احتفى بالقفطان بتصاميم مستوحاة من لوحات رسامين عالميين قدم مصمم الأزياء ماو لخضر أحدث تصاميمه للقفطان في عرض أزياء استثنائي أقيم، أخيرا بالبيضاء، ليعود بقوة إلى عالم الموضة بالمغرب، بعد غياب طويل. ومن العاصمة العلمية فاس، مسقط رأس المصمم، إلى العاصمة الاقتصادية، حملت دار أزياء "ماو لخضر" المؤسسة من قبل فرح الشرايبي وماو لخضر، سحر وأصالة القفطان المغربي بكل تجلياته. وعلى إيقاعات وترنيمات "الديدجي كوثر صادق"، والإدارة الفنية لوفاء فهمي، استمتع الحضور بتشكيلة شكلت عودة إلى أصالة القفطان التقليدي، بطريقة مختلفة وعصرية تحمل لمسة ماو لخضر الخاصة، إذ اعتمد تقنية التطريز القديم، و"السفيفة المخزنية" التي غابت في الفترة الأخيرة عن "بوديوم" أغلب عروض الأزياء، مبرزا فخامة أحزمة فاس المطرزة بخيوط الذهب الخالص أو ما يصطلح عليه بـ "طرز النطع». وحرص ماو على استخدام الأقمشة الراقية في عرضه الذي حمل عنوان "العودة" منتقيا أصناف البروكار المبهرة، وأثواب الحرير الناعمة، والمخمل الأنيق، متنقلا بين كافة الألوان الجذابة، من الأسود والرمادي، والزهري، والأصفر والأخضر وغيرها. ولا تأتي هذه المجموعة الأولى للقفطان من الإلهام الذي يستمده المصمم من التراث الغني لمسقط رأسه فاس فحسب، بل تستمد رونقها أيضا من الروائع التي وقعها بعض كبار أساتذة الفن الحديث والمعاصر، بداية بليوناردو دا فينشي وإدوارد مونك، مرورا بكليمت وبيكاسو، دون إغفال المبدعين المغاربة، من قبيل الشعيبية طلال، وبلكاهية، والغرباوي والشرقاوي، وكذا الرسام الراحل عباس الصلادي وغيرهم ومثلما يحرص ماو لخضر على الارتقاء بمهنته مصمما مبدعا يقدم آخر صيحات الموضة، بطريقة عصرية وحداثية، فإنه يتشبث بجذوره في التراث الأصيل، فيحمل هذا المزج الفني الطبيعي جمالية خاصة تبهر الجمهور. في كل قطعة من تصاميمه الاحتفالية، يمكن توقيعه، الذي يجمع بين الجرأة والأصالة مع الخطوط الثابتة للملابس التقليدية، بشكل ضمني. ويتميز المصمم بجرأة كبيرة في استخدام الأشكال الهندسية، وأحزمة القماش الواسعة المربوطة في الخلف، والمزج بين الألوان والأنماط، والقصات الحديثة، إلى جانب اهتمامه الكبير بالتطريز التقليدي المصنوع يدويا (خدمة لمعلم). إيمان رضيف