سوق “البال” بسلا… ملاذ “الدراويش” و “المرفحين”

يعرض ملابس مستوردة أو مهربة ويعتبر فضاء لتخزين سلع غير قانونية يعيش سوق الملابس المستعملة "الكفاح" أو ما يعرف ب"سوق البال" بمنطقة قرية أولاد موسى بمقاطعة احصاين بسلا على إيقاع حركة دؤوبة طيلة أيام الأسبوع، حيث يقصده زبائن من المدينة وخارجها، بحثا عن قطع يصفها كثيرون ب"الهوتة" و"الهمزة". بمجرد الحديث عن "سوق البال" يتبادر إلى الأذهان أن الأمر يتعلق بعرض التجار سلعا، عبارة عن ملابس وأحذية وأفرشة لفئة فقيرة، لكن الأمر يبدو مخالفا لذلك، فأصحاب سيارات فارهة يسارعون إلى ركنها في موقف قريب من سوق الملابس المستعملة بسلا، مسرعين لدخول الفضاء. وفي الوقت الذي يستغرب فيه الزائر للمرة الأولى سوق "الكفاح" بسلا تردد زبائن "هاي كلاس" على محلاته، فإن التجار والزبائن الأوفياء يعتبرون ذلك من المشاهد المألوفة. سلع لكل الفئات "موظفون بمؤسسات عمومية وبنوك وغيرهم من الأشخاص، الذين تؤكد سياراتهم الفارهة أنهم ميسورون وينتمون إلى فئة بورجوازية، يرتادون باستمرار سوق الملابس المستعملة"، تقول حكيمة، مضيفة "إنه سوق يجمع الدراويش والبورجوازيين". واعتبرت حكيمة أن "سوق البال" لا يعني بالضرورة أن أسعار جميع الملابس في المتناول، إذ توجد قطع من ماركات معروفة موجهة لزبائن يمكنهم دفع سعر أعلى، مشيرة إلى أن التجار يحتفظون بها لفائدتهم، كما يتوفرون على أرقام هواتفهم ويتصلون بهم لبيعها لهم. منال، واحدة من الزبونات التي اعتادت شراء أغلب ملابسها وأحذيتها من "سوق الكفاح"، لأنها تعد "فريدة من نوعها"، على حد قولها. "حتى لو كانت الملابس مستعملة فهي بجودة عالية جدا، والأهم من ذلك أنها فريدة من نوعها ولا تشبه أيا من القطع التي تغرق المحلات وترتديها مع كل موسم شريحة واسعة من النساء"، تقول منال، التي كانت سعيدة جدا بالقطع التي احتفظ بها أحد التجار، الذين اعتادت التعامل معهم. "ليس مهما بالنسبة إلي مواكبة الموضة، بقدر ما أحرص على اختيار ملابس وأحذية ذات جودة عالية ويمكن استعمالها لسنوات وليس لفترة وجيزة، على غرار ما يعرض من سلع الصين التي باتت منتشرة في كل الأسواق"، تقول سمية، مضيفة والضحك يغالبها "كما يمكن أيضا بعد أن أمل من ارتدائها منحها لإحدى صديقاتي أو قريباتي". اعتبرت سمية أن دفعها مبلغ مائة وخمسين درهما لاقتناء أربع قطع يعتبر سعرا معقولا إلى حد كبير جدا، على حد قولها، مشيرة إلى أن السعر نفسه لن يمكنها حتى من اقتناء قطعة واحدة في محل لبيع الملابس الحديثة. طقوس فتح "البالة" يعتبر فتح "البالة" من الطقوس الأكثر إثارة للانتباه ب"سوق الكفاح"، إذ يتجمع الكثير من الزبائن ليبدأ كل واحد في اختيار قطعة مناسبة، لكن الأمر لا يكون في بعض الأحيان مهمة سهلة. وتحكي السعدية أنها عاينت في كثير من المرات خلافات تتجاوز السب والشتم، لتصل إلى تشابك بالأيدي بين بعض الزبونات، بسبب قطعة معينة تود كل واحدة أن تقتنيها. ولا يقتصر ارتياد "سوق الكفاح" على سكان سلا والمناطق المجاورة لها، بل يعد وجهة زبائن من عدة مدن، مثل الخميسات والقنيطرة، خاصة أنه اشتهر بتوفره على قطع تتميز بجودتها وسعرها الذي يكون في المتناول. وأكد أحد تجار "سوق البال"، الذي رفض ذكر اسمه ل"الصباح" أنه رغم الإقبال على الفضاء، إلا أنه يعرف مشاكل عديدة تثير الاستياء وتعتبر غير قانونية. وأوضح المصدر أن "الكفاح" يعتبر سوقا نموذجيا خاصا بالتجار البسطاء، لكنه عرف منذ فترة اقتناء الأماكن المخصصة لمزاولة البعض تجارتهم للغير، مضيفا "يقولون إنهم تنازلوا لهم عن الأماكن المخصصة لهم، وهذا لا أعتبره تنازلا وإنما تحايلا على القانون، مادام الأمر لا يتعلق بممارسة التجارة، ولكن بتخزين سلع من طرف أشخاص يفوق رأس مالهم مائة مليون سنتيم وليس فقط ستة آلاف درهم، كما هو الشأن للتجار البسطاء". وواصل المصدر ذاته قائلا، إن الأماكن المخصصة لتخزين السلع غالبا ما يتم فيها الاحتفاظ بسلع مهربة، يتم التعامل معها على أساس أنها سلع قانونية، تم إدخالها ضمن ما يعرف ب"كرامة روسيكلاج"، التي تعتبر قانونية ويكون الهدف منها إعادة التدوير وليس توجيهها للبيع. واعتبر المصدر ذاته أن "سوق الكفاح" يعيش على إيقاع فوضى عارمة، ما يتطلب تدخل الجهات المسؤولة. أمينة كندي

سوق “البال” بسلا… ملاذ “الدراويش” و “المرفحين”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إجراءات لمواجهة الجفاف ببني ملال

تأثيـر سلبـي علـى التنافسيـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات