تعبئة أكبر للموارد البشرية والوسائل اللوجيستية وإشادة بظروف الاستقبال الجيد شرعت المحطة البحرية بميناء الحسيمة، منذ انطلاق عملية العبور "مرحبا 2023 "، التي تنظم بين 5 يونيو و15 شتنبر من كل سنة، في استقبال أفراد الجالية المغربية القاطنين بمختلف الدول الأوربية، قادمين إليها من ميناء "موتريل" الإسباني، بعد تعبئة الوسائل البشرية واللوجيستية لمرور العملية في أحسن الظروف. إنجاز: جمال الفكيكي (الحسيمة) الساعة تشير إلى الحادية عشرة من صباح الاثنين، حين رست باخرة قادمة من "موتريل " بميناء الحسيمة، وعلى متنها مسافرون قادمون من دول مختلفة، وبعدها خرجت أفواج من الجالية حاملة أمتعتها. انسياب في حركة خروج المسافرين بسياراتهم من المحطة في اتجاه مدنهم وقراهم. شاحنات وسيارات محملة بعدد كبير من السلع، الشيء الذي يتطلب مراقبتها ومعرفة نوعها، بل وأداء الرسوم الجمركية على بعضها. نساء ورجال وشباب وأطفال تبدو على وجوههم علامات الفرح والشوق والحنين لمعانقة تراب الوطن. ارتفاع قياسي واكبت الوسائل والبنيات التحتية الضرورية في ميناء الحسيمة الارتفاع القياسي في عدد العربات والأشخاص الوافدين لقضاء عطلتهم بين ذويهم، إذ تمر عملية العبور للسنة الجارية في ظروف جيدة، بفضل الإصلاحات التي شهدتها المحطة البحرية بميناء الحسيمة، وبسبب تدخل عدة جهات لضمان الحد الأقصى من الراحة للمهاجرين. وفي إطار تنفيذ مقتضيات دورية وزارة الصحة رقم 46 بتاريخ 01 يونيو2023 والمتعلقة بعملية "مرحبا 2023"، خاصة الجانب المرتبط بمراقبة الصحة في الحدود، تم أخيرا، إخضاع سفينة المسافرين، تؤمن الرحلات البحرية بين ميناء الحسيمة وموتريل، للتفتيش الصحي من قبل ضباط الصحة العاملين بنقطة العبور الدولي بالميناء. وهمت الأنشطة المبرمجة في هذه العملية، مراقبة الوثائق الصحية للسفينة، وسلسلة تحضير وتقديم الوجبات الغذائية مع أخذ عينات من الوجبات لإخضاعها للتحاليل المخبرية، كما عمل ضباط الصحة على مراقبة شبكة تزويد الباخرة بالماء الصالح للشرب، مع أخذ عينات من مختلف النقط لإخضاعها للتحاليل الفيزيوكميائية والبكتريولوجية، إضافة إلى مراقبة تدبير النفايات الصلبة والسائلة بالباخرة ذاتها. تجند سلطات الميناء أكد عادل الباردي، مدير ميناء الحسيمة، أن كل المتدخلين عبؤوا كافة إمكاناتهم لإنجاح عملية "مرحبا 2023"، وعملوا على توفير كل الوسائل المادية واللوجيستيكية لضمان استقبال مغاربة العالم في أحسن الظروف وضبط سلاسة العبور. وقال الباردي في تصريح لـ "الصباح"، إنه تمت تعبئة مختلف المعدات اللوجيستية الضرورية لسلامة الركاب وأمتعتهم بمجرد نزولهم بالمحطة البحرية، مضيفا أنه تم اتخاذ التدابير اللازمة لتنظيم عملية الولوج إلى المحطة البحرية، عبر تنظيم وقوف السيارات خارج المحطة، بتنسيق مع السلطات المحلية، حتى يتسنى للمسافرين العبور في مدة وجيزة وظروف جيدة، موضحا أن الوكالة الوطنية للموانئ وشركة استغلال الموانئ "مرسى ماروك"، قامتا بأشغال تهيئة المحطة البحرية، وتحسين التشوير الأفقي والعمودي وتوفير المرافق الصحية خارج المحطة وداخلها من