التقسيم الترابي الجهوي يفجر غضب الريف

كشفت مصادر من منطقة الريف أن عددا من الفاعلين في المجتمع المدني والسياسي، بصدد حشد الدعم للتعبير عن رفضهم للتقسيم الترابي الجهوي الجديد الذي اقترحته وزارة الداخلية على الأحزاب السياسية. ويتحرك هؤلاء الفاعلون في اتجاه الضغط على الهيآت السياسية، لكي تتبنى موقفا معارضا للتقسيم، بالنظر إلى ما يتضمنه، في اعتقادهم، من إجحاف في حق بعض المناطق والجهات، ومنها منطقة الريف.وقالت المصادر نفسها إن الفاعلين المدنيين والسياسيين بالريف، غاضبون من التقسيم الجهوي الجديد، الذي قلص عدد الجهات من 16 إلى 12 جهة، وألحق الريف بجهة الشرق، إلى درجة أن محمد بودرا، رئيس جهة تازة الحسيمة تاونات، وعضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، حذر مما أسماه "انتفاضة" بالريف، بسبب مشروع التقسيم الجهوي الجديد. ويعول هؤلاء على الأحزاب في فرض مراجعة للتقسيم تستجيب لمطالب بعض الأطراف السياسية والمدنية بمنطقة الريف التي تدافع عن تحقيق نوع من الانسجام بين الجهات يراعي القواسم التاريخية والإثنية والجغرافية. وكان بودرا، أكد في تصريحات صحافية، أن التقسيم الترابي الجهوي المقترح على الأحزاب، لم يراع وحدة مناطق الريف وتناغم مكوناتها، وهو ما من شأنه أن يخلق مشاكل ويعرض مكتسبات المصالحة مع الريف إلى الخطر. ويقترح رئيس مجلس جهة الحسيمة تازة تاونات إدماج الجهات المتوسطية الثلاث الممتدة من السعيدية إلى طنجة، أي الجهة الشرقية وجهة تازة الحسيمة تاونات كرسيف وجهة طنجة تطوان، بمبرر أنها تتوفر على قواسم تاريخية وجغرافية مشتركة، ممتدة على طول الساحل المتوسطي المغربي وسلسلة جبال الريف، ما يجعل منها جهة حقيقية بمؤهلات اقتصادية متنوعة و متكاملة. الغضب من التقسيم الترابي الجهوي الجديد لا ينبع فقط من جهة الريف، بل من بعض الجهات الأخرى، مثل جهة فاس ومكناس، إذ أنه لن يكون من السهل الحسم بسرعة في عاصمة الجهة، رغم أن عددا من الفاعلين السياسيين يؤكدون أن الأهم ليس هو الصراع حول عاصمة الجهة، بل تحقيق التوازن والتضامن بينها.وفي هذا الإطار، أكد مصطفى المريزق، الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة مكناس تافيلالت، عدم ضرورة إيلاء الأهمية لتفاصيل التقطيع الترابي الجديد للجهات، مشددا، بالمقابل، على أهمية التضامن المفروض بين كافة الجهات، والحكامة الجيدة في التدبير والتسيير، وربط المسؤولية بالمساءلة والمحاسبة، والمعاقبة على ممارسة الفساد والتستر عليه، ومحاربة الرشوة، واحترام عادات وتقاليد الناس وحرياتهم الفردية، وممارستهم العقائدية، في إطار مجتمع عصري ديمقراطي حداثي، يقوم على اقتصاد متوازن، وعلى انسجام جغرافي وديمغرافي، وعلى الحماية والتكافل والمساواة والعدل.ويرتقب أن تسجل بعض الأحزاب تحفظاتها حول الفوارق بين الجهات، بسبب اعتبارها أن التقسيم الترابي الجديد لم يراع مبدأ التوازن المنشود، بسبب وجود جهات تشكل أقطابا قوية جدا، مقارنة مع جهات أخرى أقل حجما ووزنا على المستويات الاقتصادية والديمغرافية، وهو ما ينطبق على جهة الدار البيضاء سطات، وجهة الرباط سلا القنيطرة، التي تزخر بموارد وإمكانيات يفتقر إليها عدد من الجهات الأخرى.ج. ب

التقسيم الترابي الجهوي يفجر غضب الريف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العنصر: ينتظرنا دخول سياسي خطير

"البام" يرفض التحاق 15 برلمانيا و35 رئيس جماعة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات