مزوار في نواكشوط لتطبيع علاقاتها مع الرباط

دشن وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، مرحلة جديدة من العلاقات المغربية الموريتانية، ووصل أمس (الأربعاء)، إلى العاصمة الموريتانية، في زيارة رسمية من شأنها أن تعيد الدفء إلى العلاقات بين الرباط ونواكشوط، بعد أن توترت في الشهور الأخيرة. وفتح الاستقبال الملكي الأخير لمبعوث الرئيس الموريتاني الطريق أمام الدبلوماسية المغربية، لتطبيع العلاقات بين الطرفين، وتجاوز وضعية الفتور التي خلقها التقارب الموريتاني الجزائري، وسعي الأخيرة إلى توريط نواكشوط في علاقات دبلوماسية صريحة مع جبهة بوليساريو، ضدا على موقف الحياد الذي تبنته الجارة الجنوبية منذ سنة 1984.ووفق مصادر مطلعة، فإن مزوار سيعقد لقاءات مع مسؤولين في الخارجية الموريتانية، من أجل بحث تصحيح وضع العلاقات بين الرباط ونواكشوط، وتطويق النفوذ الجزائري داخل الجارة الجنوبية للمملكة. وتسعى نواكشوط إلى موازنة علاقاتها بين الرباط والجزائر، بعد أن طوقها، في الفترة الأخيرة، النفوذ الجزائري المتزايد داخل موريتانيا، إذ بدأ يتغلغل داخل دائرة القرار السياسي لنواكشوط، وهو ما يثير مخاوف الرئيس الموريتاني، والطبقة السياسية عموما، خاصة تلك التي ظلت معروفة بمواقفها المقربة من الرباط.ووفق المصادر نفسها، فإن التقارب بين الرباط ونواكشوط، بدأ تدريجيا بتسوية الخلافات الدبلوماسية، ثم الانتقال إلى تحسين العلاقات السياسية في مرحلة ثانية، مضيفة أن الأطراف التي تلعب دور الوساطة لتلطيف الأجواء بين الطرفين، تتخوف من محاولات جزائرية لإفشال الخطوة، سيما أن نجاحها سيمكن الرباط من التضييق على الدبلوماسية الجزائرية في منطقة غرب إفريقيا. وتحقق التقارب بداية بعد استقبال الملك، لمبعوث الرئيس الموريتاني، وتلاه لقاء لوزير الداخلية مع المسؤولين بالإدارة الترابية، بالرباط، بحث الملفات الأمنية، وصولا إلى الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية.بالمقابل، تتخوف نواكشوط من أن تدفع ثمن العودة إلى علاقات طبيعية مع الرباط، على المستوى الأمني، سيما أن التحقيق في واقعة الاعتداء على قاعدة عسكرية موريتانية، في وقت سابق، كشف أن المهاجمين تسللوا من الحدود الجزائرية، وهي منطقة شاسعة لا تملك نواكشوط إمكانيات مراقبتها بالكامل، ما يشجع نواكشوط على البقاء على حياد في نزاع الصحراء، لتجنب أعمال انتقامية جديدة. ويعود الخلاف بين المملكة ونواكشوط، إلى انتخاب المغرب عضوا غير دائم بمجلس الأمن، خلال الفترة 2012-2013، إذ لعبت الجزائر خطة الدفع بموريتانيا، بصفتها مرشحة باسم الاتحاد الإفريقي، من أجل توتير العلاقات بين الرباط ونواكشوط، لمعرفتها مسبقا بالحظوظ القوية للمملكة في الفوز بالعضوية. وغذت أجهزة الجزائر هذا الفتور، بعد أن ورطت الرئيس الموريتاني في تقارب غير متوازن، ضدا على مصالح المغرب، الذي دعم وصول ولد عبد العزيز إلى السلطة، في حين حاربته الجزائر ورفضت استقبال مبعوثه إليها لشرح وجهة نظره، وتحركت من أجل تجميد عضوية موريتانيا في الاتحاد الإفريقي.إحسان الحافظي

مزوار في نواكشوط لتطبيع علاقاتها مع الرباط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداخلية ترضخ لشروط "بيجيدي" الانتخابية

اتهام سائق بمدرسة بالبيضاء بهتك عرض شقيقتين

مقالات ذات صلة