أجل الحفاظ على الظروف الملائمة خلال عملية "مرحبا 2023". وسجل المدير ذاته بأن ميناء الحسيمة يتوفر على خط بحري مع ميناء موتريل جنوب إسبانيا، التابع ترابيا لإقليم غرناطة، والذي تؤمنه باخرة تبلغ طاقتها الاستيعابية نقل 1500 مسافر و300 عربة في الرحلة الواحدة، وتوفر ثماني رحلات أسبوعية بين الميناءين سالفي الذكر. وأكد الباردي أن المديرية العامة للأمن الوطني وإدارة الجمارك رفعتا عدد العناصر العاملة بالميناء لتسريع عملية مراقبة الجوازات والأمتعة والبضائع، مع الحرص على تعبئة عدد الموجهين والمرشدين لمواكبة ومد يد المساعدة للمسافرين. الجمارك في الخدمة لجأت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة إلى تعبئة أعوانها وأطرها، وسخرت المديرية الإقليمية بالحسيمة كل إمكانياتها وطاقاتها البشرية لتوفير المساعدة وتقديم الإرشاد بالمحطة البحرية، من أجل تسهيل الإجراءات الجمركية وخدمة مصالح المغاربة المقيمين في ديار المهجر. واستحضرت إدارة الجمارك التضخم الذي يعرفه العالم حاليا، ما دفعها إلى رفع سقف قيمة السلع المعفاة، التي يجلبها مغاربة العالم عند العبور إلى المملكة في عطلة الصيف، دون أن يكون لها طابع تجاري، من 20 ألف درهم إلى 25 ألفا. ومن أجل الاستفادة من نظام القبول المؤقت للمركبات السياحية، رخصت إدارة الجمارك بالقبول المؤقت لكل مركبة سياحية على أساس توكيل غير مصادق عليه، ورخصت كذلك بالقيادة بالمغرب لسيارة تخضع لنظام القبول المؤقت، من قبل كل شخص مقيم بالخارج، غير صاحب بطاقة الدخول المؤقت، دون موافقة مسبقة من قبل الإدارة، شريطة أن يكون متوفرا على الوثائق الأصلية للسيارة، ويتعلق الأمر بشهادة الترقيم ووثيقة القبول المؤقت صالحة، إضافة إلى توكيل في حال قيادة السيارة نحو الخارج. من جهتهم يسهر العاملون والعاملات بمؤسسة محمد الخامس للتضامن على تقديم الإرشادات وكل أنواع المساعدة لأفراد الجالية المغربية. ووفرت المؤسسة، حسب مصدر مسؤول جميع التجهيزات المناسبة لضمان استقبال يليق بالمغاربة المقيمين بالخارج، ومنحهم المساعدة الإدارية والطبية المرغوب فيها، مشيرا إلى أن المؤسسة أنشأت كعادتها مركزا صحيا في المحطة البحرية بالحسيمة، يشرف عليه طبيب وممرضون، لتسهيل عملية العبور وتقديم جميع الخدمات الطبية والصحية. استقبال جيد سألت "الصباح" مواطنا من أفراد الجالية المقيمة بهولندا عن الرحلة وظروف الاستقبال، فأجاب بكل عفوية "كل شيء على ما يرام، أنا سعيد جدا، ولم يسبق لي أن عشت لحظات ممتعة كهذه، اشتقت لبلدي وأحبابي وأصدقائي". وعبر مواطن يقطن بهولندا في تصريح لـ "الصباح" عن رضاه عن ظروف الاستقبال بالمحطة البحرية بالحسيمة والظروف المريحة داخل الباخرة، التي تؤمن الرحلات بين الحسيمة وموتريل، مشيرا بالقول إلى أن الاستقبال كان جيدا من قبل جميع المتدخلين داخل المحطة، سواء على مستوى التجهيزات أو التوضيحات وأيضا المساعدة والإسعافات. ويضيف المتحدث "ما لاحظته وعائلتي أساسا هو الرغبة في تقريب المهاجرين أكثر من بلدهم، وتشجيعهم على العودة بكثافة وفي ظروف أحسن، وهي خطوة إيجابية".