أسماء في الذاكرة : عبد الكريم الخطيب “إخواني” القصر

لما توفي عبد الكريم الخطيب نعاه التنظيم الدولي للإخوان المسلمين على أنه أحد قادته ومؤسسيه. لم يكن كثيرون إن لم نقل الأغلبية تعرف أن الخطيب إخوانيا. كانت له كتابات إسلامية، منذ شبابه. فالخطيب إخواني بصيغة من الصيغ. لقد استقطب توفيق الشاوي، القيادي في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ليصبح مستشارا للملك الراحل محمد الخامس. وعند انتخاب أول برلمان أصبح الخطيب مديرا لديوان رئيسه. وعندما استقطب جماعة عبد الإله بنكيران، كان حاضرا على هذا الزواج الشيخ صالح أبو رقيق، القيادي أيضا في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وبراء الأميري نجل عمر بهاء الدين الأميري الشاعر والقيادي الإخواني السوري الذي كان يعتبر بمثابة مستشار للملك الراحل الحسن الثاني.يتحدر الدكتور عبد الكريم الخطيب من أصول جزائرية، وفي عام 1940 أسس منظمة الكشفية الحسنية. درس الطب في مدينة الجزائر العاصمة. وقد تولى منصب نائب رئيس جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا خلال السنة الدراسية 1944-1945. وأشرف على جمعية دار السلطان في فرنسا، وفيها وشحه محمد الخامس بوسام من درجة فارس، وكان الطالب الوحيد الذي حظي آنذاك بهذا الشرف تقديرا لجهوده وأنشطته لصالح بلاده. وفي عام 1951 أصبح الدكتور الخطيب أول طبيب جراح في المغرب.انخرط الدكتور عبد الكريم الخطيب عام 1954 في التنظيم السرّي لجيش التحرير المغربي الذي كان يكافح ضد الاستعمار الفرنسي منذ 21 غشت 1953، وتولى العناية بالشؤون الطبية باعتباره كان طبيبا جرّاحاً، كما تولى مهمة جمع الأموال واستقدام السلاح، وفي عام 1955 التقى لأول مرة علال الفاسي بالقاهرة وقد أصبح ممثلا رسميا له في المغرب. في عام 1957 خرج الدكتور الخطيب عن حزب الاستقلال متهما إياه بأنه يمثل "بورجوازية المدن"، ليؤسس مع المحجوبي أحرضان حزبا ريفيا سمي حزب الحركة الشعبية، وُضع على رأسه بعض قادة جيش التحرير، وما لبث أن اتخذ صبغة "بربرية"، وقد وقف بحزم يُدافع عن الملكية. وعقد حزبه مؤتمره التأسيسي في 9 نونبر 1959 ، ورغم مساندته للملكية ورئاسته للبرلمان، فإن الدكتور الخطيب رفض في عام 1965، قرار فرض حالة الاستثناء وحل البرلمان. وفي فبراير 1967، أسس حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، بعد انسحابه من حزب الحركة الشعبية. وفي عام 1996 احتضن الإسلاميين من عناصر حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي بعدما أخفقت محاولاتهم في الحصول على الترخيص بإنشاء حزب، ففتح لهم أبواب حزبه الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، والتي تحولت عام 1999 إلى حزب العدالة والتنمية. تقلد الدكتور الخطيب خلال عهدي محمد الخامس والحسن الثاني عدة مناصب كمستشار ووزير وومبعوث على وجه الخصوص لدى أطراف خارجية ربطته بها علاقات وثيقة ومن الوزارات التي أشرف عليها، وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية في الحكومتين الخامسة والسادسة بعد الاستقلال، كما تقلد هذا المنصب بين 26 ماي 1960 و2 يونيو 1961 وبقي في هذا المنصب حتى بعد تولي الملك الحسن الثاني زمام الأمور، ووزير الشؤون الإفريقية، في الحكومة السابعة التي تشكلت يوم 2 يونيو 1961 واستمرت إلى 5 يناير 1963 وقد أضيفت إليه في المرحلة نفسها وزارة الصحة، واستمر على رأس هذه الوزارة في الحكومة الثانية التي تشكلت من 5 يناير إلى 13 نونبر 1963. هذا هو الدكتور الخطيب، الذي ما إن رأى سطوة الإخوان على الحزب وطرد كل مؤسسيه، حتى جمع حقائبه مغادرا صفوفه مكتفيا بلقب رمزي. الرئيس المؤسس وهو لقب لا يسمن ولا يغني من جوع، غير أنه كان يذكر قياديا في الحزب دائما بواقعة مثيرة. عند سماع خبر أحداث 16 ماي الإرهابية كان مجموعة من القياديين ببيته، ومن هول الفاجعة أو من كثرة لبس أحدهم حذاءه "مقلوبا".مرة اتصل به أحد الأصدقاء، وفق ما رواه أحد معاونيه الأوفياء، لينصحه كي "يرد البال من الإخوان". سأله الخطيب عن سر هذه النصيحة. فقال له إنهم يتعاملون مع بعض الجهات. قال له ماهي؟ رد عليه أنها إحدى الجهات الفلانية. يقول مصدرنا إن الخطيب انتشى وقال له الحمد لله طمأنتني، لقد كنت خائفا من أن يتعاملوا مع جهة خارجية، أما وهي وطنية فلا حرج عليهم. إعداد: عبدالله الكوزي

أسماء في الذاكرة : عبد الكريم الخطيب “إخواني” القصر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أقلام في وجه السلطة : فكري أباظة...المغضوب عليه

العروسي... صوت الجبل : رائحة "البارود" تفوح من أغانيه

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات