بـــداية الــشــهــرة

الشعيبية طلال...العصامية 3 توالت نجاحاتها وأكبر الأروقة العالمية تهافت عليها في هذه الحلقات نلقي الضوء على مسار واحدة من الفنانات الرائدات في مجال الفن الفطري. الأمر يتعلق بالفنانة الشعيبية طلال الدكالية، التي شكلت علامة فارقة في الفنون التشكيلية، وتمكنت من إيجاد مكانة لها وسط عمالقة الفن المعاصر وعرضت لوحاتها في أرقى المعارض العالمية. أحمد ذو الرشاد (الجديدة) لم تكن الشعيبية طلال تسعى إلى الشهرة، بل الشهرة، هي التي سعت إليها، خاصة بعد أن قام ولدها في بداية دراسته للفن بفرنسا بعرض لوحاتها على بعض المهتمين بالفن الفطري كما تمت الإشارة إلى ذلك، إلى أن أصبحت لوحاتها تباع في أرقى صالات العرض ووصل سعرها إلى 90 ألف دولار، وهو رقم لم يسبقه إليها أحد من الفنانين العرب. كان مطمح الشعيبية الأول ضمان عيش محترم بعدما تعبت وقاست الويلات بعد وفاة زوجها، وكانت تتوق إلى رسم حقول القمح والخضر والغابات، لكن القدر كان يخبأ لها مسارا آخر. وأكد الفنان التشكيلي أحمد جريد في شهادته حول مسار الفنانة الشعيبية كما تمت الإشارة إليه، إذ يقول: "تعتبر الشعيبية مدخلا أساسيا للفن التشكيلي المعاصر منذ منتصف القرن الماضي، حيث كانت من الرواد الأوائل الذين اقتحموا المتاحف الدولية وصالات العرض المرموقة في العالم. كما أن أعمالها توجد حاليا ضمن المجموعات الفنية لدى عدد كبير من المنظمات الدولية والمتاحف الشهيرة وكبار مقتني اللوحات في العالم. وتميزت الشعيبية كذلك بأنها الوحيدة التي أسالت الكثير من الحبر حول تجربتها وحول ما يسمى بالفن الفطري، وظلت تطرح باستمرار إشكالا فنيا عميقا على مستوى التكوين وعلى مستوى اللون والمرجعية". اهتم النقاد على اختلاف مشاربهم بمسار الفنانة الشعيبية طلال، واعتبروها فنانة مغربيه أصيلة، إذ لم تتعلم الفنون ولم تدخل قط معهدا للفنون، بل لم تدخل قط لأي مدرسة عمومية ولا حتى خصوصية، مارست الفن بالسليقة واعتمدت على فطرتها، إذ كانت تملك خزانا فياضا داخلها، وشلالا من الأحاسيس والوساوس الفنية، إن صح هذا التعبير. وقفت هذه الفنانة شامخة كشجرة "أوكاليبتوس" دكالية، أصلها ثابت في الأرض وفرعها شامخ في السماء، عندما تسلمت جائزتها، ضمن حفل نظم بالعاصمة الفرنسية باريس، وقفت شامخة، تنتظر توشيحها وتسليمها الجائزة التي منحتها لها الجمعية الأكاديمية للتربية والتشجيع وهي عبارة عن ميدالية ذهبية. وقوفها هذا، أثار فضول الحاضرين، وأبان على أن الفن بداخل الإنسان نفسه ولا يحتاج إلى دراسة، كما جاء في تصريح سابق لها وأن الرسم بالنسبة إليها لا يفرض الدراسة لأنه فن لا يقبل قيود القوانين. وتوالت نجاحاتها وانتشرت لوحاتها، ودفع أكبر الأروقة العالمية، إلى التسابق والتهافت على استضافتها وتمكنت من فرض ذاتها وطنيا وعالميا، ووضعت مجموعة من لوحاتها بعدد من المؤسسات والمتاحف العالمية، من بينها المؤسسة الوطنية للفنون المعاصرة بباريس ومتحف الفن الخام بسويسرا ومتحف أوقيانوسيا بباريس ومتحف الفن الحي بتونس. وظلت أعمال الفنانة الشعيبية تعرض ضمن عدد كبير من المجموعات الخاصة في المغرب والخارج وتم اقتناء العديد منها وتم تأثيث الكثير من الفضاءات بلوحاتها بكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا ولبنان ومصر والهند وكندا وإسبانيا وسويسرا وهولندا وبلجيكا وهايتي واليابان وأستراليا ونيوزيلاندا والسويد والدانمارك وألمانيا. محافل وطنية ودولية ظلت الشعيبية طلال أكثر الرسامات العربيات شهرة واحتراما لدى النقاد الأجانب قبل العرب، وظلت حاضرة في جل المحافل الوطنية والدولية من خلال مشاركاتها العديدة في المعارض الفنية، حتى وهي في أيامها الأخيرة التي أقعدها المرض ومنعها عن حضورها، حيث غادرت هذا العالم يوم الثاني من أبريل 2004.

بـــداية الــشــهــرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طعنة سكين تنهي حياة أربعيني بآسفي

اعتقال عصابة بسيدي بنور

مقالات ذات صلة