الحسنية… كواليس أزمة متجددة

التدهور بدأ في 2021 وبلغ أوجه الموسم الماضي والفريق مهدد بسكتة قلبية عادت فصول الأزمة لترخي بظلالها مجددا على بيت حسنية أكادير لكرة القدم، مع بداية الموسم الرياضي الجديد، رغم أنه استطاع الموسم الماضي، الانعتاق من النزول إلى القسم الثاني، لكن مراكمة الأخطاء التدبيرية والضائقة المالية، والمشاكل الإدارية قد تعصف به، وتزيد من تأزيم وضعيته الهشة، نتيجة سنوات من سوء التسيير والتخبط . وتم استنزاف ميزانية الفريق بانتدابات وتعاقدات مع لاعبين لا يقدمون أي إضافة للفريق، ومنهم من لم يلعب أي مباراة، بدون إستراتيجية واضحة المعالم، حتى بات الفريق مهددا بسكتة قلبية. إعداد: عبد الجليل شاهي (أكادير) بداية الأزمة يعود أول فصول أزمة الحسنية إلى موسم 2021-2022، إذ خاض الفريق موسما صعبا، بعد سلسلة من النتائج السلبية مع المدرب رضا حكم الذي قام بتغييرات جذرية داخل التركيبة البشرية، بتسريح جميع العناصر الأساسية، وانتداب أزيد من 22 لاعبا، وجمع 11 نقطة في الرتبة 13، بعد مرور 10 دورات، من 5 هزائم و3 انتصارات وتعادلين. وتصاعدت الانتقادات للمدرب بسبب سوء النتائج، ليجد الرئيس السابق الحبيب سيدينو نفسه في موقف محرج على بعد أيام من عقد الجمع العام العادي، وهو يعمل على كسب تعاطف المنخرطين لانتخابه رئيسا لولاية جديدة على رأس الحسنية. وبمغادرة أغلب اللاعبين قبل نهاية الموسم، والتفريط في الركائز الأساسية، كسفيان بوفتيني والمهدي أوبيلا وياسين الرامي وعبد الحفيظ ليركي وعبد الكريم باعدي ويوسف فحلي وكريم صيقل وزكرياء العيوض، عاش الفريق مشاكل على المستوى التقني والمادي، إذ قام أغلب اللاعبين باللجوء إلى غرفة النزاعات التابعة للجامعة الملكية من أجل المطالبة بمستحقاتهم العالقة في ذمة الفريق، بعد مغادرته. وبعد إقالة رضا حكم، تم التعاقد مع المدرب عبد الهادي السكيتوي، فنجح في إعادة الفريق إلى السكة الصحيحة، وتمكن من تحقيق البقاء، وإنهاء الموسم في الرتبة 12، برصيد 34 نقطة، جمعها من 9 انتصارات و7 تعادلات مع تلقيه 14 هزيمة. الجماهير تحتج توالت النتائج السلبية، و طلبت جماهير حسنية أكادير برحيل الحبيب سيدينو، وأعضاء في المكتب المديري ، وهددت بمقاطعة مباريات الفريق، تعبيرا عن رفضها للوضعية التي يعيشها النادي، ودعت لعقد جمع عام، ومغادرة جميع أعضاء المكتب المديري. وأمام ضغط الشارع، قدم 10 أعضاء من المكتب المديري، استقالاتهم، في بداية الجمع العام، وتركوا الرئيس وحيدا في منصة الجمع، قبل أن ينسحب من منصبه، ويقرر بدوره الاستقالة من الجمعية والشركة الرياضية، واعتبر سيدينو ما حصل مؤامرة. وتم تعيين لجنة مؤقتة لتصريف أعمال الجمع العام، بقيادة المنخرط أحمد أيت علا، إلى حين انتخاب مكتب جديد. انطلاقة خادعة انطلقت البطولة بنتائج إيجابية للحسنية، جعلت الجمهور يستبشر بموسم يعيد الفريق إلى سكة الألقاب. ومنحت جميع الصلاحيات والإمكانيات المادية واللوجيستيكية، للمدرب ماركوس باكيتا، قبل أن تكشف النتائج السلبية، أن واقع حسنية أكادير ليس على ما يرام، فيما تم الاستغناء عن المدرب المساعد عبد الكريم الجيناني، قبل الدورة السابعة، ليتراجع مستوى الفريق أكثر، فتبخرت الآمال الكبيرة للجماهير السوسية. وقدم المكتب المديري ضمانات مالية لتأهيل سبعة لاعبين كانوا يتدربون ولا يشاركون مع الفريق، وتم تأسيس الشركة الرياضية لتسيير أمور الفريق، قبل أن تظهر الانشقاقات بعد مونديال قطر. وعجز الطاقم التقني عن تحقيق نتائج إيجابية، في ظل مطالبة الجمهور بتجاوز مرحلة الفراغ، فعجز حسنية أكادير عن تحقيق فوز داخل الميدان، لأزيد من سبعة أشهر. رحيل سيدينو انتخب سيدينو رئيسا جديدا للحسنية، لولاية ثالثة، على رأس لائحة توافقية، بعد سحب أمين ضور للائحته، إثر تدخل المستشهر الرسمي للفريق، في الجمع العام لماي 2022. وواصل الرئيس مهامه داخل مجلس إدارة الفريق، فكان أول قرار هو فسخ عقد عبد الهادي السكتيوي، من طرف واحد، بعد نهاية الموسم، مما كلف خزينة الفريق أزيد من 290 مليون سنتيم. وتم التعاقد مع المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، الذي قام بدوره بتحديد لائحة المغادرين، بلغت أزيد من 25 لاعبا ، أغلبهم لجؤوا إلى لجنة النزاعات للحصول على مستحقاتهم العالقة في ذمة الفريق، وبعضهم توجه إلى الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". وتعاقد