“فيسبوك” ملاذ السخرية المغربية المقموعة

هل أصبح "فيسبوك" الملاذ الحقيقي للعديد من المغاربة للتعبير عن فائض السخرية والتهكم الحاضرة في حياتهم اليومية؟واقع الحال يقول إن "فيسبوك" أضحى له حضور مهم في حياة المغاربة، وخضعت أدواره والغايات منه للعديد من التحولات، رغم أنه لم يدخل نسيج حياتهم إلا قبل سنوات قليلة، فتجاوز بذلك المغاربة مرحلة جعل "فيسبوك" وسيلة للتعارف أو التكتل في حلقات فئوية، إلى مرحلة تصريف المواقف سواء العفوية أو المفكر فيها، على مهل، بشأن العديد من القضايا التي تهم شؤونهم العامة والخاصة.يشهد على هذا التحول الإقبال الكبير الذي أضحت تعرفه الصفحات الساخرة التي تستقطب أكبر عدد من رواد الموقع الاجتماعي، والتي جعلت من كل شيء مادة للسخرية والتهكم. لا فرق فيها بين السياسي والرياضي والفنان ورجل الدين والأشخاص العاديين، الكل ينال نصيبه من التقريع والسخرية، دون أن تكون لهم سلطة رد ذلك، لأن هذا الفضاء الافتراضي بطبعه عصي على التحكم والتوجيه الفوقي، فالكل خاضع لمزاج الرأي العام الفيسبوكي المتقلب.شخصيات كثيرة ابتكرها المغاربة، واختبؤوا وراءها ليصوبوا سهام نقدهم وسخريتهم إلى من يرونهم أهلا بذلك، ما إن تنبثق قضية ما حتى تنهال عليها التعليقات الساخرة والصور المعدلة بالفوتوشوب أو بالاستعانة بشخصيات تاريخية تنسب إليها أقوال مزورة بشكل هزلي، سواء عبر صفحات ساخرة رسمية، أو صفحات خاصة لأشخاص بعضهم يظهر بصفته الحقيقية، وآخرون يفضلون الاختباء وراء شخصيات وهمية أو مستمدة من الواقع المعاش كما هو الشأن بالنسبة إلى شخصية "موحماد مول الحانوت" التي ظهرت أخيرا على المشهد الفسيبوكي.فبعد شخصيات "بوزبال" و"قشوب" و"التسولي" وشخصيات "الترول"، وصفحات "التقشاب" السياسية والرياضية وغيرها، تأتي شخصية "موحماد مول الحانوت"، التي ما زال الفيسبوكيون يتساءلون حول هوية صاحبها الحقيقي، لتدشن مرحلة جديدة في التعاطي مع قضايا الشأن العام على المواقع الاجتماعية بلغة ساخرة وعفوية، يختبئ فيها صاحبها وراء شخصية تبدو ظاهريا أمية لا تفقه شيئا، لكنها تطرح قضايا عميقة بلغة دارجة بسيطة وتتساءل أكثر مما تقدم الأجوبة، وتقطع مع أسلوب "التعالم" والكلام الكبير الذي كانت تغرق فيه الصفحات الجادة وتسلل أيضا إلى بعض الصفحات الساخرة. "موحماد" يصر في كل مناسبة يحاصره فيها متابعو صفحته بالأسئلة حول هويته أو يتهمونه بأنه يمارس "التقية" خلف شخصية الأمي وهو في الواقع متعلم ومثقف، أنه لا تربطه بالثقافة والتعليم أي صلة لأنه غادر مقاعد الدراسة مبكرا على حد قوله في أحد "الستاتوهات"، وهو في الواقع يؤسس، عن وعي أو بدونه، أسلوبا جديدا في السخرية بدأ يعطي مفعوله، بعد أن غرقت وسائل الإعلام الرسمية في الفكاهة الحامضة، التي أضحت هي نفسها موضوع تندر، لأن أصحابها لا يريدون أن يفهموا أن المغاربة أكبر مما يقدمونه لهم.عزيز المجدوب

“فيسبوك” ملاذ السخرية المغربية المقموعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البحر يلفظ أطنانا من "كلينيكس"

سارق شقق بالبيضاء يستلهم عملياته من "يوتوب"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات