتعة الجسدية، هذا هو "الكونكيبناج"، كما تشرحه شابة مرت بالتجربة، واقتنعت في نهايتها أنها تجربة لا تليق ببلد تتقاسم فيها الشرائح الاجتماعية العقلية الذكورية، "تسجلت بمعهد عالي هنا في البيضاء، وكنت أتقاسم السكن مع بعض الطالبات، إلا أنه بعد تعرفي على شاب تعلقنا عاطفيا ببعضنا، وكان يقطن بحي بلفدير بالبيضاء، فأقنعني باللانتقال للعيش معه". لم تكن الطالبة، التي تخرجت قبل سنتين، مقتنعة بفكرة "الكونكيبناج"، وبدت دخيلة على أفكارها، "أؤمن بالزواج، لكن لم يسبق أن عرفت عن "الكونكبيناج"، لكن رفيقي درس سنوات في الخارج قبل تخرجه وعمله في البيضاء، وأقنعني بالفكرة، إلا أنه بعد شهور عشناها تحت سقف واحد، اكتشفت أن ما ادعاه من عقلية منفتحة، وحرية المرأة في جسدها، كان مجرد واجهة لحداثة مزيفة، لأنه بدا أن فكرته عن الفتاة التي تقبل إقامة علاقة جنسية مع شاب تحبه، والعيش معه، هي الفكرة التي يحملها غالبية المغاربة، إذ ينظرون إليها على أنها عاهرة".خرجت الشابة من التجربة خائبة، رغم أنها دفعت إليها دفعا، "أميل إلى ممارسة حرياتي الفردية، لكن لم أكن أجرؤ على ذلك، وحين تعرفت عليه، دفعني إلى الاقتناع بممارسة الجنس الرضائي والعيش تحت سقف واحد، إلا أنه في زلة لسان ظهرت شخصيته الحقيقية، وكان يعتبرني مجرد جسد يستغله، بل إنه مرت من بيته ثلاث فتيات أخريات، إحداهن أجهضت". عاشت مريم "الكونكبيناج" إلا أن التجربة انتهت بخطبة، استمرت سنة، "بعد توطد علاقتنا الغرامية، اتفقنا على العيش معا، ولم نخطط للزواج، خاصة أن دراستي في البيضاء جاءت فقط محطة، لأني اعتقدت أن مستقبلي سيكون في ألمانيا، وما جئت للبيضاء إلا لدراسة اللغة". بعد بضعة أشهر من علاقة مريم بعشيقها ارتبطا عاطفيا ببعضهما البعض أكثر، "وذات مرة أخبرني أنه يريدني للزواج وأنه موافق على سفري للدراسة في ألمانيا، لكن فكرة الزواج قد تثير خوفي جدا، خاصة في المغرب حيث يصبح الزواج بمثابة عقد ملكية". بعد تردد لم يدم طويلا، قبلت مريم الزواج من الرجل الذي أحبته، إلا أنها اشترطت أن يرتبطا بخطبة أولية، قبل عقد القران، "كانت والدتي على علم بعلاقتي به، بل إن جيرانه اعتقدوا أننا زوجان، لأننا ندخل ونخرج من البيت معا، وكان يقدمني إليهم على أنني زوجته". قبل موعد السفر بحوالي شهر، تقول مريم، طالبها خطيبها بإعادة النظر في مشروع الدراسة في الخارج، لكنها رفضت، وقررت فسخ خطوبتهما. سفر مريم إلى الخارج غدى فكرتها عن "الكونكبيناج"، التي تعتبرها حقا مشروعا لمن يريد ممارسته، "لكن حين كنت أقيم مع صديقي في المغرب، كنا ندعي أننا متزوجان، ولو علمت السلطات لكنا اعتقلنا، لكن ما أبعد عنا الشكوك زيارة والدتي لي في البيت، كما أن الإقامة في إقامات فاخرة تضع سكانها بعيدا عن أعين السلطات". بالنسبة إلى محمد، مستخدم في شركة للاتصالات، فإن الكونكبيناج، مجرد حيلة لاستغلال الفتيات جنسيا، خاصة اللواتي يقمن بعيدا عن أهاليهن، "أعرف صديقا كان يقيم كل ثلاثة أو أربعة أشهر مع فتاة جديدة، يقنعها بسهولة بالفكرة، وكان يعاشرهن معاشرة الأزواج". أما حميد، وهو أستاذ في مدرسة خاصة، فلم ينج من العاقبة بسهولة، "أقامت معي فتاة لبضعة أشهر، وهي من أقنعني بفكرة "الكونكبيناج"، لكنها استغلت فترة غيابي عن البيت، لتتعرف على جيراني وتدعي أنها زوجتي، وطالبتني بتوثيق الزواج أو مقاضاتي بمبرر أننا تزوجنا عرفيا، فاضطررت إلى ذلك كي لا أخسر عملي، لكن العلاقة الزوجية لم تستمر طويلا". عاش اسماعيل تجربة العلاقات الجنسية الرضائية بين بالغين تحت سقف "الكونكبيناج"، إلا أن علاقته برفقيته لم تدم طويلا، بسبب تهديد الجيران بإبلاغ السلطات، "كادت الأمور تنفلت من بين يدينا، بعد أن توصل "سانديك" العمارة إلى معلومات عن نوع علاقتنا، خاصة أن أصدقاءنا كانوا يزوروننا بشكل يومي في البيت الذي لم يكن يعطي الانطباع على أنه بيت زوجية، لكن إذا عدل القانون الذي يجرم هذا النوع من العلاقات الرضائية بين البالغين فلن أتردد في تكرار التجربة". ض. ز

“الكونكبيناج”…الوجه الآخر لاستغلال الفتيات جنسيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجيش في خدمة أمن القرب

علاقات جنسية شبابية في الهواء الطلق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات