أزيد من 10 غرقى لقوا مصرعهم بسبب المجازفة والعوم بالفضاءات المحظورة تشهد شواطئ طنجة، الممتدة على الساحلين الأطلسي والمتوسطي، في الأسابيع الأخيرة، حالات غرق عديدة، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن يسمع سكان المنطقة عن حالة غرق جديدة، أغلبها تسفر عن وفيات، وتكون أسبابها في الغالب ناجمة عن تهور الضحايا بلجوئهم إلى السباحة في مناطق محظورة وغير محروسة. وتفيد المعطيات المتوفرة، أن أكثر حالات الغرق سجلت بالشواطئ المصنفة في خانة "خطر"، من بينها شواطئ مرقالة والغابة الدبلوماسية وسيدي قاسم وهوارة وبعض النقط بشاطئ أشقار، بالإضافة إلى الشواطئ القريبة من أصيلة كتهدرات والبرييش، وكلها شواطئ تسجل فيها سنويا أكبر نسبة لحالات الغرق، لأنها عميقة المياه، وتتميز بالتدرجات الحادة في قعر البحر، وكذا التيارات المائية غير المرئية، التي تكون في باطن البحر وتجذب ضحايا بطريقة فجائية، لتحول عطل العديد من العائلات إلى كابوس ومأساة تلازمها طيلة حياتها. ومع بداية فصل الصيف لهذه السنة ، شرعت شواطئ طنجة في حصد أرواح جديدة للمصطافين، أغلبهم من الشباب والتلاميذ، حيث لفظ كل من الشاطئ البلدي ومالاباطا وأشقار جثث مجموعة من الضحايا، إذ بلغت الحصيلة، إلى حدود نهاية الأسبوع الماضي، 10 غرقى لقوا مصرعهم بالشواطئ المذكورة، التي تصنف ضمن الشواطئ "غير المحروسة" أو ما بات يعرف بـ "شواطئ الموت". ووقعت آخر حوادث الغرق التي شهدتها شواطئ طنجة، الأحد الماضي، حين لقي شابان في مقتبل العمر حتفهما غرقا، الأول (22 سنة) جرفته أمواج شاطئ "مالاباطا" وهو يسبح رفقة مجموعة من أصدقائه، الذين حاولوا إنقاذه دون جدوى، ليختفي عن الأنظار إلى حين أن انتشلت جثته عناصر الوقاية المدنية بعد مجهودات استمرت لعدة ساعات، فيما لقي الثاني مصرعه بشاطئ غير بعيد عن مغارة "هرقل" بمنطقة أشقار ضواحي المدينة، خلال ممارسته السباحة رفقة أفراد من أسرته، الذين تحولت رحلتهم إلى فاجعة أحزنت كل المصطافين الذين كانوا يستمتعون بيومهم الصيفي بالشاطئ المذكور. ومن بين المشاهد التراجيدية التي شهدتها شواطئ طنجة هذه السنة، حادثة غرق أب وابنه بشاطئ "برييش"، الذي يقع بين طنجة وأصيلة، حين جرفتهما التيارات المائية إلى داخل البحر لعدم درايتهما الكافية بفنون السباحة، وظلا يصارعان الأمواج إلى أن خارت قواهما واختفيا بشكل تام عن الأنظار، رغم تدخل عدد من المصطافين الذين حاولوا إنقاذهما دون جدوى. حالة أخرى مؤثرة جدا عاشها ميناء طنجة الترفيهي وسط المدينة، حين عثر أحد المواطنين على جثة غريق في عقده الثالث طافية تتلاعب بها مياه البحر، بعد أن ظل في عداد المفقودين لعدة أيام، حيث عملت عناصر الوقاية المدنية على انتشاله ونقله إلى مستودع الأموات الجماعي بالمدينة. وعزا مصدر من الوقاية المدنية، سبب حوادث الغرق المتكررة، إلى سلوكات بعض المصطافين، الذين يلجؤون إلى السباحة في الشواطئ المحظورة، خاصة في الفترات التي تعرف فيها المنطقة أجواء متقلبة وهبوب رياح «الشرقي» القوية بشكل فجائي أحيانا. وشدد المصدر، في اتصال مع «الصباح»، على ضرورة الامتثال لنصائح المكلفين بالحراسة، وكذا احترام الرايات الموجودة باستمرار في الشواطئ المحروسة، والابتعاد عن السباحة في حال وجود الراية الحمراء أو السوداء. المختار الرمشي (طنجة)