أكد مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي، لـ "الصباح"، أن النفاق الاجتماعي لا يعكس دائما سلوكا سلبيا كما يرى أغلب الأشخاص. واعتبر علوي أمراني انه من خلال النفاق الاجتماعي يتم تفادي مواجهة كثير من المشاكل والمواقف المحرجة، موضحا "لابد أن نقف عند الجوانب الإيجابية لهذا السلوك الذي أصبح معتمدا من قبل شريحة واسعة من الأشخاص لأنه يندرج في إطار الدبلوماسية، إلى جانب أنه يعكس نوعا من النضج". وقال علوي أمراني إن النفاق الاجتماعي يندرج في سياق تسيير مواقف معينة بحكمة ونضج لتجاوز عقبات ما، موضحا "البعض يؤمن بمقولة "اللي فقلبي على لساني"، كما يصر على قول أمور معينة للآخرين حتى ولو كانت جارحة أو تؤدي إلى مشاكل كثيرة". واسترسل علوي أمراني أن اعتماد النفاق الاجتماعي في كثير من الحالات يعتبر حلا مهما، بل يصب في إطار الحفاظ على العلاقات بين الأطراف، خاصة من تجمعهم صلة قرابة. "يقتضي الحفاظ على علاقة اجتماعية والتآخي واللمة العائلية، إلى غير ذلك مما بات يعرف بالنفاق الاجتماعي، الذي لولاه لكانت القطيعة بين العديد من الأشخاص"، يقول علوي أمراي، مضيفا أنه لابد أن نتقبل الآخرين لأن جميع الأشخاص لهم جوانب إيجابية وأخرى سلبية. وقال علوي أمراني إن النفاق الاجتماعي يحدث توازنا في حياة كثير من الأفراد، الراغبين في الحفاظ على علاقاتهم وتفادي كثير من المشاكل. وفي المقابل، قال علوي أمراني إن للنفاق الاجتماعي جوانب سلبية حين يتعلق الأمر بأن شخصا ما يكره أشخاصا محيطين به كرها شديدا، لكن رغبته في تحقيق أهداف معينة (مالية، أو اجتماعية...)، سواء على المدى المتوسط أو البعيد مثلا، تكون دافعا له. وأوضح علوي أمراني أن النفاق الاجتماعي في جانبه السلبي يؤكد غياب مصلحة أخلاقية سامية وراقية، كما هو الشأن في جانبه الإيجابي لتفادي حدوث مشاكل مع الغير. أ. ك