إشارة ورطت متهما بالاغتصاب

قاض بالجديدة وجد صعوبة في التواصل مع ضحية معاقة واكتفت بحركات إيحائية كانت جلسة الثلاثاء الماضي، بالقاعة رقم 1 باستئنافية الجديدة استثنائية، إذ امتلأت عن آخرها بمحامين حضروا لمؤازرة موكليهم، وبحضور قياسي لمتابعة أول شوط في محاكمة "بيدوفيل شاطئ دوفيل". ولعل ما طغى على تلك الجلسة بصفة عامة هي قضايا الاغتصاب الذي استهدف قاصرين وذوي احتياجات خاصة. تلك القضايا ولدت انطباعا " أسود" على الجنوح الخطير الذي نحا بهذا النوع من الجرائم منحى تصاعديا غير مسبوق، أبطاله من فئات عمرية مختلفة، ضمنهم متزوجون ومن لهم ولاية على الضحايا، ما أضحى يدعو بإلحاح شديد إلى التعامل مع هذه الظاهرة بمقاربة تحسيسية تربوية، لأن الظاهر أن عقوبات الأحكام القضائية رغم حدودها القصوى، لم تبلغ لحد الآن مقاصدها المنشودة في تحقيق الردعين الخاص والعام . بداية الجلسة لما استوت هيأة الحكم في أمكنتها المخصصة، ساد صمت هو عادة ما يشير إلى التوقير اللازم للجلسات بصفة عامة، وإن كانت بعض أصوات متقاضين تخترقه بين الفينة والأخرى، ما كان يفرض على رئيس هيأة الجنايات الابتدائية مرة بعد أخرى، أن يطلب من أمنيين إسكات الناس وإعادة الأمور إلى نصابها، مع أننا سجلنا خلال صباح الثلاثاء الماضي، ظاهرة غير مقبولة، تتعلق بإحضار أطفال صغار ورضع مع أمهاتهن إلى تلك الجلسة. وفي لحظة من اللحظات، لما انبرت والدة أحد المعتقلين ولوحت له بيدها وبادلها ذلك، فقد بدر سعيد، رئيس الهيأة هدوءه وخاطبه" راكب في الطيارة ... غادي العمرة". كما سجلت "الصباح"، ظاهرة أخرى هي حضور الكثير من الشباب المعتقلين على ذمة قضايا سرقات موصوفة واعتراض السبيل، من سجن سيدي موسى بالجديدة، حليقي الرؤوس على طريقة " طايزن" ما يحيل على تساؤل عريض عن درجات الانضباط بهذه المؤسسة الإصلاحية. طغت على الجلسة قضيتان تتعلقان ببيدوفيل شاطئ الجديدة وبيدوفيل متوح، وهو رجل طاعن في السن مشى نحو قفص الاتهام مسنودا على أكتاف أمنيين، وتقرر فيهما التأجيل إلى جلسة لاحقة بسبب مهلة الاطلاع وإعداد الدفاع. اغتصاب معاقة اعتبرت الهيأة القضية ذات المحضر عدد 1724، المنجز من قبل درك الزمامرة، في شأن اغتصاب معاقة من طرف ابن الجيران وهو شاب عمره 31 سنة، عازب يتحدر من دوار زاوية سيدي احسين التابعة ترابيا لجماعة أولاد اسبيطة بالزمامرة، والمنقطع عن الدراسة في الصف الثالث إعدادي، والمعترف بأنه مدمن على المخدرات وخاصة القنب الهندي، (اعتبرت) جاهزة، إذ نودي على الضحية التي كانت فاقدة لقواها الإدراكية، تضحك تارة وتصرخ تارة أخرى، مصحوبة بوالدتها التي تقدمت في 12 أبريل 2021، بشكاية تعرض ابنتها المعاقة لاغتصاب من قبل الماثل أمام المحكمة، وأن ذلك كان بمكان يقال له "نبات الفرعون"، وأنه لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة إلى حين إلقاء القبض عليه في سد قضائي في 22 أبريل الماضي، أي بعد تواريه عن الأنظار لمدة سنة. ووجد القاضي بدر سعيد صعوبة قصوى في التواصل مع الضحية التي لا تقدر على النطق، واستعان ببعض شروحات من والدتها، وكانت حركات إيحائية من الضحية عندما أشارت إلى جهازها التناسلي، دالة على تعرضها لاعتداء جنسي، وإن كان مصدر حقوقي أكد أن النيابة العامة وهيأة الحكم من حقهما، الاستعانة بمتخصصين من جمعيات صم وبكم ، يلعبون دور ترجمة الكلام بحركات إيمائية . أقصى العقوبات التمس قاضي التحقيق في قرار الإحالة رقم 12/ 2023، إعمال الفصل 485 من القانون الجنائي في حق المتهم لاقتناعه بالمنسوب إليه، لأن إنكاره أضعفته العديد من الأدلة، ومنها عدم قدرته على تبرير وجوده في "نبات الفرعون" لحظة مجيء والدة الضحية، وفراره بعد حضور نسوة من الدوار وجدن المعاقة منزوعة السروال. وأثناء المحاكمة لم يبرر المتهم أسباب تواريه عن الأنظار وهروبه إلى البيضاء، في وقت تمسك دفاعه بأن الشكاية كيدية مرتبطة بنزاع قديم بين موكله ووالد الضحية، وأن موكله لم يكن أبدا فارا من العدالة، وإنما كان بنية ذهابه إلى العاصمة الاقتصادية، بحثا عن عمل في عز ضائقة كورونا والتمس براءته من التهمة الموجهة إليه. من جهته، طالب ممثل النيابة العامة بإنزال أقصى عقوبة عليه، لأن الاغتصاب ثابت في حقه لمجموعة من القرائن، وفي حق ضحية فاقدة للإدراك والقدرة على الدفاع عن نفسها. مداولة وحكم حدد الفصل 485 من القانون الجنائي الذي التمسه قاضي التحقيق لمعاقبة الماثل أمام المحكمة، العقوبة بين عشر وعشرين سنة سجنا، إذا كانت الضحية من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد المداولة طبقا للقانون متعته هيأة الحكم بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف، واقتنعت بالمنسوب إليه وعاقبته بست سنوات سجنا. عبد الله غيتومي (الجديدة)

إشارة ورطت متهما بالاغتصاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

8 سنوات لزعيم عصابة روعت أزمور

"ديستي" تسقط بارون مخدرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات