عودة قوية في أغلب الشوارع بمبرر «قلة الشي» وغياب البديل رغم كل الحملات التي قامت بها السلطات، أخيرا، واصل "الفراشة" زحفهم على الملك العمومي في عين السبع بالبيضاء والمناطق المجاورة، واستغلت شوارع وأزقة وأرصفة، في الفترة الأخيرة. وعاينت "الصباح" حملة كبيرة للسلطات في الفترة الأخيرة، أنهت وجود بعض أصحاب "الفراشة" و"الكرارص" في الشارع العام والأزقة في عين السبع والمناطق المجاورة، لكنها سرعان ما عادت بقوة، بمبرر "قلة الشي"، ومدفوعين بارتفاع الطلب. "قلة الشي" سجلت ظاهرة "الفراشة" عودة قوية لاحتلال الملك العمومي، بعد أيام قليلة من الحملة التي قامت بها السلطات بعين السبع وبعض المناطق المجاورة، بمبرر "قلة الشي" و"ضعف المدخول"، إذ اعتبر هؤلاء "الفراشة" أن من حقهم استغلال الملك العمومي والطرقات والشوارع، إلى حين "إيجاد بديل". وعاينت "الصباح" في مناطق مختلفة في عين السبع وبعض المناطق المجاورة، عودة لـ"الكرارص" بقوة، والباعة الجائلين، و"الفراشة" بشتى أنواعها، إلى أماكنهم التي كانوا فيها سابقا، لكنهم هذه المرة أكثر حرصا واستعدادا لأي حضور مفاجئ لرجال السلطة. وبدا في بعض الأسواق في المنطقة، أن الباعة شكلوا حلفا بينهم، لتنبيه بعضهم بعضا إذا ظهرت "صطافيط" القوات المساعدة أو رجال السلطة. لعبة القط والفأر من أجل حماية أنفسهم وتركيزهم على البيع والشراء، وضع هؤلاء "الفراشة" بعض من أسموهم "البركاكة" في بداية الشوارع والأزقة التي تعرف احتلالا للملك العمومي. ويكون هدف هؤلاء مراقبة سيارات رجال السلطة والأمن والقوات المساعدة، لتنبيه الباعة قبل وصولهم، ليغادروا المكان بسرعة، خوفا على ما يعرضونه للبيع. ويتفنن بعض القاصرين، الذين يشتغلون أيضا "بركاكة"، مقابل دريهمات، في استفزاز الباعة وإطلاق تحذيرات وهمية، ما يحدث في بعض الأحيان ملاسنات وعراكا بين بعضهم بعضا، ويطلق العنان للكلام النابي، وهو الأمر الذي اشتكى منه سكان هذه الأحياء المتضررة. "بغينا بديل" دخلت "الصباح" في حديث مع بعض الباعة، لمعرفة أسباب رفضهم تحرير الملك العمومي، إذ تبين أن أغلبهم يتحدث عن "بديل". ويطلق بعضهم بعض الصرخات على غرار "فين بغاونا نمشيو ؟" أو "شنو بغاونا نديرو ؟ أو "فين هو البديل؟". ولفهم هذا البديل المنتظر، حاولنا استفسار هؤلاء الباعة، الذين يشتكي أغلبهم من "قلة الخدمة"، أو "الصالير مابقاش كيعيش"، ومنهم من تحدث عن أنه يكتري منزلا ويعيل أسرة بـ"كروصة"، متسائلين عن مآل أسرهم وأطفالهم "إلا حيدو لينا هاذ الخدمة". واعتبر أغلب الباعة أن "طردهم ليس حلا نهائيا"، وأنهم سيعودون بعد كل حملة، لأن لا سبيل لهم دون "الكرارص" و"احتلال الملك العمومي" لبيع سلعهم. العقيد درغام