الفريق مع 15 لاعبا جديدا بقيمة كبيرة تجاوزت مليارا ونصف مليار سنتيم، بعدما كان ممنوعا من الانتداب، بالنظر لحجم الديون المتراكمة عليه، ومنها ديون شركة "صونارجيس" التي تشرف على الملعب الكبير لأكادير أدرار. وبدأت نتائج سياسة التدبير في الظهور بعد الحجز على الحساب البنكي للفريق، من قبل اللاعبين أمين الصاديقي وجامع المرزوكي، بسبب متأخرات مالية لفائدتهما، بعدما عجز اللاعبان عن صرف شيك بقيمة 50 مليونا لكل واحد منهما، إذ قررا التوجه إلى القضاء من أجل الإنصاف. ووجد الفريق صعوبات كبيرة في الوفاء بوعوده تجاه اللاعبين وتسديد مستحقاتهم المالية منذ مواسم سابقة، كما تم إلغاء التجمع التدريبي بداية الموسم بالمحمدية، بسبب غياب السيولة المالية. ودخل الفريق في مسلسل البحث عن سبل فك المنع من الانتدابات ، بتسوية بعض المستحقات للاعبين مثل ياسين الرامي وكريم الصيقل ( 147 مليونا لكل واحد منهما)، وسعد مرسلي ( 98 مليونا)، وسفيان بوفتيني (26 مليونا)، وهي ملفات حاول الفريق إيجاد حل لها بمساعدة المستشهر الرسمي، من أجل تأهيل اللاعبين الجدد. تحديات أمام الرئيس ضور انتخب الجمع العام أمين ضور رئيسا في 25 فبراير الماضي، خلفا للحبيب سيدينو الذي قضى عشر سنوات في الفريق، بحضور 27 منخرطا ، و عدم وجود اللائحة الثانية بقيادة عبد الرحمان يازيدي، الذي قدم طعنا في نتائج الجمع العام الاستثنائي، ضد العملية الانتخابية، منددا بالتحضير غير الشفاف لهذه الانتخابات. وكانت أمام أمين ضور تحديات كبيرة أبرزها إنقاذ الفريق من شبح النزول،و تمت الإستعانة بالمدرب عبد الهادي السكتيوي مرة أخرى في الشطر الأخير من البطولة، فاستطاع كسب التحدي، وحقق نتائج إيجابية، جعلت حسنية أكادير ينهي الموسم في الرتبة السابعة. فخلال 11 مقابلة مع المدرب عبد الهادي السكتيوي، فاز الفريق في ست، وتعادل في أربع، فيما انهزم في مباراة واحدة أمام تحاد تواركة. واستمرت المشاكل الإدارية، وعقد جمع في 14 أبريل الماضي، من أجل المصادقة على التقارير المالية والأدبية، للموسمين السابقين، لكن تحول الجمع لملاسنات قوية، وخرج المكتب المديري ببلاغ يؤكد أن الجمع العام مر في اجواء عادية، فيما يستعد منخرطون لرفع شكاية للمحكمة بالطعن في هذا الجمع العام الأخير. وتدخلت السلطات في شخص والي جهة سوس ماسة، بتقديم مساعدة مالية مستعجلة للفريق، بلغت 300 مليون، من أجل حل جزء كبير من الأزمة التي يعيشها الفريق، بعد اجتماع المكتب المديري مع مختلف السلطات الولائية والمنتخبة. وحسب المتتبعين، يتحمل مسؤولو حسنية أكادير المتعاقبون على التسيير في السنوات الأخيرة، جزءا كبيرا من المسؤولية في الوضع المالي الحالي للفريق، بسبب غياب برنامج عمل واضح ومدير تقني متخصص في انتدابات اللاعبين، ومشروع رياضي يقنع المستشهرين، والاكتفاء بمنح المجالس المنتخبة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومنحة المستشهر الرسمي الوحيد، الذي كان سخيا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد المشاركة الإفريقية، وبلوغ حسنية أكادير لنهائي كأس العرش. استعدادات في ظروف صعبة عاد الفريق إلى التداريب، منتصف يوليوز الماضي، ووجد الطاقم التقني بقيادة المدرب عبد الهادي السكتيوي نفسه ممنوعا من التداريب بملحق الملعب أدرار بسبب عدم أداء مستحقات شركة "صونارجيس"، وانتقل إلى أيت ملول ببرمجة ثلاث حصص في الأسبوع. وقام الطاقم التقني ببرمجة حصص بشاطئ أكادير، كما غادرعدد من اللاعبين الأساسين كيوسف مهري ومحمد الشيخي وحسام السويسي، دون انتداب لاعبين جدد بسبب المنع من التعاقدات. ويطالب الجمهور بمغادرة المكتب المديري الحالي، وحل الأزمة المادية الخانقة التي يمر منها الفريق، بعدما فاق حجم الديون ثلاثة ملايير و200 مليون، عبارة عن أحكام صادرة عن غرفة النزاعات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمنع من إبرام التعاقدات. وربطت بعض الجهات المانحة صرف الدعم بضرورة عقد جمع عام انتخابي، ولم شمل برلمان المنخرطين من جديد. ويواجه الفريق خطر إجراء مباريات البطولة خارج الملعب الكبير، ما يبشر بموسم صعب.

الحسنية… كواليس أزمة متجددة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

غراف ومهاجم غامبي بالكوكب

ياشي يروج لـ"نص الليل"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات