مجرمون استفادوا من غياب الانسجام

من الملفات التي استأثرت باهتمام كبير من قبل الرأي العام المحلي بجهة الغرب اشراردة بني احسن، نجاح بارون مخدرات مشهور على صعيد الجهة في العيش بحرية وعدم سقوطه في قبضة العدالة، رغم تصنيفه بالمزود رقم واحد للبائعين بالتقسيط بالمخدرات بمدن الجهة، واستطاع العيش السنوات الماضية بمنطقة "أولاد امليك"بكل حرية، رغم أن اسمه يذكر باستمرار بمحاضر الضابطة القضائية المحالة على النيابة العامة بالقنيطرة والمدن المحيطة بها، باعتباره مزودا للموقوفين بالاتجار بالشيرا داخل أحياء عاصمة الغرب.البارون اختار غابة "أولاد مليك"ضواحي القنيطرة، للاستقرار فيها، وظل اسمه يتردد على لسان المروجين للممنوعات بالتقسيط، فكلما ذكر اسمه داخل مقر فرقة محاربة المخدرات بمصلحة الشرطة القضائية، وإلا أصدرت في حقه الأخيرة مسطرة بحث استنادية، وأشعرت النيابة العامة أن البحث جار عن المزود الرئيسي الملقب ب"المليكي"الذي يستقر بنفوذ الدرك الملكي.وفي غياب أي تنسيق بين الأمن الوطني والدرك الملكي في السنوات الماضية، للإيقاع بالظنين، اختارت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن القنيطرة، منتصف الشهر الجاري، وضع خطة انفرادية للإيقاع به، بسبب صمت مصالح الدرك، بعدما تبين من خلال الأبحاث التي بوشرت في ملفات الاتجار بالمخدرات أنه يعتبر العقل المدبر لعمليات الترويج للممنوعات على المروجين داخل المراكز الحضرية، واختارت مصلحة الشرطة القضائية الليل قصد مباغتة البارون في منطقة نائية تابعة لنفوذ الدرك الملكي.قطعت عناصر الشرطة خمسة كيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى الغابة التي يتحصن فيها البارون، إذ كان يجند ذوي السوابق القضائية في مراقبة تحركات دوريات الأمن الوطني والدرك الملكي، لكن اختيار عنصر الليل ساعد عناصر الشرطة في الإيقاع به في جنح الظلام وهو يحتسي الخمر مع شريكه.وبعد مواجهات عنيفة معه داخل الغابة جرى إحكام قبضة الشرطة عليه رغم مواجهته لمصالح الأمن بالقوة وأصيب فيها ضابط ومفتش شرطة بجروح خفيفة، كما أوقف شريكه وحجزت مصالح الأمن مخدرات وخمور ومبالغ مالية وهواتف محمولة، ونقل إلى مقر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالقنيطرة التي فتحت له محضر استماع في موضوع ما يزيد عن 200 مسطرة بحث صادرة في حقه من قبل مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي. والمثير في هذا الملف الذي عرض على أنظار النيابة العامة بابتدائية عاصمة الغرب، أن الموقوف رغم صدور ما يزيد عن 200 من مذكرات البحث الصادرة في حقه لم يتم إيقافه من قبل مصالح الدرك الملكي الخاضع لنفوذ ترابها، ما سهل عليه التنقل بحرية بين مجموعة من الدواوير التي كان يتسلم فيها المخدرات من وسطاء آخرين يتنقلون بين المدن الشمالية وعاصمة الغرب.وسنحت فرصة غياب التنسيق بين القيادة الجهوية للدرك الملكي وولاية أمن القنيطرة، السنوات الماضية للبارون من أن يقوم بتجنيد العشرات من المنحرفين في مراقبة تحركات دوريات الأمن الوطني والدرك الملكي في اتجاه الغابة التي كان يستقر فيها، مقابل حصول أعوانه على مبالغ مالية.وبات من المؤكد أن التنسيق بين مصالح الضابطة القضائية للدرك الملكي والأمن الوطني، أصبح ضرورة ملحة لمنع الفرص السانحة للمبحوث عنهم في التمتع بالحرية، رغم وجود قاسم مشترك وهاجس واحد في الحد من ظواهر الإجرام بشتى أنواعها.عبد الحليم لعريبي

مجرمون استفادوا من غياب الانسجام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف 9 مومسات بأوكار للدعارة بشواطئ تمارة

التباعد يحبط جهود مكافحة الجريمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات