صدر حديثا للباحث عياد أبلال كتاب بعنوان "الرابط الاجتماعي والتحولات الجنسانية والدينية في العالم العربي.. من الإخفاق إلى الثورة" عن المركز الثقافي للكتاب ببيروت. ورصد المؤلف الجديد مختلف الظواهر الاجتماعية التي يتمظهر من خلالها "الإخفاق الاجتماعي" على المستوى الفردي والثنائي، كما هو الحال بالنسبة إلى المستوى الجماعي، في أفق "معالجة تبتغي ربط الظاهرة بمختلف خلفياتها المرجعية، وعرض مجموع الأنساق المتحكمة في بروزها". ومن بين ما حلله الكتاب "الجنسانية في الثقافة والاجتماع الغربيين، وكيف تأثر العالم العربي بالجسدانية والجنسانية الغربيتين، ارتكازا على مفهومين محوريين: الهيمنة الذكورية، والفحولة المتخيلة، حيث كانا بحق الناظم المركزي للعلاقات بين الجنسين في ظل جنسانية مغلقة، إلى حد أن حلم التحرر، أصبح من أولويات الحركات النسائية في العالم العربي". وتابع: "إن كانت هناك محاولات جريئة على المستوى التشريعي، كما الحال بالنسبة إلى تونس؛ فإن مدونة الأسرة الجديدة بالمغرب وتونس في حداثيتها عربيا شكلتا أحد أهم المداخل الأساسية لتفكيك هذه الجنسانية. وإذا كان من الصعب، والحالة هذه، تفكيك مجموع المفاهيم الإجرائية المشكلة لخطاطة التواصل بين الجنسين إلا بردها إلى أساسها المرجعي؛ فإن التمييز بين الثنائي المفهومي: الذكر/الأنثى، الرجل/المرأة بات مسعى لا مندوحة للباحث الاجتماعي عنه لفهم طبيعة البناء الثقافي لمفهومي الرجولة والأنوثة؛ وهو ما انتبهت إليه المقاربة الجندرية في التنمية كمحاولة منها لإنصاف النساء". واستدرك الكاتب قائلا: "بيد أن ما وصلت إليه الجنسانية الغربية من أمراض واضطرابات نتيجة فصل الدين عن الأخلاق، وفصل الجسد عن الروح، يحتم على المستوى العربي إعادة النظر في التأثر والاستلاب اللذين يهيمنان على النسق الجنساني العربي". ع. م