حكــايــات اللاعـب “زاز” : فرنسا كانت تقسم المغرب والجزائر وتونس إلى خمس عصب

قال لـ "الصباح" إن العربي بنمبارك كان مدربا ولاعبا بالفتح والشهود التحق بنا لأسباب سياسية كيف جاء التحاقك بالفتح الذي قضيت معه غالبية مسيرتك الرياضية؟ التحقت بالفتح الرياضي في أكتوبر من سنة 1947 أي بعد حوالي سنة من تأسيسه، بحكم أن الفتح الرياضي تأسس في 10 أبريل 1946، من لدن الملك الراحل محمد الخامس مع مجموعة من الوطنيين- بعدما شاهدني السي بنعبد الله، وكان محبا لفريق الفتح، ألعب في قاعة المدرسة التي أدرس بها اسمها مؤسسة جسوس في حي الليمون ويطلق عليها الحاج أحمد بلافريج، وكانت مدرسة تضم مجموعة من الوطنيين الذين قاوموا الاستعمار. ما هي الشروط التي فرضوها عليك للالتحاق بالفتح؟ لم تكن هناك أي شروط، لكن أجريت اختبارا طبيا خفيفا للتأكد من أن سني عشر سنوات في تلك الفترة، بحكم أنني من مواليد فاتح يونيو 1937، وأجريته بمقهى رونيسونس، التي كانت معروفة بشارع محمد الخامس بالرباط، بعد أن تم فحص أسناني، وخضنا هذا الاختبار بسبب عدم وجود كناش الحالة المدنية في تلك الفترة. هل عانيت مشاكل أثناء التحاقك بالفتح؟ ما يمكنني أن أقوله، هو أنني في تلك الفترة كنت أقطن بحي العكاري بالرباط، وكنت أنا ولاعبون آخرون من الحي المذكور من يلعبون في الفتح، ويتعلق الأمر بالمرحوم أحمد النجمي ومحمد ابن إبراهيم الشافعي، إذ كان محسوبا على المقاومة، في الوقت الذي كانت باقي أندية الرباط محسوبة على الاستعمار الفرنسي، أبرزها الأولمبيك المغربي وسطاد المغربي والاتحاد الرياضي المحيط. من أشرف على تدريبك في فئات الفتح؟ في الفئات الصغرى للفتح كان يدربني مدرب اسمه الجبلي وكان موظفا بعمالة الرباط، ثم حسن بالمكي في فئة الشباب، بعدما قدم استقالته من الأولمبيك المغربي لأسباب سياسية، شأنه في ذلك شأن المرحوم أحمد الشهود الذي حل من الوداد في موسم 1949، وكان ضابطا في فترة الاستعمار، لكن كانت لديه مشاكل مع المعمرين، بسبب مواقفه من المقاومة. ومتى كان التحاقك بفريق الكبار؟ أود الإشارة إلى أنني سنة 1951 التحقت بفريق الشباب وفي السنة الموالية بالكبار، أي أنني أثبتت جدارتي في الالتحاق بالفريق الأول وأنا في سن 17، وتزامن ذلك مع خوض الفتح سنته الثانية بالقسم الأول، بعد أن قضى أربع سنوات في الأقسام الشرفية. ما هي المواجهات التي مازلت تحتفظ بذكريات بشأنها؟ كنا نشارك في كأس شمال إفريقيا وهي عبارة عن دوري تخوضه الأندية المتوجة في المغرب والجزائر وتونس، بحكم أن الاستعمار الفرنسي كان يقسم الدول الثلاث إلى خمس عصب، تضم المغرب الأقصى وتونس والجزائر بها ثلاث عصب، ويتعلق الأمر بعصبة الوهرانيين والجزائريين والقسنطينيين، وخضنا مباريات مع فريق تموشنت الجزائري بفاس، بسبب أن الاستعمار الفرنسي رغب في تقريب المسافة بيننا وبين الفريق الجزائري، وفزنا عليهم، لكن المباراة الثانية أمام غيلما الجزائري انهزمنا أمامهم في قسنطينة بأربعة أهداف لواحد، وفي السنة الموالية خسرنا أمام الترجي التونسي بملعب سطاد فيليب بالبيضاء بهدفين لواحد. هل سبق أن لعبت كأس الاستقلال؟ أحتفظ بأجمل الذكريات عن كأس الاستقلال موسم 1957-1956، عندما لعبنا نصف النهاية أمام أتليتيكو تطوان وكان فريقا يمارس بدوري الدرجة الثانية بإسبانيا، وفزنا عليهم، ولعبنا المباراة النهائية أمام الوداد التي واجهت فريق المغرب الأقصى وتأهلت، وفزنا عليهم بهدفين لواحد. من كان يشرف عليكم في تلك الفترة؟ العربي بن مبارك هو من كان يدربنا، وكان في الوقت ذاته لاعبا بالفريق، وكان يساعده لحسن شيشا.كنا فريقا ممتازا يضم لاعبين كبارا، أمثال الإسباني كومبوي الذي استقدمه بن مبارك من سبتة ومارسيل لوسون الذي درب الوداد بعد ذلك، وبنعيسى كروم، وأنا دائما أقول إذا لم يكتب لذلك الجيل الفوز بالبطولة، فلن يتأتى لجيل بعده ذلك. أجرى الحوار: محسن صلاح الدين

حكــايــات اللاعـب “زاز” : فرنسا كانت تقسم المغرب والجزائر وتونس إلى خمس عصب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أوراق من ذاكرة رويشة : رويشة بين محمد مغني والشريفة كرسيت

القصـة الكاملـة للباخـرة المحتجـزة بالمحمديـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات