عاد الحزن والخوف ليخيما على منكوبي زلزال الحوز، بعد التساقطات المطرية التي عرفتها عدة مناطق من إقليم الحوز، الجمعة الماضي. وازدادت حدة المعاناة، مع قوة الرياح التي سجلت في الساعات الأولى من صباح أمس (الأحد)، إذ تضررت العديد من الخيام بمختلف جماعات إقليم الحوز، حيث تعيش آلاف الأسر داخل خيام منصوبة على الطرق وبين الجبال. واستنادا إلى مصادر مطلعة تحدثت لـ "الصباح"، فإن المئات من الخيام بأمزميز وأسني وأزكور ومولاي إبراهيم ووركان وإجوكاك وغيرها من جماعات إقليم الحوز المتضررة من زلزال ثامن شتنبر، غمرتها المياه، وحولت حياة قاطنيها إلى جحيم. ووصف مولاي حفيظ شعتيق، أحد سكان مخيمات منكوبي الزلزال بأمزميز، صباح أمس في اتصال هاتفي بـ "الصباح"، أن الوضع سيء، مضيفا "هذه بداية فصل الشتاء، مع ما يحمله عادة من معاناة استثنائية لسكان هذه المناطق الجبلية، غير أنه هذه السنة، قد يحمل معه خسائر أكبر". وأكد المتحدث نفسه أن المياه غمرت العديد من الخيام، واضطر قاطنوها إلى مغادرتها، ومنهم من قضى الليل بين سكان خيام أخرى. وأبدى مولاي حفيظ شعتيق، تخوفه من الأيام المقبلة، وما تحمله من تساقطات مطرية وكذا تساقط الثلوج، موضحا أن الأمر سيكون صعبا، آملا أن تتحرك السلطات المعنية، من أجل اتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة فصل الشتاء. من جهته، لم يخف ياسين الذي يقطن بأزكور، تخوفه من مضاعفات التساقطات المطرية، موضحا أن "الناس هناك نسوا كل أزماتهم ومشاكلهم، وصاروا يفكرون في موسم الشتاء، وكيف سيواجهونه”. وأضاف ياسين "لا يمكن وصف الحالة النفسية للسكان، خوفا من هطول الأمطار، إذ صار أملهم اليوم أن ينحبس المطر، خوفا من تأثير ذلك على حياة أطفالهم، وكذا على حياة الشيوخ". من جهته قال عبد اللطيف اجعيدي، رئيس الفضاء الجمعوي بإقليم الحوز، "إن التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة قبل يومين، ما هي إلا بداية لتساقطات أخرى، وغالبا ما قد تكون مصحوبة بالثلوج، التي ألف سكان جبال الحوز أن تستقر فوق منازلهم قبل إزاحتها بأنفسهم، مما سيهدد بزلزال آخر، خصوصا في ظل ظروف الإيواء الحالية". ودعا رئيس الفضاء الجمعوي لإقليم الحوز الجهات المعنية، إلى الإسراع لتوفير ظروف ملائمة لإيواء منكوبي الزلزال، موضحا أن الخيام الحالية، لا يمكن أن تقيهم معاناة فصل الشتاء. محمد العوال (إقليم الحوز)