“دهــــس” القــــوانـــــين

أبناء نافذين تورطوا في جرائم خطيرة وعدم المساءلة فاقم الوضع كثيرة هي الجرائم التي يرتكبها أبناء نافذين بسبب تهورهم، وثقتهم الزائدة بنفوذ ذويهم في الحماية، ورغم أن الدستور والقانون جعلا المغاربة سواسية، ورتبا الجزاء على كل المخالفين والجانحين كيفما كانت وضعيتهم الاجتماعية، لكن واقع الحال يفيد غير ذلك في العديد من الجرائم، التي قيدت إما ضد مجهول، أو لم تتم معاقبة مرتكبيها، نظرا للنفوذ الذي يتمتع به ذووهم، والذي يحول دون محاكمتهم. مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد الوضع كما كان عليه، وأضحت بعض تلك الجرائم التي يتم التسترعليها بشكل ما، بالصوت والصورة تنقل على تلك المواقع وتلاقي استهجانا من قبل المواطنين، الذين يرفضون تلك السلوكات المشينة، بل تطور الأمر إلى أن بعض الضحايا عمدوا هم الآخرون إلى استغلال تلك المواقع لإيصال رسائلهم وتظلماتهم من الجرائم، التي يرتكبها بعض أبناء النافذين والأثرياء، ليتم نفض الغبار عن تلك الجرائم، وتوضع تحت مجهر المراقبة الشعبية للمواطنين. الجرائم المرتكبة من قبل "ولاد الفشوش" وإن كانت شبيهة بباقي الجرائم، إلا أنها تدق ناقوس الخطر، في شأن تدني مستوى الأخلاق في المجتمع، والتي هي شكل من أشكال الوعي الإنساني، كما أن مجموعة من القيم والمبادئ تحرك الأشخاص والشعوب كالعدل والحرية والمساواة، إذ ترتقي إلى درجة أن تصبح مرجعية ثقافية لتلك الشعوب، لتكون سندا قانونيا تستقي منه الدول الأنظمة والقوانين، وهي الأساس في بناء الإنسان، سواء على الصعيد الشخصي أو المؤسساتي، وأن ما أصبح يعاش مرده وجود اختلال كبير في منظومة القيم والسلوك لدى الأفراد، والتي تنعكس بالضرورة على المجتمع ككل، إيجابا أو سلبا. فالاختلال يظهر بجلاء في عدم احترام القوانين، وبالتالي ارتفاع نسبة الجريمة بمختلف أشكالها، ارتفاع لم يجد له تبرير حقيقي، إذ يعزى في حالات معينة إلى انعدام الأمن أو إلى الفقر أو الجهل أو غيرها من الأسباب، التي لا تشكل سوى 20 بالمائة من السبب الحقيقي وراء الارتفاع، لكن في حالات "ولاد الفشوش" يبقى السؤال المحوري، من هو المسؤول عن انحرافهم؟ السؤال عن المسؤولية يحيل كذلك إلى البحث عن الجهات، التي تتواطآ معهم في حال ارتكابهم جرائم وتعمد إلى التستر عنهم، والتي تمت في أحد ملفات "ولاد الفشوش" معاقبة المتورطين في تزوير المحاضر، بعد أن تبين أن ما تم تدوينه مخالف للحقيقة التي أظهرها شريط فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يبين المعني بالأمر في حالة سكر طافح، يتجول بسيارته "الفيراري" في العديد من الأماكن، قبل أن يتسبب في حادث سير بأحد الشوارع الرئيسية بالرباط، كما عمد للسخرية من معاين حوادث السير في الشريط الموثق بالصوت والصورة، وهي التي لم يتم إثباتها في الأول، ومن ثم فوجود أشخاص يعملون على مساعدة "ولاد الفشوش" والإفلات من المحاسبة، يزيدان في انتشار الظاهرة التي أخذت أشكالا مرضية لدى بعضهم. كريمة مصلي

“دهــــس” القــــوانـــــين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إتلاف طنين من الأسماك بسيدي إفني

مجزرة الجديدة... تفاصيل مثيرة

مقالات ذات صلة