استنفار البيضاويين وزوار المدينة للاستمتاع ببرودة البحر والانعتاق من جو حار الساعة تشير إلى الرابعة من عصر أول أمس (السبت)، بشاطئ "عين الدياب" بالبيضاء، استنفار على كافة الأصعدة من قبل البيضاويين بمختلف فئاتهم العمرية من عائلات وأصدقاء.ولم تنتظر فئات أخرى الزوال للتوجه إلى الشاطئ، بل اختارت مغادرة بيوتها منذ الساعة الثامنة صباحا وارتياد البحر للاستمتاع بنسيمه والانعتاق من حرارة مفرطة، وممارسة رياضة المشي والجري ولعب كرة القدم والمضرب، في مشهد يوحي أن البحر تحول إلى محج. إنجاز : محمد بها / تصوير : (عبد اللطيف مفيق) لم يكن الاستنفار غير المسبوق الذي عاشت فصوله مختلف شوارع وأحياء العاصمة الاقتصادية للتوجه إلى شاطئ "عين الدياب"، اختياريا للاستجمام كباقي أيام فصل الصيف، بل كان الإقبال على الشاطئ اضطراريا، هربا من لهيب جو حار. وألزمت الحرارة المرتفعة وغير العادية التي ميزت المغرب، منذ الجمعة الماضي، الأسر والأصدقاء بمختلف شرائحهم العمرية والاجتماعية الإسراع إلى الشواطئ للاستمتاع بنسيم البحر والانعتاق من حرارة مفرطة، لا يمكن لسكان العاصمة الاقتصادية المعروفة بالرطوبة، تحمل درجاتها، مقارنة مع صبر باقي سكان المدن والأقاليم الجبلية. عنوان واحد عاينت "الصباح"، توافد البيضاويين وزوار المدينة على الكورنيش والشاطئ، على متن سياراتهم و"الطاكسيات" الصغيرة والكبيرة، وكذا بالاستعانة بوسيلة الطرامواي التي ترجل منها عدد من الركاب القادمين من سيدي مومن والحي المحمدي وغيره من المناطق والأحياء الأخرى، بينما اكتفى سكان أحياء مقاطعة الحي الحسني القريبة من الشاطئ المشي للوصول إلى البحر تحت شعار "عين الدياب ما يفلت". وغص الشاطئ بجحافل المواطنين الذين توزعوا بين مجموعات تضم أسرا مصحوبة بأطفالها وبين أصدقاء تسابقوا على الشاطئ، طمعا في معانقة الرمال الذهبية والاستمتاع ببرودة مياه البحر. وكشف عدد من البيضاويين في حديث مع "الصباح"، أن توافدهم بشكل قياسي، مرده الرغبة في تكسير روتين البيت والهروب من الحرارة المرتفعة، التي سيطرت على المنازل وحولت حياتهم اليومية في ظل عدم السفر إلى جحيم لا يطاق. وسائل متعددة للترفيه من بين الأمور التي ميزت شاطئ عين الذئاب، أول أمس (السبت)، اختيار زواره ممارسة هواياتهم المفضلة والتي تتوزع ما بين لعب كرة القدم والسباحة والجري. وإذا كانت هناك فئات ارتمت في أحضان البحر هربا من الحرارة، فإن الأمهات فضلن اصطحاب أطفالهن للعب بجنبات الأمواج والاستمتاع بالرمال في جو حماسي يطبعه الغناء والضحك الجماعي، فالأهم بالنسبة إلى مرتادي البحر التحرر من الروتين والهروب من الجو الحار الذي يطبع فضاءات البيت وتحقيق "السعادة" بأقل إمكانية. تنظيم محكم ساهمت التغطية الأمنية التي يتميز بها شاطئ "عين الدياب"، في تشجيع الإقبال عليه من لدن العائلات باعتباره فضاء مؤمنا، عكس بعض الشواطئ التي تعرف عمليات السرقة وسلوكات التحرش بشكل علني. ولعب الانتشار الأمني الذي كان ظاهرا للعيان في مختلف الفضاءات المشكلة لشاطئ "عين الدياب" لحماية المصطافين، دورا كبيرا في الحفاظ على التنظيم الجيد الذي يطبع المتنفس هذا الموسم. ووجدت العائلات في خدمات مستلزمات الاصطياف، التي تتنوع ما بين المظلات الشمسية والكراسي والطاولات أو كراسي الاسترخاء، حلا لتسهيل الاستمتاع بأجواء الشاطئ دون عناء حمل أفرشة الجلوس وغيرها، إذ أقبل المصطافون بشكل كثيف على اكتراء "الباراصول" لتفادي ضربات الشمس الحارقة. وباستثناء ممارسات بعض حراس السيارات، الذين يفرضون تسعيرة خيالية، تميز شاطئ "عين الدياب" هذا العام بتنظيم محكم في انتظار تعميم مسألة محاربة الفوضى والابتزاز اللذين يتعرض لهما المصطافون، الذين يجدون أنفسهم بعد يوم ممتع في حالة غضب بسبب مضايقات فتوات يطلقون على أنفسهم "كارديانات". متنفس بأقل الأثمان رغم وجود عدة شواطئ بالبيضاء، إلا أن "عين الدياب" يظل الشاطئ الذي يحظى بإقبال منقطع النظير، باعتباره وجهة للترفيه وقضاء أوقات في الاستجمام والترويح عن النفس، إضافة إلى موقعه الإستراتيجي القريب من مختلف الأحياء والمناطق وكذا الفضاءات الترفيهية. ويشكل شاطئ "عيد الذئاب" الذي يعتبر من أشهر الشواطئ المغربية، متنفسا للبيضاويين وزوار العاصمة الاقتصادية، باعتباره يمزج بين جمالية فضاءاته و سحر أمواجه ومكانا لقضاء وقت جميل رفقة أفراد الأسرة والأصدقاء بأقل الأثمان. وهم يغادرون البحر في لحظة انتشاء ببرودة أجسامهم، قال عدد من المصطافين الشباب الذين التقتهم "الصباح"، إنهم قدموا إلى "عين الدياب" كباقي سكان البيضاء وزوار المدينة، هربا من موجة الحر التي اكتسحت باقي مدن المملكة. وختم المتحدثون أنفسهم الذين كانوا أربعة أصدقاء، حديثهم، بالكشف عن الدور الذي يلعبه الشاطئ في الترفيه، بالقول "الحمد لله نتوفر على هذا المتنفس إضافة إلى شواطئ أخرى، وإلا كنا سنعاني ارتفاع الحرارة التي لا يمكن تحمل درجاتها".